والسؤال أعلاه، مطروح على مؤسسات الدولة المصرية وأجهزتها منذ أكثر من 4 أعوام، ولم يجب عنه أحد حتى كتابة هذه السطور، فبالرغم من هجوم رئيس «الزمالك» فى حق العديد من رموز الرياضة والسياسية والإعلام، وخوضه فى أعراضهم بالتلميح تارة والتجريح تارات أخرى، فإن أحدا لم يتمكن من فرملة هجومه الموثق بالصوت والصورة.
هجوم رئيس «الزمالك» لم يتوقف عند فئات وشخصيات يعلم أنه يستطيع «ملاعبتها قضائيا»، فالرجل الذى أصابت طلقاته وألفاظه وزراء ونواب ومذيعين وصحفيين، وصل به الأمر إلى تهديد بعض كبار المسئولين.
بعدها ظن صاحبنا أنه فوق القانون «يشطح، ويسب الأمهات بما ليس فيهن» فى فيديوهات مسجلة. يخوض فى عرض أحد اللاعبين ويذكره بما فُعل به فى أوروبا، ثم يعود على زميل مذيع متزوج من زميلة مذيعة فيخوض فى عرض الاثنين معا، وينطلق فيأخذ فى طريقه رئيس نادٍ كبير ويذكره بـ«ماجدة» التى لا أعلم ما هى قصتها، ثم يسب أعضاء اللجنة الأوليمبية بالاسم ويتهم بعضهم بالرشوة، ويهدد بحرق مقر الاتحاد الإفريقى «الكاف» الموجود بالقاهرة، وعندما يقرر المجلس الأعلى للإعلام وقف ظهوره فى الفضائيات والصحف لوقف سيل «الهجمات»، يسخر من رئيسه شيخ الصحفيين الأستاذ مكرم محمد أحمد ويتندر من تقدم سنه.
بعد قرار «الأعلى للإعلام» بعدم ظهوره إعلاميا، قرر الرجل منع الصحفيين أعضاء نادى الزمالك من الدخول إلى ناديهم بقرار شفهى.. حاول البعض التوسط وتمت اتصالات معه، ولما طال الأمر قرر عدد من الصحفيين الدخول إلى ناديهم بعد إخطار الجهات المعنية بضرورة تمكين الصحفيين أعضاء الزمالك من دخول ناديهم.. دخل الصحفيون النادى وأنا معهم فأذاع فيديو يسبنى فيه بصفتى عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين ومعى زميلى خالد كامل، وتوعد «أى صحفى هييجى عند النادى بالطريقة دى».. بـ«التعليق من رجليه».
مر نحو 3 أسابيع على واقعة التهديد، وكرر رئيس النادى منعه للصحفيين أعضاء النادى مرة أخرى، فتوجهت مع عدد من الزملاء يوم الثلاثاء الماضى إلى قسم العجوزة بعد أن أبلغنا أمن النادى بأننا ممنوعون من الدخول وحررنا محاضر.
بعد الانتهاء من تحرير المحاضر تلقيت اتصالا هاتفيا من نقيب الصحفيين عبدالمحسن سلامة يفيد بأنه تواصل مع رئيس النادى وأن الأخير أبلغه أنه ألغى قرار المنع، فتوجهنا إلى النادى مع عدد من الصحفيين لنتفاجأ بأن الأمن يمنع عددا من الزملاء من الدخول بناء على قرارات رئيس النادى، حاولنا إقناعهم دون جدوى بأن الأزمة انتهت وطلبنا منهم إبلاغ رئيس النادى بأننا على بوابة 26 يوليو.
ولما شرع بعض الزملاء فى تصوير ما يجرى بهواتفهم المحمولة لتوثيق «المنع»، تهجم أمن النادى علينا وخطف هواتفنا لطمس الفيديوهات التى تم تصويرها، ووصل الأمر إلى التحرش بزميلة صحفية بعدما أسقط هاتفها أرضا، حاولنا حمايتها قدر استطاعتنا، وانتهى الأمر بملاحقة بعضنا خارج النادى بشكل مهين، فيما بقى البعض الآخر داخل أسوار النادى لا نعلم عنهم شيئا.
توجهنا إلى قسم الشرطة مرة أخرى وحررنا محاضر بالواقعة، وفى اليوم التالى توجهنا إلى النيابة العامة وقصصنا ما جرى وأرفقنا ما تيسر من فيديوهات توثق المنع والاعتداء والتحرش.
زميلتنا المتحرش بها وفى لحظة خوف كادت تتراجع عن استكمال المشوار «خايفة يشهّر بى فيديو زى ما بيعمل»، لكننا أقنعناها بالتمسك بحقها فى مقاضاة من تحرش بها مهما كان الثمن.
مساء الخميس الماضى، ومن خلال إذاعة النادى الداخلية، هدد المدعو الصحفيين وتوعد من تمسك منهم بحقه فى التقاضى بـ«الشطب»، وقال إنه محمى بالحصانة البرلمانية، وأن أحدا لا يستطع الاقتراب منه، وهو ما يكرره على مدار السنوات الماضية، فالرجل يذكر فى جلساته الخاصة والعامة أنه محمى ومسنود بالحصانة وأنه صديق هذا وذاك.
لا أعلم إلى متى سيستمر هذا المسلسل؟، وهل الرجل مسنود بالفعل كما يردد؟ وهل هو فوق القانون وخارج إطار المسألة، وهل يرضى رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان الإهانات التى أساءت إلى مصر ومؤسساتها؟.
نقابة الصحفيين ستتوجه رسميا بمذكرات إلى الجهات المعنية، «الرئاسة والبرلمان واللجنة الأوليمبية ووزارة الشباب والنائب العام» خلال ساعات، وسننتظر رد فعلهم على ما جرى ويجرى، لنتحقق هل نحن فى دولة قانون بالفعل.. أم أننا فى عزبة رئيس نادى الزمالك؟.
نقلا عن الشروق
أرسل تعليقك