بقلم : محمد أمين
لا ثورة بلا نساء، ولا تنمية أيضًا بلا نساء.. وأظن أن الرئيس السيسى كان موفقًا عندما وجّه خطابه للنساء من البداية، فرأينا النساء فى أول الصفوف فى 30 يونيو، وبعدها فى الاستفتاء على الدستور، ثم الانتخابات الرئاسية.. تاريخيًا كان سعد زغلول أول مَن آمن بحركة المرأة وخروجها للتظاهر.. وقال إن أى ثورة لا تشترك فيها المرأة لا يمكن أن تنجح أبدًا!.وفكرة الإيمان بالمرأة ليست مجرد كلام فى الخطب.. لكنه إيمان رئاسى تحول إلى مواد فى الدستور، وتمكين فى المؤسسات.. من أول الوزارة التى تضم ثمانى سيدات فى مواقع مهمة جدًا.. ثم المحافظات، فرأينا السيدات فى منصبى المحافظ ونائب المحافظ، وهى الوظيفة الأصعب لأنها تعتمد على التواجد فى الشارع والاحتكاك بالجماهير.. وهى مرشحة للزيادة فى الحركة القادمة!.وأحيانًا لا تجد رجال الدولة على نفس الدرجة الرئاسية تجاه الشباب والمرأة.. منهم مَن ينكر حق الشباب باعتبارهم بلا خبرة.. ومنهم مَن ينكر حق المرأة بدعوى أنها لا تصلح أصلًا للعمل السياسى، لكنه يغلفه بأنه يخشى عليها من «البهدلة».. حدث ذلك فى حوار بين عبدالعزيز فهمى وصفية زغلول.. انتهت القصة لصالح المرأة طبعًا لأنها تدافع عن شرف الوطن!.وطبقًا للدستور الجديد سيكون ربع مجلس النواب من النساء.. وكان السؤال: هل لدينا قيادات نسائية تستطيع أن ترشح هذا العدد؟.. وهل يتم ترشيحهن على القوائم، أم لديهن القدرة على خوض الانتخابات الفردية.. قالت بعض النائبات فى سحور إحدى ليالى الشهر الكريم: نعم عندنا قيادات نسائية راقية.. المهم أن يتم اختيار المؤهلات لذلك فعلًا.. وضربت مثلاً بعدد من «نائبات البرلمان»!.ومن الطرائف أن عبدالعزيز باشا فهمى قال إن الرجال سوف يطلقون نساءهم إذا خرجن فى المظاهرة، فقالت أم المصريين صفية هانم: إنه لا أحد يجرؤ أن يطلق زوجته وهى تدافع عن شرف مصر.. وشرف مصر هو شرف كل رجل فيها.. وبالفعل كانت أول ثورة وطنية تخرج فيها النساء بكثافة شديدة، وسقطت فيها «شفيقة»، أول ضحية من ضحايا المظاهرات!.لا أعرف إن كان الرئيس قد قرأ هذا التاريخ أم لا.. ولا أعرف إن كانت قراءته للمشهد فى 25 يناير و30 يونيو كانت كلمة السر أم لا.. ما أعرفه أنه ركز على المرأة فى خطة التنمية.. وركز عليها فى كل حركة وزارية.. فلم تكن مناورة انتخابية من أى نوع.. ولكنه عرف أنها هى التى تدير البيت.. وراح يتحدث عنها فى كل خطبة وكل مناسبة باسم عظيمات مصر!.الخلاصة أن اتجاه الرئيس نابع من «حالة يقين» بأهمية المرأة.. كثيرًا ما يتحدث عن تأثير أمه.. ونحن نتحدث عن «أمهاتنا» كأنهن مبعوثات العناية الإلهية.. نريد أن نتزوج فتاة تشبهها.. ونأكل من يد امرأة تطبخ مثلها.. إيمان حقيقى.. وبالتالى فلا سياسة بلا نساء، ولا اقتصاد أيضًا!.
أرسل تعليقك