آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

عندما ترى الخطأ صواباً

اليمن اليوم-

عندما ترى الخطأ صواباً

بقلم - عبد اللطيف المناوي

سقط نظام مبارك لأنه خلقَ بنفسِه لنفسِه أزماتٍ، كما خلقَ أعداءً من الفراغ، وحوَّل حلفاءَ إلى أعداء له، خلَقَ وحوشًا لمواجهة خصومه، فتحولوا إلى عبء عليه.

رفض بعض من كانت لهم اليد العليا فى اتخاذ القرار داخل الحزب الوطنى الاعتراف بأن هناك متغيرات فرضتها الظروف السياسية والعالمية والاجتماعية. كانوا على قناعة بأن القوة الرادعة والمسيطرة لجهاز الأمن هى التى تستطيع وأد أى محاولة لمواجهة النظام. راهنوا على التجارب السابقة للجماعات المعارضة، من مظاهرات وإضرابات، وكونها لم تسفر إلا عن أخبار صحفية أو مقالى رأى هنا أو تحقيق هناك، أو لقاء تليفزيونى على إحدى القنوات العربية أو العالمية.

كنت شاهدا على عدد من اللقاءات التى جمعتنى بمن فى يدهم الأمر. نصحتهم مخلصاً أن يفتحوا المجال الإعلامى لشباب المعارضة، وأن يستغلوا بعض الأحداث لمعرفة قوة وحجم جماعات المعارضة بشكل حقيقى. ورغم استجابة البعض إلا أن هناك حالة مسيطرة من الرفض، لا لسبب سوى غطرسة وتعالٍ. لم يدركوا أن الحل الوحيد لاستقرار النظام هو فتح مساحات للاختلاف، وإدارة حوار بين المواقف والاتجاهات المختلفة.

وجد النظام نفسه فى مأزق كبير بسبب التقييم غير الموفق للأصوات التى كانت تتعالى فى هذا الوقت. دفع القائمون على الأمر ثمن عدم الإنصات لصوت الشارع، واكتفى بإجراءات اعتاد صنعها فى الأزمات التى كان قد خلقها فى السابق، فلم تفلح أساليب الحصار للجماعات والأحزاب، لأن الجثة التى اعتبرها القائمون على هذا النظام هامدة، تحركت وخرجت إلى الشارع، فوقع النظام فى شر أعماله.

ارتكب النظام خطأ استراتيجيا كبيرا عندما بالغ فى تقييد حركة الأحزاب والقوى المدنية فى مصر ليترك الساحة خالية لصعود تيار المعارضة الدينية والتى تمثلت فى الأساس فى جماعة الإخوان المسلمين. هذا الخطأ ارتكبه من قبل نظام الرئيس الراحل أنور السادات، لينتهى التقدير الخاطئ له- أو لمعاونيه ومستشاريه- بفاجعة كبيرة، كادت تكلفنا الدولة.

دفعت مصر ثمن هذا الإضعاف المتعمد لقوى المعارضة المدنية بأن وصلت إلى تلك الصورة العجيبة للخريطة السياسية المصرية وقتها، حزب واحد قوى حاكم، يضم كل من يمكن ضمه إلى أعضاء الحزب، وأحزاب لا وجود لها إلا فى مقارها فقط. فكانت أغلبية الشعب فريسة سهلة لقوى المعارضة الدينية، والدليل على ذلك الاستحقاقات الانتخابية التى تلت 25 يناير 2011، ومنها انتخابات برلمان 2012 الذى انحل لاحقا، وكذلك انتخابات الرئاسة التى أوصلت محمد مرسى إلى منصبه السابق.

سقط النظام مثلما تسقط الأنظمة التى لا تسمع. سقط من داخله لأنه اقتنع أن الخطأ هو الصواب.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما ترى الخطأ صواباً عندما ترى الخطأ صواباً



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen