بقلم - جلال دويدار
لابد أن يدرك المواطنون المصريون من منطلق الحفاظ علي أمن واستقرار وطنهم.. أهمية أن يكونوا عاملا مساعدا لأجهزة الأمن في متابعة ومطاردة العناصر الإرهابية. إن عليهم بعد التثبت الابلاغ عن مؤشرات للشبهة حتي يمكن تحقيق هذا الهدف علي أكمل وجه.
لاشك إن هذا الدور مهم للغاية وللوطن باعتبار أن تأمين واستقرار الوطن هو لصالحهم أولا واخيرا. انه لاجدال يساهم في فاعلية الاصلاح الاقتصادي وما يصاحب ذلك في تشجيع الاستثمار وإقامة المشروعات التي تتيح فرص العمل لاولادهم ويؤمن مستقبلهم.
كان الرئيس السيسي صادقاً وأميناً ومخلصاً من واقع تجربته في مصر. نصيحته إلي الشعوب العربية بأن يكونوا أمناء علي وطنهم. عبر الرئيس عن حقيقة ارتباط أمن الخليج العربي بأمن مصر انطلاقا من المصلحة القومية والمصير المشترك.
إن ما ذكره لم يأت من فراغ ولكنه الحقيقة التي تؤكدها إسراع مصر إلي نجدة الشقيقة الكويت من العدوان غير المبرر لصدام العراق والذي كان وبالا علي الأمة العربية كلها.
إن الرئيس الأسبق مبارك لم يتوان لحظة واحدة عن التدخل الفاعل في عملية تحرير الكويت وإعادة سيادته إليه. إنه لولا هذا القرار ما حظي التدخل الأمريكي بقرار من القمة العربية إبان عهد بوش الأب بالشرعية.
كان لما اضطلعت به القوات المصرية دور اساسي في عملية التحرير وكانت صاحبة مبادرة اقتحام الحدود الكويتية من السعودية وطرد قوات صدام الظالمة. هذا الغزو الذي قام به صدام كلف العراق والأمة العربية عشرات المليارات من الدولارات. لم يكن هذا التدخل المصري لانقاذ الكويت هو الأول بل انه كان له سابقة إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما قرر إرسال قوات مصرية إلي الكويت من أجل التصدي لتهديدات الرئيس العراقي الأسبق وقائد ثورته عبدالكريم قاسم. جاء ذلك بعد اعلان استقلال الكويت عن بريطانيا عام ١٩٦١.
ان الرئيس السيسي لم يتجاوز الواقع الأليم عندما طالب الشعب المصري ان يتنبه وينظر إلي ما أصاب الدول العربية التي ابتليت بآفة الإرهاب الأسود كالعراق وسوريا وليبيا واليمن. ليس خافيا أن ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وإقدام قواتنا المسلحة علي تلبية نداء الشعب علي أن تكون عونا في إنقاذ مصر المحروسة من هذه الكوارث. ثبت يقينا من خلال الاعمال الارهابية التي تستهدف المصريين الأقباط أن أحد أهداف هذا الإرهاب هو تفتيت الأمة التي ظلت لآلاف السنين نسيجا واحدا مترابطا يدين بالولاء لهذا الوطن الذي يجمعهم.
انني علي يقين بارتفاع الوعي الجماهيري وايمانهم وتجاوبهم مع كل ما يحقق الصالح الوطني.. انهم سيكونون عونا لأجهزة الأمن والقضاء علي فلول الإرهاب الذي زرعته جماعة الإرهاب الاخواني المكلومة من ثورة شلحها عن حكم مصر.
إن أي مساهمة من جانب المواطنين الشرفاء لأجهزة الأمن سوف تعني الحفاظ علي الوطن وإتاحة الفرصة لتفعيل جهود بناء وطنهم علي أسس تحقق لهم الرخاء والازدهار.
عليهم أن يضعوا نصب أعينهم تضحيات رجال قواتنا المسلحة والشرطة الأبطال الذين يبذلون الروح والدم من أجل تخليص مصر من آفة هذا الإرهاب. إن ما قاموا ويقومون به في شمال سيناء حيث اصبحت فلول التنظيمات الارهابية لا حول لها ولا قوة. هؤلاء الابطال هم اباؤنا واخوتنا وأبناؤنا حيث ندروا ارواحهم فداء لهذا الوطن. ان مصر كلها تنتظر انهاء هذه القوات لمهمتها واعلان تطهير ارض سيناء المباركة من رجس الارهاب حتي تبدأ عمليات التنمية علي أوسع نطاق.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك