بقلم : محمد أمين
سمعت على مدى ثلاثة أيام تصريحات مهمة حول اعتبار الصناعة والاستثمار أولوية أولى فى الولاية الثانية للرئيس.. ومعناه أننا نسير فى الاتجاه الصحيح.. وقال الرئيس إنه بذل كل شىء من أجل الاستثمار.. فقد أنفقت مصر قرابة تريليون جنيه على قطاع الكهرباء بما فيها الضبعة.. وبالتالى فقد تهيأت الكهرباء والطرق للاستثمار.. ولا حجة بعدها.. سواء لوزير الاستثمار أو الحكومة الجديدة!.
أيضا سمعت كلامًا مشابهًا من رئيس الوزراء مصطفى مدبولى؛ وطارق عامر، محافظ البنك المركزى، وهى بالتالى خطة دولة آن أوانها.. وقد قال طارق عامر إن التمويل مفتوح للمشروعات الصغيرة؛ فى إطار مبادرة البنك المركزى.. وذكر أرقامًا منها أنه قدم تمويلا حتى الآن بلغ 160 مليار جنيه؛ استفاد منه 500 ألف مستفيد؛ وأنشأ 100 ألف مؤسسة صغيرة.. وهى أرقام تبعث على التفاؤل!.
ودعونى أعترف بأننى تصورت أن الأنفاق هى آخر ما كان سيفتتحه الرئيس فى حكومة مدبولى الأولى.. واكتشفت أنه ربما يختتم هذه المرحلة بافتتاحات مدينة الأثاث. بحيث تبدأ الحكومة الجديدة مع منتدى شباب العالم.. فهل كنا نرى هذه الافتتاحات كل أسبوع فى بلادنا؟.. كانت مصر أشبه بالرجل المريض مرضًا مزمنًا.. وكانت الحالة مستقرة.. لا حياة ولا موت!.
فما سمعته من الرئيس؛ وما سمعته من رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزى؛ لا يمكن أن يكون كلامًا فى الهواء.. فقد حمل معنى واحدًا بصيغ مختلفة.. والمفاجأة أن الرئيس يقضى ولايته الثانية ورئيس الوزراء أيضًا.. كما أن المحافظ فى ولايته الثانية أحرص على الاستثمار والصناعة؛ بعد نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى.. لأنها سوف ترفع سقف الاحتياطى. كما أن البديل صعب للغاية!.
وحين تدقق فى كلام الرئيس سوف تكتشف كما لو أنها تكليفات للحكومة الجديدة.. الاستثمار الذى جهزنا له البنية التحتية.. وجهزنا له الطرق.. والصناعة التى خصصنا لها 200 مليار جنيه.. الشعوب المنتجة هى الشعوب التى تتقدم للأمام.. والشعوب المنتجة هى التى تستحق الحياة.. يبقى إصلاح التشريعات؛ وتقديم حوافز للاستثمار الصناعى وليس العقارى!.
مصر تتغير حقيقة وليس شعارات.. سئمنا من الشعارات وسئمنا من الكلام.. هذه دولة تتحرك للأمام.. هذه قيادة وطنية تعمل للمستقبل.. عندنا شهادات عظيمة من وكالات أجنبية مرموقة.. مثل بلومبرج.. يبقى أن تكون لدينا الشجاعة أن نقدمها للرأى العام.. الشجاعة ليست أن تنتقد فقط.. الشجاعة أن ترى بعينيك معًا.. لا بعين واحدة!.
وختامًا أتمنى أن تستوعب الحكومة الجديدة تكليفات القيادة السياسية.. فبالتأكيد الذين سيرحلون يعرفون.. ملامحهم كانت واضحة فى افتتاح مدينة الأثاث.. والذين تم تكليفهم يعرفون؛ ويذاكرون الآن ملفات الوزارة!.
أرسل تعليقك