آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً

اليمن اليوم-

الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً

بقلم - عبد اللطيف المناوي

إذا أردت نجاحاً فى تغيير أمر ما فلا تصطدم بما يعتبره الناس ثوابت، حتى لو كان لك تقييم مختلف.

وهناك دائماً طريق وسط يجمع بين التحديث والحفاظ على ما تعتبره الجموع ثوابت ثقافية أو عقيدية.

أيضاً تعظيم المؤسسات، الذى يشكل عناصر قوة للمجتمع، لا يتناقض مع طرح الأفكار التى تتبناها هذه المؤسسات للنقاش، بل للتغيير، إن كان ذلك فى الصالح. لكن المهم هو الحفاظ على قيمة ما يمتلك المجتمع من مكونات قوة، بل دعمها وتعظيمها.

أقول ما سبق امتداداً لما تحدثت عنه بالأمس عن أهمية تقوية وتدعيم مؤسسة الأزهر- وشيخه- باعتبارها بحق أحد أهم عناصر القوة الناعمة المصرية. وأزيد على ذلك بأن الشيخ الطيب- وأدّعِى معرفته إلى حد يُمكِّننى من قول ذلك- هو أكثر القادرين على قيادة حركة إصلاحية حقيقية وعميقة داخل المؤسسة الدينية الأهم فى العالم الإسلامى، أو هكذا يجب أن تكون، وهو ابن لثقافة مصرية وسطية أصيلة، وهناك دائماً إمكانية ومفاتيح للحوار معه فى إطار الحفاظ على قيمة وقامة المؤسسة وشيخها.

لكن من المهم هنا أن نفهم طبيعة الإصلاح المطلوب وحدوده. كما تقول القواعد العلمية، من المهم الاتفاق على تعريف دقيق للمصطلحات قبل بدء الفعل. عندما يذهب البعض إلى تعليق جرس الإرهاب بكل موبقاته فى رقبة الأزهر وحده فهذا تعسف لن يوصل لشىء، وعندما نلوم الأزهر وحده لأنه لم يكفر «داعش» وأشباهه فهذا أيضاً هو لومٌ من غير فهم. وعندما يتزيّد البعض، فيعتبر أن الحل هو القضاء على الأزهر أو تقزيمه ليكون مجرد إدارة تابعة، فهنا يحدث ما أشرت إلى أنه يكون اصطداماً مع ما اعتقد قطاع كبير من المجتمع أنه من الثوابت.

تحدى الثقافة العامة أو الثقافة الشعبية لن يكون إلا سبباً فى خسارة أى معركة، حتى لو كانت الأهداف صحيحة.

أعتبر نفسى من المنادين بأهمية تنقية التراث مع الحفاظ عليه، مع التقييم والإشارة إلى الغث والسمين فيه، فهو تاريخ إنكاره لا يلغيه. لكن يجب أن ننظر إليه نظرة نقدية. أيضاً أنا ممن يؤمنون بأهمية تجديد الخطاب الدينى، لكن من الضرورى فى البداية أن نصل إلى تحديد لملامح المفهوم قبل الدعوة إليه. أتفق تماماً مع أهمية ضبط العلاقات الإنسانية التى تنظمها الشريعة، أى شريعة، بضوابط مدنية وإدارية تتوافق مع طبيعة الدولة الحديثة، لكن مع الحرص على عدم الاصطدام بما يعتبره علماء الدين والعامة من الثوابت. هناك دائماً طريق.

الأكيد أننى ضد أى تغول لأى مؤسسة على حرية الإبداع والتعبير، بما فيها المؤسسات الدينية، لكن هذا لا يتناقض مع احترام ووجود هذه المؤسسات.

كل ما ذكرت يصب فى قناعة أساسية أعتقد فيها، وتصلح للإجابة عن السؤال الذى طرحته بالأمس: هل هذا يتعارض مع الحوار والاختلاف حول قضايا ثقافية واجتماعية وسياسية مهمة بين أطراف المجتمع، بما فيها الأزهر، مع الحفاظ عليه كأحد أهم عناصر القوة الناعمة المصرية؟ إجابتى الشخصية واضحة، وأظنها منطقية.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً الصدام لا يأتى بالإصلاح عادةً



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen