بقلم - جلال دويدار
امكاناتنا السياحية المدعومة بكل المقومات التراثية والطبيعية الجاذبة.. مازالت تعاني من تخلفنا في جذب سياحة المؤتمرات. لا علاقة لهذه النوعية بما يتعلق بعائد المؤتمرات التي تتكفل الدولة بتنظيمها.
لا أحد ينكر ما تتسم به هذه النوعية السياحية من ارتفاع في الانفاق الذي ينعكس علي الدخل القومي. وفقا لهذه الحقيقة فإنه لابد من توجيه مزيد من الاهتمام بهذا النشاط.. في حملاتنا التسويقية والترويجية.
ما أدعو إليه يشهد به ما حققته بعض الدول.. من دخل يقدر بعشرات المليارات من الدولارات من قيامها بتنظيم المؤتمرات الأجنبية علي اختلاف أنواعها. مدن المؤتمرات في هذه الدول تتمثل في هونج كونج وسنغافورة ودبي وفيينا وبانكوك وطوكيو ونيومكسيكو بالاضافة إلي مدن أخري علي مستوي العالم.
>>>
كما هو معروف فيما يتعلق بتنظيم المؤتمرات فإن هذه العملية لا تقتصر علي فعاليات انعقادها وإنما تشمل بصورة أساسية ما تتضمنه من برامج سياحية جانبية ثقافية وترويحية للأعضاء المشاركين. الاقبال علي المشاركة في هذه المؤتمرات يكون عادة مرهونا بمضمون هذه البرامج ومحتواها. جذب هذه الأحداث الاقتصادية لا يتم اعتباطا وإنما يتطلب اللجوء إلي الشركات العالمية المتخصصة.
من ناحية أخري فإنه لابد من توافر قاعات مجهزة لعقد هذه المؤتمرات إلي جانب فنادق الاقامة والخدمات الأخري. في العادة يتم ذلك وفق اتفاقات بين الشركات المنظمة لأي مؤتمر وهذه الأماكن. هذا التحرك يتم في اطار من المنافسة بين الدول والمدن علي أساس ما يتم تقديمه من اغراءات.
>>>
حتي يمكننا الاستفادة من هذا النشاط سياحيا بالصورة التي تليق بمكانتنا.. فإنه لابد من أن تتولي الأمر هيئة متخصصة. يجب أن تضم هذه الهيئة أصحاب فكر مهني وخلاق ولديهم القدرة للتفاوض واجراء الاتصالات والاقناع. بداية فإن علي هذه الهيئة التواصل مع الشركات الدولية المتخصصة في تنظيم المؤتمرات وعرض ما لدينا من امكانات.
من المؤكد أن لدي مصر فرصة هائلة لجذب العشرات بل المئات من هذه المؤتمرات سواء العامة أو التخصصية. إن ما أصبح لدينا من تجهيزات واستعدادات قادرة علي تقديم الخدمات المتكاملة المطلوبة. إن هذا يشمل تعدد المدن التي تتميز بعوامل الجذب للأعضاء المشاركين فيها.
يأتي في مقدمة هذه المدن.. قاهرة المعز لدين الله والاسكندرية وشرم الشيخ والاقصر وأسوان خاصة بعد تجربة عقد مؤتمر الشباب العربي الافريقي الذي دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي.
في هذا الاطار فإن هناك مدناً مصرية أخري تحتاج إلي اهتمام الدولة والمستثمرين لجذب السياحة بشكل عام وبالاخص سياحة المؤتمرات.. هذه المدن تشمل بورسعيد والاسماعيلية ومرسي مطروح وأبوسمبل.
أعتقد أن أمامنا فرصة لانجاح جهود جذب عقد المؤتمرات في مصر. لا جدال أن الانتعاشة السياحية التي تشهدها حاليا تمثل عنصرا مهما للاقدام علي هذه الخطوة. إن كل الظروف مهيأة حاليا استنادا إلي الاستراتيجية التنشيطية التي تتبناها وزارة السياحة.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك