بقلم - جلال دويدار
بعد سنوات من الاختفاء من الصورة تماما عادت توشكي الي الحياة من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس السيسي للمنطقة. كان قد تردد أن هذا المشروع التنموي الزراعي آثار حالة من الخلاف بين الرئيس الأسبق حسني مبارك ورئيس الوزراء في ذلك الوقت الدكتور الجنزوري الذي كان وراء إقامته.
كان محور هذا الخلاف الجدوي الاقتصادية والتكاليف الباهظة لتنفيذه والتي بلغت عدة مليارات من الجنيهات. قيل في ذلك الوقت أن الجنزوري لجأ الي تمويل هذا المشروع من حصيلة بيع أراضي البناء. أدي ذلك الي نشوب خلاف آخر حاد جانبي بينه وبين وزير الاسكان في ذلك الوقت د.ابراهيم سليمان الذي كان يحتفظ بهذه الحصيلة من المليارات التي قُدرت بـ ٧ مليارات جنيه.
كان من أسباب اعتراض البعض علي المشروع ما يحيط به من صعوبات أبرزها ارتفاع درجة الحرارة. تطلبت عمليات التنفيذ اقامة محطة رفع عملاقة لمياه النيل إلي أراضيه المرتفعة تكلفت وحدها عدة مليارات. ورغم الزيارات الرسمية التي تمت للأعمال التي كانت تجري. إلا أنه وبعد فترة لم يعد هناك ذكر له وسط إشاعات بفشله. ساهم في ذلك قرار مبارك بإعفاء الجنزوري من رئاسة الحكومة.
ان ما شجع علي تبني اقامة هذا المشروع العملاق ما تضمنته الأبحاث عن توافر مئات الآلاف من الأراضي الصالحة للزراعة في حالة وصول مياه الري إليها. تم تكليف الأجهزة المدنية بعمليات الاستزراع واقامة مجتمعات متكاملة. الصعوبات المناخية أدت الي عدم تحقيق المعدلات المطلوبة من الانجازات.
أخيرا وعلي ضوء زيارة الرئيس السيسي للموقع وما شاهدناه من أفلام وصور تسجيلية لها أن أجهزة القوات المسلحة.. تكفلت بمسئولية توشكي. يأتي ذلك إستنادا لما يتوافر لديها من امكانات بشرية منضبطة لديها الامكانات والقدرة علي التحمل يضاف الي ذلك ما تملكه من المعدات والوسائل التي تسهل اضطلاعها بهذه المهمة. تم ذلك باعتبار أن إستكمال المشروع أمن قومي غذائي بالاضافة الي إحياء الاستفادة من الأموال الطائلة التي أنفقت علي تجهيز البنية الأساسية للمشروع.
يبدو من وقائع الزيارة الرئاسية التي فاجأتنا أنه قد تم إعادة النظر في الجدوي الاقتصادية للمشروعات المناسبة للاستثمار في الموقع. إنها شملت اقامة مزارع لكل أنواع التمور بالاضافة الي تخصيص مساحات رعوية لتربية قطعان الأغنام. إن ما شاهدناه وقرأنا عنه من خلال هذه الزيارة يعني أن هناك تحركا لاحياء المشروع وعدم ضياع المليارات التي تم إنفاقها عليه.
نقلا عن جريدة الأخبار المصرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك