آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

نظام كورونا العالمي الجديد

اليمن اليوم-

نظام كورونا العالمي الجديد

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

لا يسعنى أن أرى الوضع الحالى إلا فى سياق كونه نظاماً عالمياً جديداً جار تحميله. وسواء كان كورونا المستجد مسرباً من معمل بحثى أو ناجماً عن تعدٍ على التوازن البيئى أو وباءً شأنه بقية الأوبئة، يبقى العالم ما بعد كورونا مختلفاً عنه قبلها. وهذا الاختلاف جار الآن العمل على وضع أساساته، وتشييد أركانه، وضبط زواياه. هذه التجهيزات ليس جميعها مرئيا رؤى العين. بل إن البعض منها يسحبنا بتفاصيله بعيداً، ويغرقنا عامداً متعمداً فى أيديولوجيات أكل عليها الزمان وشرب وبال. هذا البعض يمضى بسرعة الصاروخ مفسحاً لنفسه مكاناً وموقعاً ومكانة مدروسة ومخططة ومعروفة الأهداف والأبعاد. وبينما هو يركض ويهرول، يتصرف كأفلام الأكشن، فيترك وراءه بقعة زيت كى نتزحلق عليها ونكسر جذور رقابنا، أو يدحرج براميل تصطدم بنا وتعرقلنا، أو يمعن فى نشر الزجاج المكسور فنتفرغ لسنوات طويلة فى إخراج الجزيئات من أقدامنا. وما إقدامنا على إيجاد مكان ومكانة لأنفسنا فى النظام العالمى الجديد فى ظل كورونا إلا علامة وأمارة على أننا ربما تعلمنا الدرس القاسى. الدرس القاسى الذى دفعنا إلى التحجر والجمود على مدار عقود سابقة يدفع بالقيادة السياسية الآن ليس فقط إلى الدفاع والحماية، لكن أيضاً إلى إيجاد مكان ولا أقول «استعادة» لأن المقاييس اختلفت، وضمان مكانة وأيضاً لا أقول استعادة لأن معايير مكانة الأمس القائمة على الحضارة ذات السبعة آلاف سنة والجو اللطيف طول السنة والموقع الاستراتيجى بين ثلاث قارات... إلخ، لم تعد وحدها تفى بالغرض. لكن أن تبقى القيادة السياسية فى واد، والشعب فى واد، فهذا مكمن خطورة. والمقصود ليس دفع الشعب إلى الهبد الاستراتيجى أو الإفتاء العسكرى أو الرزع الإلكترونى، لكن المقصود هو أن نعى أننا مقبلون فعلياً على نظام عالمى جديد. هذا النظام سيكون له قوى عظمى سياسية، وترتيبات مختلفة عسكرية، وأسواق عمل مختلفة، وطرق تعليم مغايرة، ومكون تقنى مختلف تماماً، وتفاصيل حياة يومية لا يمت أغلبها بصلة لما اعتدناه. غاية القول إن هذا النظام العالمى الجديد ديمقراطى بشدة، فهو لن يجبر أحداً على الانضمام أو الانتماء له، لكنه سيدهس من لا يلحق به دهساً شديداً. فإن نحن صممنا على استمرار إلهاء أنفسنا بقواعد النكاح وأصول دخول الحمام ومعايير الجمع بين أكثر من زوجة وحرمانية إلقاء السلام على غير المسلم، أو إغراق أنفسنا فيما قاله مرتضى للخطيب، وما ارتدته الفنانة من فساتين، وما فعلته الفتاة فى تيك توك، أو الخوض فى جدليات أبدية حول إذا ما كان الفيروس بلاء أم ابتلاء، فلا نلومن إلا أنفسنا حين تتضح معالم النظام الجديد ونجد أنفسنا خارج الزمن. لكن مطلوب كذلك إيجاد منصات سياسية حقيقية لا كرتونية- كتلك المهيمنة على الساحة- تساعدنا على الاندماج من أجل ضمان المكان والمكانة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظام كورونا العالمي الجديد نظام كورونا العالمي الجديد



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen