بقلم - محمد أمين
لا أشعر بالقلق من كلام الناس فى السياسة.. ولا أشعر بالخوف إطلاقًا.. فلا يعكس بالنسبة لى حالة احتقان، إنما يعكس حالة من الوعى.. والفرق كبير بين الاحتقان والوعى.. فقد زاد وعى الناس بالشأن العام بعد ثورتين.. والمهم أن نستثمر هذه الحالة بالإعلام الجيد والمعلومات الموثقة.. فالرئيس، فى مناسبات عديدة، يرد بنفسه على ما يطرحه «الرأى العام»!.
وقد كتبتُ، الأسبوع الماضى، مقالًا بعنوان «ازرع كل الأرض مصانع».. وتلقيت ردودًا من كل الأطراف التى لها صلة بعملية الصناعة، ما عدا الحكومة.. وفوجئت بتصريحات الرئيس بعد يومين، حين قال «إن قطاع الصناعة الوحيد اللى مخدش حقه».. وهو اعتراف رئاسى يؤكد ما ذهبنا إليه.. وكانت تصريحات الرئيس بمثابة «تعليمات» للحكومة بفتح الملف!.
فالبعض فى بداية ولاية الرئيس تحدث عن «فقه الأولويات».. هل نبدأ بالمصانع، أم بالمشروعات القومية فى قطاع الطرق والكبارى والبنية التحتية؟.. كانت «وجهة نظر» لها احترامها.. وكانت رؤية القيادة السياسية أن يمهد الأرض، ثم يدعو المستثمرين للانطلاق.. وجهة نظر أيضًا لها الاحترام.. ربما تأخرت، ولكن تهيئة الأرض أولًا تجعل العجلة أسرع!.
وأظن أن الدولة ترى حاليًا أن «الحل فى التصنيع»، خاصة أن العالم يعيش ندرة المياه، وأن العائد من التصنيع أعلى من نظيره فى الزراعة عدة مرات.. إذًا المسألة أصبحت واضحة.. الدولة ستفتح الباب بنفسها للصناعة.. وقد بدأت بالفعل فى طرح المناطق الصناعية عبر البوابة الحكومية.. وهناك 2050 فرصة صناعية «جاهزة» يتم حجزها الآن!.
ولا أدّعى أننى كنت وراء هذا طبعًا.. فبالتأكيد الدولة كانت تعمل وتجهز ملفاتها، ولكن هناك «مشكلة تواصُل مزمنة».. لدرجة أن رئيس الوزراء لا يتواصل مع الكُتّاب، ولا يقدم لهم المعلومات إلا حين تكون هناك شائعات فقط.. فهل يصح أن تعمل الحكومة بمعزل عن الإعلام؟.. وهل التواصل مع الصحافة مضيعة للوقت؟.. هل إعلام الحكومة فى «إجازة مفتوحة»؟!.
وأتساءل: ما الذى جعل رئيس الوزراء يضيق صدره من الإعلام؟.. أين متحدثه الرسمى؟.. لقد تلقيتُ رسائل من رجال أعمال، ومن اتحاد الصناعات، يرجوننى ألا أترك ملف الصناعة.. معناه أن المعنيين أنفسهم ليست لديهم معلومات.. والمصادفة الغريبة أن مهندسة صديقة هى التى كشفت عن وجود مناطق صناعية، وقالت إن ابنها المهندس اشتغل فى هذه المناطق!.
وأخيرًا، فإن الرئيس أحيانًا يرسل رسائل ويجيب عن رسائل أخرى للرأى العام.. هذه هى الروح التى تبنى وتتفاعل مع مطالب الشعب.. والآن، مهم أن يتم تخصيص المناطق الصناعية دون معوقات روتينية.. نريدها أن تدخل الخدمة بسرعة الصاروخ.. فالصناعة تعنى التشغيل والتصنيع والتصدير!.
أرسل تعليقك