بقلم - محمد أمين
فى أمريكا صدر أحدث كتاب من «مجهول» ضد سياسات الرئيس ترامب، وقيل إن مَن كتبه أحد أفراد طاقم فريقه الرئاسى، ولم يشأ أن يكشف عن نفسه، حتى لا يُطاح به من البيت الأبيض.. وقال إنه فى مهمة وطنية لحماية أمريكا من «حماقات ترامب».. وقد تلقيت «رسالة من مجهول»، ترددت فى نشرها، ثم رأيت أنها تتضمن «أسئلة مهمة» قبل التغيير الوزارى!
حاول صاحبنا الإجابة عن سؤالى أمس: لماذا «تأخر» التغيير الوزارى؟.. ولماذا انتظرنا حتى أصبحت مصر تحتاج «تغيير العفشة»؟.. وهل نحتاج إلى ميكانيكى، أم نغير السيارة كلها؟.. ولكنه طالبنى بالإجابة عن الأسئلة الآتية أولًا: مَن الذى يدير الوزارات فى مصر، فى حال غياب الوزراء؟.. ومَن الذى يدير المحافظات حال «غياب» محافظيها لأى سبب كان؟!
وقال: تستطيع من الإجابات أن تعرف لماذا تأخرنا، ولماذا لا يؤثر غياب الوزير أو المحافظ؟.. فقد غاب بعض الوزراء، وسافر البعض على امتداد العام، وصدرت قرارات ببقاء أحد المحافظين فى منازلهم، وتم القبض على أحدهم واستمرت المحافظة عدة شهور!.. وهناك محافظة ساحلية الآن بلا محافظ.. فهل رأيت أى «تغيير» مثلًا؟!
فمَن الذى يدير الوزارات والمحافظات والجامعات فعليًا؟.. وكم يغادر من الوزراء؟.. وكم يبقى منهم؟.. كم سيدة سوف ترحل؟ وكم سيدة سوف تبقى؟.. هل نجحت تجربة المرأة فى الوزارات؟.. هل العدد مرشح للزيادة أم للنقصان؟.. كم وزيرًا طلع «مقلب» فى الوزارة؟.. وكم وزيرًا تم اختياره، وتبين أنه اختيار خطأ؟.. مَن الذى يرشح هؤلاء وبأى «معيار» بذمتك؟!
وهل يتم اختيار أحد بناء على ترشيحات الرأى العام، أم أنه لا يحدث أبدًا فى مصر؟.. هل القاعدة أن تهاجم وزيرًا تريده أن يبقى؟.. أم تمتدح وزيرًا تريده أن يرحل؟.. ثم يتحدث صاحبنا عن مسؤولية الأجهزة التى ترشح.. هل هو معيار الولاء أم معيار الكفاءة؟.. وظل يسأل ولا يجيب.. وأنا أتأمل الأسئلة.. وجدت أنها أسئلة فى منتهى الأهمية، ولكن الإجابة عنها صعبة!
ولا يخفى على أحد أن كل وزارة لا تخلو من ممثلى الأجهزة السيادية.. فهل يقصد صاحب الرسالة أن الأجهزة هى التى «تدير» فى وجود الوزير أو غيابه؟.. وهل يقصد أنها تدير المحافظات أيضًا؟.. هل يريد أن يسأل عن «خبرة» هذه الأجهزة فى الإدارة، أم يريد أن يقول لا خوف على الوزارة فى وجودها، ولذلك استمرت بعض المحافظات بلا محافظ «رسمى» عدة شهور؟!
لا أدرى ماذا يقصد بالطبع؟.. فهل يريد أن يقول إن هناك وزارات تدار من الخارج أم لا؟.. وهل يعنى أن اختيار الوزراء لابد أن يكون من قماشة معينة؟.. هل يُشترط فى الوزير الرسمى أن يسمح بالتفاهمات والتدخلات مثلًا؟.. وماذا يعنى هذا «المجهول» من رسالته بالضبط؟!
أرسل تعليقك