بقلم - محمد أمين
الدور الذي يقوم به الرئيس الأمريكى ترامب كوسيط في مفاوضات سد النهضة سيُحسب لأمريكا قبل أن يُحسب لأى طرف في المفاوضات، فقد تدخلت أمريكا في وقت كانت فيه مصر أقرب إلى أن تفقد أعصابها بسبب مماطلة إثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، والإجراءات التي يتوجب عليها اتخاذها خلال مرحلتى الملء والتشغيل للحد من آثار الجفاف والجفاف الممتد.. المشهد العام أنه حافظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط.. لكنه يصب في رصيد مصر طبعاً قبل غيرها!.
وأظن أن الصورة التي نُشرت عقب جلسة أمس الأول «الثلاثاء»، كانت بالحجم الطبيعى لطرفى التفاوض.. فقد ظهر الوزير سامح شكرى بالحجم الطبيعى، وبدا كأنه يملأ مساحة كبيرة من الصورة الكلية، مقارنة بصورة وزير خارجية إثيوبيا.. كما أن ملامح شكرى كانت تعكس إحساساً بالانتصار، والمعنويات العالية.. وبالتأكيد فإن حضور ترامب كان وراء هذه الحالة!.
أولاً: لأن ترامب ليس رجل مفاوضات طويل البال.. وقد يفهم في البيزنس أكثر.. ثانياً لأن ردود أفعاله غير محسوبة، وثالثاً فقد تكون انفعالاته مثيرة للضحك، أكثر مما تساعده على إنجاز المهمة.. وقد شاهدنا الوزير، سامح شكرى، وهو يحاول أن يخفى ابتسامة عريضة تملأ وجهه.. وبالتأكيد فإن الرأى العام العالمى ينتظر نتيجة، أكثر منها فاصلاً فكاهيًا، ولابد أن ينتبه ترامب أنه يمثل الدولة الأعظم، أكثر من كونه يمثل ترامب نفسه.. ولا يعنى أن يضغط على إثيوبيا، لأن نهر النيل قضية عادلة!.
إذن ألف باء قبول الوساطة في القضية هو عدالتها.. وأعتقد أن أمريكا لم ترحب بهذه السرعة لتلعب دور الوسيط، لولا أنها تعرف بالنتيجة مسبقاً.. فالرئيس يحاول أن يجمع النقاط بأى طريقة قبل خوض الانتخابات الرئاسية ليضع في سلّته كل ما يستطيع من أبناط، ليتمكن من إقناع الناخب الأمريكى به.. الأصل إذن هو عدالة القضية، وليس الضغوط لإنجاز المهمة.. كما أن الموقف المصرى كان رائعاً طوال الوقت.. فضلاً عن حسن النوايا، وعدم التصعيد إبقاء على حسن الجوار ودعم السلام!
حضور ترامب كان يعنى أنه يضع كل إمكانياته تحت تصرف مصر.. وكان يعنى أنه تكفل بالحل، من أجل ألا تعطش مصر، ومن أجل استقرار المنطقة.
وأخيراً، هناك نتيجة واحدة تنتظرها مصر بعد أربعة أعوام من المفاوضات، وانتهاءً بدخول وسيط أمريكى، وهى حل الأزمة جذرياً، باعتبار نهر النيل قضية عادلة لا تحتمل ضياع كل هذا الوقت.. فهناك حقوق تاريخية في النهر، وتسليم إثيوبى بها، والسؤال: ما أسرار هذه المماطلة؟.. ومَن وراءها؟!.
أرسل تعليقك