آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الإخوانلى العثمانلى

اليمن اليوم-

الإخوانلى العثمانلى

بقلم : محمود خليل

لا يزال كثير من أفراد جماعة الإخوان يعيشون وهْم أن الحكم العثمانى يندرج ضمن تجارب «الخلافة الإسلامية»، ليتساوى فى ذلك مع تجربتَى الخلافة الأموية والعباسية. وتقديرى أن هؤلاء ينشغلون بالشكل أكثر مما يعتنون بالمضمون، فتبهرهم فكرة وجود خليفة ومؤسسة اسمها الخلافة حتى ولو كانت مجرد أسماء على غير مسمى. وحقيقة الأمر فإنه منذ فتح مصر على يد عمرو بن العاص فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب لم تخسر هذه الدولة كما خسرت فى العصر العثمانى، فقد سعى «العثمانى» التركى إلى تجريف ثروات البلاد بدءاً من البشر وانتهاء بالحجر، ووصل الأمر حد سرقة بعض الآثار الإسلامية الكائنة فى مصر، تراجعت مصر فى عصر العثمانيين فكرياً وحضارياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كما لم تتراجع فى غيره، وبلغ الضجر من حكم إسطنبول مبلغه مع تعدد تجارب ومحاولات الانفصال عنها.ويظهر على بك الكبير كأول قائد حاول الانفصال بمصر عن السلطنة العثمانية. حقائق التاريخ تقول إن هذا المشروع وُلد على يده، وأعطى من خلاله درساً لكل الحكام الطموحين الساعين إلى بناء دولة مصرية كبرى. كان «الجن على» -كما لقَّبه معاصروه- يردد لمن حوله: «إن ملوك مصر كانوا مماليك مثلنا، مماليك الأكراد مثل السلطان بيبرس والسلطان قلاوون وأولادهم، وكذلك ملوك الجراكسة، وهؤلاء العثمانية أخذوها -يقصد مصر- بالتغلب ونفاق أهلها». تلك كانت وجهة نظر على بك الكبير فى أمر الانفصال عن السلطنة العثمانية، ومبرره أن الأتراك أخذوا مصر بالتغلب ونفاق أهلها.فشلت تجربة على بك بسبب خيانة قائده محمد أبوالدهب، وظلت أوضاع المصريين تحت الحكم العثمانى تنتقل من سيئ إلى أسوأ حتى طرقت الحملة التى قادها «بونابرت» أبواب البلاد. مثلت الحملة صدمة حضارية مدهشة للمصريين، شعروا خلال سنواتها الثلاث بمستوى الفشل الذى وصلوا إليه، وهوة التخلف التى يقبعون فيها. قاوم المصريون «الفرنسيين» حتى أخرجوهم من ديارهم، لكن الحملة خلَّفت فى نفوسهم إحساساً لا ينمحى بالهزيمة الحضارية، عزاه بعض أفراد النخبة والكثير من أفراد الشعب إلى ضعف دولة الخلافة، وعدم قدرتها على حماية ديار المسلمين، نتيجة عدم تمسكها بالإسلام، وأنها لو كانت مثل الخلافة الراشدة لما طمع الأعداء فى أرضهم وخيرهم. فكرة تعضيد الخلافة كانت الفكرة الأساسية التى دخلت بها مصر إلى بوابة التاريخ الحديث والمعاصر.الوحيد الذى كان يرى أن الخلافة هى سر فشل الدولة المصرية هو محمد على، فانطلق يقطع عُرى ارتباط مصر بالدولة العثمانية، وشرع فى بناء نهضة يعتمد فيها على معطيات مصر وقدرات المصريين، دولة مستقلة لها تجربتها، بما تنطوى عليه من سلبيات وإيجابيات، تجربة اعتمدت على فكرة «الاستقلال بمصر»، ليكون خيرها فى حِجر أبنائها، وليس «طُعمة» لدولة الخلافة. السلبية الأساسية فى تجربة محمد على تتمثل فى عجزه عن غرس هذه الفكرة فى نفوس المصريين، حتى يضمن لها الاستمرار من بعده. المشكلة أنه لم يفعل، واعتمد كأى حاكم شرقى فى زمانه على مبدأ أن على الرعية أن تسمع وتطيع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوانلى العثمانلى الإخوانلى العثمانلى



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي

GMT 01:57 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

حنان ترك تظهر في عيد ميلاد توأم زينة وتخطف الأضواء

GMT 15:40 2020 الإثنين ,13 تموز / يوليو

دينا راغب بإطلالة فرعونية تتخطى 150 ألف دولار

GMT 03:21 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تستعمل الأغاني بدلًا من أصوات المحركات المزعجة

GMT 21:31 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تحدث ميزات جديدة للمستخدمين في15 دولة العالم العربي

GMT 17:32 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

مسؤول يمني يتوقع اتفاقاً مع الحوثيين حول الأسرى خلال أيام

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ورشة عمل حول تطوير التعليم العالى في جامعة الفيوم

GMT 11:43 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

جزيرة "بايكال" تشهد انخفاضًا كبيرًا في الأرصدة السمكية

GMT 13:15 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حامل اللقب واريورز يخسر مباراة القمة أمام رابتورز
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen