آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ليبيا والأمل المقبل من حاضرة زايد الخير

اليمن اليوم-

ليبيا والأمل المقبل من حاضرة زايد الخير

بقلم - د. جبريل العبيدي

أمل جديد يبرق من حاضرة زايد الخير، لحلحلة الأزمة السياسية الليبية وإنهاء حالة الانسداد السياسي، والتخلص من المرحلة الانتقالية، التي أثقلت كاهل الليبيين وسئموا من الوجوه السياسية البائسة المتصدرة للمشهد السياسي، الذين أوصلوا البلاد إلى النفق المظلم من خلال التناطح الحزبي والمصالح الخاصة والفئوية.
اتفاق أبوظبي انتهى إلى الذهاب إلى انتخابات لإنهاء المرحلة الانتقالية البائسة، الأمر الذي يتفق عليه الجميع دون الاتفاق على التفاصيل، وفي التفاصيل مكمن الاختلاف والخلاف بل وحتى الصراع.
اجتماع قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، مع فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي غير المزكَّى، قد يفتح الباب أمام حلحلة الخلاف السياسي، خصوصاً أن الأخير (السراج) كان دائم المناكفة مع القيادة العامة للجيش الليبي بترقية وتكليف شخصيات جدلية لا مؤهل لها سوى أنها تكن العداء للجيش الليبي، سواء من ضباط مفصولين من الخدمة أو آخرين ليسوا من ضمن أفراد المؤسسة العسكرية، فالسراج اعتاد التدخل بالزعم أنه القائد الأعلى للجيش الليبي، رغم أن اتفاق الصخيرات لم ينص عليه قائداً أعلى للجيش، فهو اعتاد التدخل بـ«غير ذي صفة» كما وصفته محكمة استئناف طرابلس، في إحدى جلسات المنازعة التي رفعت عليه. فالمجلس الرئاسي لم يتبقَّ منه سوى ثلاثة أعضاء بعد أن غادره خمسة آخرون ضمن تشكيلة اتفاق الصخيرات.
التفاؤل الحذر مما انتهى إليه اتفاق أبوظبي، لا يمنعنا من التساؤل، عن الآلية التي سوف يتم بها تطبيق الاتفاق، ومن الضامن للاتفاق من الانقلاب عليه، فهناك سابقة للإسلام السياسي في نكث العهود والمواثيق والتنكر لها، خصوصاً أن ما تبقى من مجلس السراج ثلاثة، اثنان منهم يمثلان الإسلام السياسي.
الأزمة الليبية تنقلت بين عواصم العالم الغربي والعربي؛ من روما وباريس ولندن وجنيف إلى الصخيرات المغربية وتونس مروراً بالجزائر والقاهرة وصلالة العمانية إلى أن انتهت اليوم في أبوظبي.
الأزمة الليبية عجزت عن حلحلتها روما وباريس بنسخها المتعددة، ولعل آخرها باليرمو الإيطالية، وجميعها فشلت أو انتهت إلى الفشل، بسبب نزاع المصالح بين إيطاليا وفرنسا رغم إعلان التفاهمات، التي سرعان ما كان يسارع إلى المهيمنون على العاصمة طرابلس بشتى الطرق، رغم التزام الجيش الليبي بعدم التدخل في العملية السياسية وتفرغه لمحاربة الإرهاب، التي قطع فيها شوطاً كبيراً لا يمكن القفز عليه أو نكرانه، بل إن بعض قيادات الإسلام السياسي حاولت مغازلة الجيش في انتصاراته الأخيرة في الجنوب الليبي وتطهيره من الإرهاب والإرهابيين والعصابات العابرة للحدود.
اتفاق أبوظبي يعتبر خريطة طريق جديدة نحو تفاهمات أخرى أكثر وضوحاً ستسمح بتحقيق الاستقرار، إذ أن عمليات الجيش الليبي، تكاد تنهي الوجود الإرهابي، خصوصاً في الجنوب بعد إنهاء أي بؤرة له في الشرق وتضييق الخناق على ما تبقى من الجيوب في الغرب الليبي، ما قدم دفعة للعملية السياسية بقواعد جديدة لا يمكن فيها تجاهل خيار الشعب الليبي الذي انحاز إلى الجيش، ورفض أن يكون حاضناً للميليشيات المحلية والأخرى الوافدة.
وعلى رغم شح التفاصيل، والشكوك في الالتزام بالتنفيذ، فإن الاتفاق تم على إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال الانتخابات وتعديل تشكيلة المجلس الرئاسي، وتشكيل مجلس عسكري.
اتفاق أبوظبي رغم تلميحات برفضه من قيادات «الإخوان»، فإن بعض قيادات أخرى قامت بمغازلة الاتفاق، بل تجاوزته إلى الإعجاب بعملية الكرامة التي أطلقها الجيش الليبي منذ أربع سنوات، ما يعتبر حالة من تبادل الأدوار داخل تنظيم «الإخوان»، حيث طرف يرفض بقوة وآخر يغازل لدرجة العشق، في محاولة لخلط الأوراق والابتزاز كعادة التنظيم الشرس، الذي لن يرحم معارضيه لو وجد فيهم لحظة وهن وضعف، ما يؤكد أنهم ليسوا شركاء حقيقيين في صنع السلم الاجتماعي، لكونهم يكفرون المجتمع، وينظرون إليه نظرة «الكافر المرتد». ولكن يبقى اتفاق أبوظبي خالياً من المصلحة لدى المضيف، أكثر قرباً لتحقيق الاتفاق، مما كان عليه الأمر في روما وباريس، حيث كان نزاع شركتي «إيني» و«توتال» على النفط الليبي حاضراً، في غياب معاناة الشعب الليبي.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا والأمل المقبل من حاضرة زايد الخير ليبيا والأمل المقبل من حاضرة زايد الخير



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen