آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

السقوط في مستنقع باليرمو

اليمن اليوم-

السقوط في مستنقع باليرمو

بقلم - جبريل العبيدي

انتهى جمع باليرمو دون أن يحقِّق شيئاً سوى خروج قطر وتركيا بخفَّي حنين، ولم يكن لهما حضور في الترتيبات الأمنية؛ فماذا تريد هاتان الدولتان من ليبيا وما علاقتهما بها؟ لماذا تحضر قطر، وهي أصل البلاء الذي حل بالبلاد؟! فما فتِئَت هذه الدولة تزوّد الإرهابيين بمختلف فئاتهم بالسلاح والمال طيلة سبع سنين عجاف على الليبيين، للعبث بأمن ليبيا، في غياب الدولة التي سحق «الأطلسي» بنيتها التحتية سحقاً في كل ربوع البلاد.

انتهى «باليرمو» إلى الفشل، وهذه نتيجة متوقَّعة لتجريب المجرّب، وانتظار نتائج مختلفة؛ فاجتماع «باليرمو» هو نسخة مكرّرة من «الصخيرات» ومنافِسة وانقلاب لاجتماعات وتفاهمات باريس.

ففي باليرمو رفض قائد الجيش الليبي حضور الاجتماع، وشارك في اجتماع ثانٍ آخر مصغّر خُصص للأمن، حيث رفض إشراك مندوبي قطر وتركيا، مما دفع الأخيرة إلى الانسحاب من المؤتمر.

الحل في ليبيا، وليس في باليرمو التي ترتبط بتاريخ استعماري سيئ لليبيين، حيث تم نفي آلاف الليبيين إليها زمن الاستدمار الإيطالي لليبيا، وأختلف مع توصيف رفض قائد الجيش الليبي حضور اجتماعات باليرمو بـ«التسبب في الإرباك للقائمين على اجتماع باليرمو حول الأزمة الليبية، بعقد اجتماعات أمنية (موازية)»؛ فالاجتماع في الأصل أمني، ورؤية المشير حفتر قائد الجيش الليبي واضحة وصحيحة، كونها تنطلق من عمق الأزمة الليبية، وبالتالي ليست خطة روسية، كما يتوهَّم البعض الذي اعتاد تتبع خطا تركيا وقطر دون تفكير، فقائد الجيش رفض وجود هؤلاء، لعبثهم بالمشهد الأمني الليبي الذي هو أساس الأزمة، في ظل تأخُّر وتراجع واضح للدور الأميركي في رعاية الحل في ليبيا، حتى ولو عبر الحضور، فأميركا اختارت الابتعاد منذ فترة عن الملف الليبي، وتركته للعبث الأوروبي الإيطالي، خصوصاً بعد إعلان واشنطن إطلاق يد إيطاليا في ليبيا، وكأن ليبيا «عزبة» أو مزرعة أميركية تهبها لمن تشاء... فليبيا اليوم للأسف أصبحت محطة نزاع بين كثيرين، على رأسهم إيطاليا وفرنسا وأنصارهما في الدول الإقليمية، الأمر الذي يجب أن يستنهض هِمَم الليبيين الوطنيين لنفض غبار هؤلاء المتصارعين على الكعكة الليبية، ولملمة الشمل والعض على الجراح والتصالح بين الليبيين دون وسطاء كهؤلاء، وإلا أصبحت ليبيا ساحة حرب بين هؤلاء، الذين لم ولن يتفقوا، خصوصاً في ظل موقف ضبابي أميركي.

انتهى جمع باليرمو بالتفرُّق من دون نتائج تُذكر أو يُعوَّل عليها، ولعل هذا استبقه المبعوث الأمميغسان سلامة بالقفز نحو ما يسميه «المؤتمر الجامع» الذي لا يعرف أحد عدد المدعوين إليه ولا من يمثلون، مما ينبئ بالمزيد من الضبابية في المشهد الليبي، ولا يُنبِئ بحل قريب، طالما راعي الحل (البعثة الدولية) يتبنى الغموض والضبابية دون الشفافية والوضوح.

انفضَّ اجتماع باليرمو بخيبة أمل للإسلام السياسي الذي يريد أن يغرس براثنه الدموية في الجسد الليبي، عزاؤهم كان في فشل المؤتمر الذي جاءوا إليه بعقول مخططات التنظيم الضالّ وحِيَله الإجرامية.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السقوط في مستنقع باليرمو السقوط في مستنقع باليرمو



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen