بقلم - جلال عارف
الرئيس التركي أردوغان غير قادر حتي الآن علي استيعاب صدمة الهزيمة في الانتخابات المحلية. بعد ثلاثة أسابيع من السقوط الصعب لحزبه وفوز المعارضة في أهم المدن التركية وفي مقدمتها العاصمة أنقرة واسطنبول. يرفض أردوغان التسليم بالهزيمة ويمارس كل الضغوط من أجل ألا يري اسطنبول بالذات في قبضة المعارضة.
كل الطلبات التي تقدم بها حزبه لإعادة فرز الأصوات لم تغير النتيجة. ولم يجد أردوغان إلا الضغط بكل الوسائل طالبا إعادة الانتخابات في المدينة.. لعل وعسي!!الرجل معذور.. اسطنبول هي رمز صعوده السياسي. ظلت في قبضة الحزب طويلا، وكان نجاح أردوغان كعمدة لها هو الخطوة التي بني عليها زعامته والتي أوصلته لحكم تركيا. ورغم الأزمات التي يواجهها كان أردوغان واثقا من اكتساحه للانتخابات، وكان يعد لكي تكون اسطنبول هي عنوان النجاح الجديد. حشد كل امكانيات الحزب وأموال الداعمين، واختار رئيس الوزراء السابق »يلدريم»، ليخوض السباق الانتخابي، ووقف قبل الانتخابات يقول بكل ثقة: من يحصل علي اسطنبول يحصل علي حكم تركيا!!
ثم كانت الصفعة التي لم يستفق أردوغان منها حتي الآن. سقطت كل المدن الكبري في يد المعارضة. كان علي استعداد لان يقبل »ولو بصعوبة» أن يفقد حزبه السيطرة حتي علي العاصمة، أما اسطنبول فهي شيء آخر!!
يعرف الرجل أنها كما كانت رمزا لصعوده، فهي الآن تشير إلي بداية رحلة السقوط!!
أضاع الرجل كل النجاحات التي كانت قد تحققت في سنوات سابقة حين جري وراء وهم استعادة السلطنة. تحالف مع الإخوان واستعد لكي يكون »الخليفة العثمانلي» بثوب جديد. وحين أسقط شعب مصر حكم الفاشية الإخوانية في ٣٠ يونيو جن جنون الرجل. أصبح عداؤه سافرا ضد مصر وكل الشعوب العربية. وضع تركيا في قلب التحالف الإرهابي الذي ضم الإخوان والدواعش. وباقي الجماعات الإرهابية ومعهم حكام قطر.
ووسط ذلك كله. كان اقتصاد تركيا ينهار، وكان شعب تركيا يعاني وكانت الدولة التي رفعت يوما شعار »صفر مشاكل» في اشارة لحل كل الخلافات مع جيرانها، تتحول إلي دولة تصنع المشاكل وتعادي الجميع وتحتضن الإرهاب الإخواني وتجعل من شعب تركيا ضحية لهذه السياسات الحمقاء.
وكانت الانتخابات الاخيرة فرصة ليقول الاتراك كلمتهم، وليسقطوا أردوغان وحزبه. وبالأمس دخل عمدة اسطنبول مكتبه، لكن أردوغان مازال يرفض أن يصدق أن الحلم يتبدد، وأن السقوط بدأ كما بدأ الصعود من اسطنبول!!
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
أرسل تعليقك