بقلم - جلال عارف
ليس لدي أي شك في أن كل من يساهم في استمرار الانقسام الفلسطيني بعد كل ما يجري من أحداث جسام تهدد القضية الفلسطينية.. هو خائن لوطنه وأمته، بكل معني الكلمة. لا يمكن أن يكون عاقل يجد وطنه في أصعب أزمة واجهها منذ النكبة الأولي، ثم يمضي غير مبال بشيء ـ ليتصارع علي السلطة، ويرفض كل الجهود التي تبذل لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف لمواجهة الخطر.
والخطر الآن لا يأتي من الكيان الصهيوني وحده، ولا من »صفقة القرن» الأمريكية التي بدأت معالمها بفرمان ترامب الذي يمنح القدس لاسرائيل لتشير كل التوقعات إلي أن النهاية- كما يخطط لها اللوبي الصهيوني- هي تصفية القضية الفلسطينية جملة وتفصيلا.
الخطر لا يتوقف عند هؤلاء فقط. فالذيول والاتباع والعملاء يؤدون دورهم في التمهيد لهذه المخططات، وفي الحفاظ علي الانقسام الفلسطيني، وفي ضرب كل محاولات استعادة الوحدة الوطنية التي تمكن شعب فلسطين (ومعه الشعوب العربية) من التصدي للمؤامرة.
وها هو النظام القطري يعيد تذكيرنا بدوره العميل. مندوبهم للتنسيق مع الصهاينة في قطاع غزة يقول انه طرح مشروعا جديدا لاقامة مطار في غزة يعمل تحت اشراف قطر ـ وتقلع الطائرات منه الي »الدوحة» ومنها الي باقي انحاء العالم، كما تمر كل الطائرات القادمة لغزة علي الدوحة ليتم التفتيش تحت اشراف قطر.. ولا بأس بمشاركة اسرائيل!!
الحكاية قديمة.. وسبق أن طرحها حمد بن جاسم قبل عزله.. والهدف هو تكريس الانقسام تمهيدا للمؤامرة الأكبر بإنشاء إمارة غزة لتكون بديلا عن دولة فلسطين!!
من أجل هذا تقوم قطر ـ بالتنسيق مع اسرائيل ـ بكل الجهد الممكن لضرب أي خطوة لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة السلطة الفلسطينية سيطرتها علي غزة. ومن أجل هذا يتم استخدام أموال قطر التي تدخل القطاع تحت حراسة إسرائيلية لتصل إلي حماس.. ومن أجل هذا يراد ربط غزة بالدوحة حيث النظام العميل، وحيث قيادات الإخوان.. بدلا من ربطها بالضفة الغربية لتثبيت كيان الدولة الفلسطينية وفقا للقرارات الدولية.
كل المنظمات الفلسطينية ـ ماعدا حماس ـ أعلنت إدانتها لهذه السياسة القطرية التي تخون القضية. لكن السؤال هو: هل تتحرك هذه المنظمات لإنهاء الانقسام وفرض الوحدة الوطنية قبل فوات الأوان؟.. كل حديث آخر لا معني له قبل ان نسمع الإجابة علي سؤال الوحدة الوطنية.. أو قبل أن يفرض شعب فلسطين بنفسه الإجابة التي توقف المؤامرة.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك