آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

«جزيرة» قطر وشهود الزور

اليمن اليوم-

«جزيرة» قطر وشهود الزور

بقلم - جبريل العبيدي

المشهد الملوث بإعلام متشابك يقدم الخبر من دون أدنى معيار للمهنية، أفقدته الموضوعية والشفافية التي تكاد تكون منعدمة في صياغة الإعلام. فالإعلام الفاسد يبدأ بالخبر الفاسد، وبقاؤه رهين وحبيس مصادر التمويل وقلب الحقائق واستبدال المجرمين بالشهود. فكثيراً ما خرج على شاشات فضائية قطر «الجزيرة» الإخبارية، سدنة الديكتاتورية، ورجال الأنظمة الانقلابية، «كشهود» على العصر، وهم في الواقع شركاء جريمة في بلاد العرب على زمن القمع والمهانة والهزيمة، في ظل ديكتاتوريات عسكرية، كبحت جماح الحرية، وكتمت صوتها ومارست إهانة آدمية الإنسان، وجعلته مهاناً ذليلاً غريباً في وطنه.
فأظهرت علينا «جزيرة» قطر بعض شركاء الطغاة، لزمن طال أو قصر وفق معيار انتهاء الخدمة بانتهاء المصلحة أو تضاربها، لا نصرة للحرية، فهم ضمن منظومة وجوقة الطغاة سنين، ولذلك كان يجب تسمية بعضهم «مجرمين من العصر». فهناك فرق بين الشاهد وبين المشارك في الجرم وشريك المجرم، وجاءت إلينا «جزيرة» قطر، بجنرالات في المخابرات والجيش ووزراء ومسؤولين نهبوا الثروات وسفكوا الدماء ومارسوا القمع والترهيب، ليظهروا علينا بلباس الشهود الأبرياء ليصبح المواطن هو المجرم الوحيد.
الإعلام الفضائي للنظام القطري من «الجزيرة» وتوابعها في أغلبه يفتقد كثيراً للحقيقة والموضوعية والشفافية والمهنية، بسبب أنه يتعاطى مع الخبر بشكل خاطئ، أو كما قال ابن النفيس: «وأما الأخبار التي بأيدينا الآن فإنما نتبع فيها غالب الظن لا العلم المحقق»؛ يجعل من الحقيقة مغيبة حتى في وجود شهود العيان.
ما نشهده اليوم من تزييف للحقائق في شهادات هؤلاء المجرمين، الذين أخرجتهم جزيرة قطر كأبطال في حين لم يشهد أحدهم الشمس ولم يرَ هالتها، ويتحول التاريخ إلى رزمة من الزيف، والتزوير للحقائق وشراء بطولات وانتصارات وهمية من نسج الخيال، في حين كان يجب أن تكون الشهادة في إطار الحقيقة وما شهده المرء «وَمَا شَهِدْنَا إِلَا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ»، تحسباً ليوم تشهد على كذبهم وزيفهم ألسنتهم «يوم تشهد عليهم ألسنتهم»، ولا نجاة يومها إلا من صدح بالحق «إلا من شهد بالحق».
في خضم هذا الدجل والنفاق الإعلامي، والمتاجرة بالحقيقة، وشهود الزور، واستبدال مقاعد الشهود بالمجرمين، فلن تجد للحقيقة مكاناً ولا للصدق أرضاً ينبتان فيه، نظراً لتغييب الحقيقة والخوف من ظهورها حتى أصبح البعض عبيداً للكذب، كنتيجة للسيطرة على الناس والتأثير في الرأي العام، وأصبحنا لا نشاهد الصورة إلا مجتزأة، تضطرنا للبحث في مصادر متعددة لاستكمال الصورة، في حين لا يصبح المرء حراً إلا بقول الحقيقة كما قال السيد المسيح: «بالحقيقة تكونون أحراراً».
إعلام «جزيرة» قطر كان دائماً له الدور الفعال في التخريب والتزوير، وتحريض الناس على التدمير، وعرفنا ذلك جيداً في حراك «الربيع» العربي، الذي قادته هذه القناة وتسبب بقلاقل وقتل ودمار في الوطن العربي. وكانت النتيجة تهديم أوطان، وتقتيل الناس وتشريد الآلاف المؤلفة من العرب، وخسائر مادية واقتصادية كارثية. وها هي الآن تواصل دورها التخريبي مستغلة مقتل خاشقجي. لكن هذه المرة لم يحالفها الحظ، وارتد كيدها عليها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«جزيرة» قطر وشهود الزور «جزيرة» قطر وشهود الزور



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen