آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ما بعد السيدة نفيسة!

اليمن اليوم-

ما بعد السيدة نفيسة

بقلم-سليمان جودة

الفكرة التى أسّس لها وزراء ثلاثة فى مسجد السيدة نفيسة قبل أيام تحتاج إلى أن تحظى باهتمام أعلى على مستوى الدولة كلها.. اهتمام ينقلها من المسجد إلى كل بيت وكل منشأة حكومية أو خاصة!.. وإذا كان قد قيل إنها فكرة ستنتقل من «السيدة نفيسة» إلى جميع مساجد الجمهورية فى مرحلة لاحقة، فهذا جيد فى حد ذاته، ولكنه لا يكفى!

أما الفكرة فهى تركيب حنفيات موفرة فى المساجد.. وأما الوزراء فكانوا: اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربى، والدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى، والدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف.. وقد ذكر اللواء «العصار» أن الحنفيات جرى إنتاجها فى شركة تابعة للوزارة بتكنولوجيا ألمانية، وأنها توفر 35%‏ من المياه المستخدمة!

ومنذ أسابيع كانت إثيوبيا قد أعلنت أن عملية بناء سد النهضة تتعثر بسبب خطأ وقع من جانب الشركة التى تنفذه، وأن هذا الخطأ سوف يؤخر الانتهاء من بنائه ما يقرب من أربع سنوات.. ويومها كان مصريون كثيرون قد أحسوا بالراحة بينهم وبين أنفسهم لأن تأخر الانتهاء من السد الإثيوبى سوف يعطى للطرفين المصرى والإثيوبى الوقت الكافى للتعامل معه بما يضمن عدم تأثيره على حصتنا من مياه النيل!

ولكن وكالات الأنباء حملت خبراً مفاجئاً فى نفس توقيت بدء فكرة الحنفية الموفرة، يقول إن شركة الكهرباء الإثيوبية المسؤولة عن تشييد السد وقّعت اتفاقاً مع شركة فرنسية لتسريع البناء، وإن تكلفة التسريع تصل إلى 395 مليون يورو!

وقد جاء هذا الخبر فى وقت لم نتفق فيه مع إثيوبيا على فترة ملء خزان السد، ولا على طريقة تشغيله، ورغم المفاوضات الطويلة التى دارت وتدور بحضور السودان طرفاً ثالثاً، فلايزال الكلام يعود فى كل مرة يلتقى فيها الأطراف الثلاثة إلى حيث بدأ!

وحتى بافتراض أن السد لن يؤثر، وأننا سنتفق فى النهاية مع الإثيوبيين، وأنهم سيتفهمون أن موضوع النيل بالنسبة لنا لا فصال فيه، فإن الفكرة التى أطلقها الوزراء الثلاثة لا يجوز أن تضيع فى زحام الأحداث، ولا أن تتوقف عند حدود المساجد، ولا أن تكون لقطة ظهرت فى الصحف ثم ينتهى الأمر!

وإذا كان الوزير «عبدالعاطى» يواصل التفاوض مع الجانب الإثيوبى، ويشجع الرى الحديث، وإذا كان الوزير «العصار» ينتج الحنفية الجديدة، فالوزير «جمعة» هو الذى عليه أن يتبنى الترويج لها من فوق منابر المساجد فى أنحاء الجمهورية كلها!

وليس عليه الترويج لها فقط، ولكن عليه العمل على تغيير ثقافة الناس الشائعة فى استهلاك الماء لأن الثقافة الدينية التى تنصح بألا نسرف فى الاستهلاك ولو كنا على نهر يجرى لا وجود لها بين الغالبية من المواطنين.. بل إن هذه الغالبية تتصرف على العكس من ثقافة عدم الإسراف على طول الخط!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بعد السيدة نفيسة ما بعد السيدة نفيسة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen