آخر تحديث GMT 08:03:06
السبت 5 نيسان / أبريل 2025
اليمن اليوم-
أخر الأخبار

تايوان وشركاتها الصغيرة

اليمن اليوم-

تايوان وشركاتها الصغيرة

بقلم - نادين عبدالله

حققت تايوان (وغيرها من النمور الآسيوية) نهضة اقتصادية مذهلة ابتداءً من الستينيات، بنيت على أساس الاستثمار فى الإنسان وتعليمه وصحته من جهة، والتركيز على بناء الكفاءة التصنيعية بهدف المنافسة فى الأسواق العالمية والتصدير. والحقيقة هى أن هذا النموذج يعتبر رائدًا ليس فقط لنجاحه الساحق، بل أيضًا لاتباعه سياسات اقتصادية تختلف عن إملاءات المؤسسات النقدية العالمية على غرار صندوق النقد الدولى، تلك التى تدفع إلى تنحية الدولة جانبًا وترك المجال للسوق، وكأن الأخيرة بمفردها قادرة على تحقيق نقلات تصديرية نوعية من دون أن تتدخل الدولة كى تحمى صناعات استراتيجية بعينها، وتعمل على تنميتها إلى أن تصبح قادرة على المنافسة الحرة.

فقد ركزت الدولة فى تايوان مثلا على تقديم الدعم المالى والفنى والعلمى للشركات المتوسطة والصغيرة لرفع قدراتها التصديرية عالميًا. وبما أنها واعية لصغر حجم وإمكانيات هذه الشركات، فقد وفرت لها نظاما للحماية والدعم بشكل تكاملى محكم ومنظم. فماذا فعلت؟ من ناحية، نسقت عملية استثمار الشركات متعددة الجنسيات فى بلادها بشكل يضمن عملية التكامل هذه، فرسمت سياسات لم تجذب فقط الشركات الأجنبية، بل ضمنت أيضًا أن مجال عملها يكمل ما لا توفره الشركات الصغيرة والمتوسطة. ومن ناحية أخرى، رسمت الدولة سياسات جاذبة وداعمة لقطاع البحوث والتنمية لتطوير إمكانيات الشركات الصغيرة والمتوسطة تقنيًا، وجعلها قادرة ليس فقط على التصنيع (فى مجال الصناعات غير الثقيلة)، بل أيضًا على المنافسة فى الأسواق العالمية. وقد وجهت الدولة الشركات المتعددة الجنسية للمساهمة فى نقل المعرفة التكنولوجية إلى هذه الشركات الصغيرة إلى الحد الذى أصبح فيه لتايوان أكبر نظام متطور لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة تكنولوجيًا على مستوى العالم.

وهى كلها أمور لا تحدث مثلا فى مصر. فمن جهة، نعانى من غياب سياسات واعية من قبل الدولة، ليس فقط لدعم صغار المستثمرين ورجال الأعمال المحليين، بل بالأخص لتحفيزهم على التصنيع والتصدير بدلا من اكتفاء أغلبهم بتقديم الخدمات أو الاستثمار فى العقارات (ولوازمها) وغيرها من القطاعات غير المنتجة. ومن جهة أخرى، لا نعانى فقط من غياب سياسات جاذبة للاستثمار الأجنبى بشكل عام، بل بالأحرى إلى سياسات محفزة ومشجعة لدفع المستثمر الأجنبى إلى الانتقال من الاستثمار فى القطاعات الريعية (العقارات والطاقة والسياحة) إلى قطاعات أخرى تبنى قدرات مصر التكنولوجية والصناعية من أجل التصدير. فهل نعى، فى مصر، خطورة الموقف فنغير النهج؟.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تايوان وشركاتها الصغيرة تايوان وشركاتها الصغيرة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:58 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نهضة مصر تطرح أول نسخة عربية لرواية "أبناء الدم والعظم"

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 07:17 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السمك الحار بصلصة جوز الهند على الطريقة التايلندية

GMT 00:33 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

كيكة صيامي فانيليا و شيكولاتة

GMT 21:13 2016 الخميس ,07 إبريل / نيسان

ارتفاع عدد المشروعات العقارية في دبي بنسبة 78%

GMT 19:26 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

اعتني بشعرك المقصف من خلال الجرجير والكيوي

GMT 06:12 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

أحمد بدير يكشف السر في نجاح مسلسل "البيت الكبير"

GMT 18:55 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القوات السعودية تدمر منصات صاروخية للانقلابيين في صعدة

GMT 01:13 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنـوشكا تؤكد أن شخصية "قسمـت" تشبهها وليست شريرة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen