بقلم - جبريل العبيدي
هاشتاغ «إخوان قطر يحرقون تعز»، ينتشر بين صفحات التواصل الاجتماعي، بعد جريمة مروعة نفذتها ميليشيات تابعة للتنظيم الإخوان الإرهابي، تمولها قطر، تسببت في مقتل 80 شخصاً وعدد من الجرحى، وهذا ما أكده محافظ تعز السابق، بالقول إن «ميليشيا الإخوان ارتكبت جرائم حرب وإبادة بحق المدنيين في تعز»، بعد أن عجز المجتمع الدولي عن حماية المدنيين في تعز من صواريخ إيران وأموال قطر، التي تقدمها بالمجان للحوثيين وإخوان البنا وقطب في اليمن الذين يربطهم مشروع انقلابي هدفه السيطرة على اليمن وجعله ولاية فارسية.
ورغم أن تنظيم الإخوان في البداية حافظ في خطابه السياسي على «دعمه» الظاهري للتحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن، فإنه وكتكتيك يخرج من طبيعة تنظيمه الباطني ومنهجه، وتحالفه وارتباطه مع إيران، سرعان ما جعله كل ذلك في ضفة إيران مع الحوثي، بل جعله أيضاً حليفاً وشريكاً له في جرائمه، ولعل محرقة تعز ليست ببعيد عن جرائم إخوان قطر في اليمن.
تعز المدينة اليمنية الجنوبية، والعاصمة الثقافية لليمن، تقع في سفح جبل صبر بارتفاع نحو 3000 متر، وقد وُصفت بأنها دمشق اليمن في الثمار والأنهار، ما يجعلها متنزهاً سياحياً عالمياً، يحقق دخلاً اقتصادياً كبيراً لليمن واليمنيين، لو وضعت الحرب أوزارها، وتوقف الحوثي والإخواني عن العبث باستقرار اليمن، الذي كان سعيداً وسيعود سعيداً، بعد هزيمة الحوثي والإخوان ومموليهما القطري والإيراني.
التمويل القطري لهذه الميليشيات بدأت منذ فترة، في محاولة لعودة تنظيم الإخوان إلى الساحة اليمنية، وذلك لسد العجز والفشل في ميليشيات الحوثي، التي تخسر كل يوم، ورغم تدفق السلاح والمال عليها من إيران وقطر، فإنها تتقهقر أمام تقدم قوات الشرعية - الجيش الوطني اليمني، ما دفع النظام القطري لإيجاد البديل، الذي يعول عليه لحكم اليمن، من خلال تنظيم الإخوان، الذي تربطه التقية السياسية مع الحوثيين، ورغم الزعم باختلافهما مذهبياً، فإن عادة التنظيم الإخواني المتلون، جعلت منه تنظيماً يتلون عقدياً وفق المصلحة، ولا ثوابت لديه.
هناك ميليشيات إخوانية، تأسست سرياً نهاية العام الماضي، بدعم من النظام القطري، بتمويل وإنشاء معسكراتها بمنطقة يفرس في جبل حبشي، ومعسكر 11 فبراير في جبل صبر، بقيادة أحد الضباط، الذي ترعاه وتغدق عليه قطر بسخاء، حيث استطاع تدريب قوة تعدت 5000 مقاتل من تنظيم الإخوان.
اليمن بأكمله وليس تعز وحدها ضحية ما يجري من محاولات حوثية وإخوانية انفصالية وتخريبية وانقلابية فيه، تدور في فلك تفتيت الوطن واجتزاء بعض أطرافه، وإلحاقه بإيران، وهذا ما تسعى إليه ووراءه تدخلات إيران، حيث استغلت ظروفاً إقليمية وبعض الظروف الداخلية، التي قد يكون السبب فيها تراكماتٌ لإخفاقات سياسية واقتصادية، بحيث أصبح الاحتقان والسخط والتلاسن وكَيل التهم اللغة المسيطرة على أبجديات المتنازعين، رغم وجود مقومات ومصالح بين الجانبين؛ فوجود الغاز في الشمال وأنابيب تصديره في الجنوب، يجعل من فرص الوحدة كبيرة حتى عند البراغماتيين وليس عند القوميين وحدهم، ولعل سيطرة القبلية وتدخلها في الشؤون العامة للدولة تسببا في كثير من المشكلات والأزمات، كما أن الاصطفاف على أساس طائفي أو جهوي ساعد في تفاقم الأزمة اليمنية، في ظل غياب مشروع وطني واضح المعالم أو خطط تنموية أو حل لأزمات البطالة والفقر، وتعاطي القات مخدر اليمن العام والسبب في تأخرها تنموياً.
وهذه المسببات دفعت إلى تفاقم الأزمة، خصوصاً مع وجود دور إيراني في تأجيج هذا الصراع، والدعم اللامحدود لجماعة الحوثي التي تريد أن تهيمن على اليمن كاملاً مقصية كل المكونات الأخرى وهم مجرد أقلية كانت تقطن مدينة صعدة. نعم مجرد أقلية تريد أن تلتهم كل الوطن، وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل إن الجماعة اتخذت كحصان طروادة للنظام الإيراني ومشروعه العنيف ولاية الفقيه.
أرسل تعليقك