بقلم - عبلة الرويني
لم نعد نسمع عن آثارنا ومبانينا الأثرية الا في صفحات الحوادث.. أوقات هدمها ، أو بيعها ، أو سرقتها أو تهريبها ، أو عرضها في مزادات العالم!!... قبل ذلك هي في الأغلب آثار مهملة بالمخازن ، أو معروضة بشكل سيئ ، معرضة للسرقة والتبديد والتخريب والتآكل.. فلا قيمة للأثر الا باعتباره (سرقة محتملة)!!..
آخر التعديات علي المباني الأثرية ، هو هدم محرابين (سلالم) في بيت مدكور ، أحد البيوت التاريخية بشارع التبانة بالدرب الأحمر ، لمنع السكان من الصعود لمحل إقامتهم ، وإجبارهم علي ترك البيت ، وإتاحة الفرصة لصاحبه بالقيام بهدمه!!... وسبق أن أطلقت حملة (أنقذوا مصر) لجمع التبرعات لشراء البيت من صاحبه والقيام بترميمه.. لكن أعمال التخريب (المتعمد) في المبني ، أدت إلي إخراجه من سجل المباني الأثرية ذات التراث المعماري المميز (٢٠١١) ورفض المجلس الأعلي للآثار تسجيل البيت ضمن الآثار ، وصدر القرار بهدمه ، برغم أهمية البيت التاريخية ، كمبني يمتد لأكثر من ٦٠٠ عام ، تأسس بالعصر المملوكي في منتصف القرن١٤... وهدمه يعتبر تدميرا لتاريخ طويل من النسيج العمراني..
تعديات بيت مدكور تفتح ملف المباني الأثرية (الملكية العامة والخاصة) وكيفية المحافظة عليها وصيانتها من الإهمال والتخريب... بيت مدكور كان مسجلا كمبني أثري ٢٠١٠ ذي تراث معماري مميز ، لكن بعد عام واحد تم إخراجه من تسجيل الأثر بسبب تعرضه للتخريب!!.. كيف تم إخراجه من الأثر؟ ولماذا لم تتدخل الآثار لترميمه وصيانته؟.. وما خطط الآثار وجهاز التنسيق الحضاري في المحافظة علي المباني الأثرية وترميمها؟.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك