آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الدور المأمول للقضاء الدستورى المصرى فى أفريقيا

اليمن اليوم-

الدور المأمول للقضاء الدستورى المصرى فى أفريقيا

بقلم - نبيل عبدالفتاح

مصر لا تمتلك من القدرات الاقتصادية أو التكنولوجية ما يؤهلها لأن تنافس القوى العالمية الفاعلة فى القارة الإفريقية، كالولايات المتحدة وأوروبا الغربية، والصين. نرجو أن تكون عقود الغفلة التاريخية النخبوية قد ولت، وآن الأوان لاستعادة الوعى التاريخى، والإرادة والمعرفة والحركة المدروسة.

نحن نستطيع، وقادرون من خلال التخطيط الدقيق والخيال السياسى الخلاق، وانتقاء بعض الكفاءات من القلة القليلة من أولى العزم والقدرة واختيار بعض القضايا، والمقترحات التى يمكن أن نقدم فيها للقارة ونخبها ما يفيد وما يؤثر، وعلى نحو ملموس.إن اختيار بعض الموضوعات المهمة التى يمكن لمصر أن تقدمها وتؤثر لابد أن تركز على النخب الوظيفية، أو الكفاءات العليا المؤثرة فى هياكل الدولة، وفى تشكيل النخب الإفريقية،

وذلك من خلال توظيف الرأسمال الخبراتى التاريخى المصرى المتراكم منذ بناء الدولة الحديثة، وحتى اللحظة التاريخية الراهنة، وأحد أبرز معالم هذا الفائض الخبراتى التاريخى يتمثل فى المواريث القضائية، من حيث التشكيلات المؤسسية، وتكوين الجماعات القضائية، والمبادئ القانونية، وتجارب القضاة فى سعيهم نحو استقلالهم، واستقلال القضاء، وفى الذود عن الحقوق والحريات الفردية والعامة، وفى مجال الفصل والتمايز الوظيفى بين السلطات، وفى إرساء معالم دولة القانون فى ظل مختلف الظروف السياسية من حيث الصعوبة والحساسية، حتى فى ظل تطور النظام التسلطى.

هذا الميراث التاريخى ندرَّ أن نجد له مثالًا خارج الأنظمة القضائية الكبرى فى عالمنا حتى عقد السبعينيات من القرن الماضى، إلا فى إطار النموذج الهندى الأنجلوساكسونى.

شكل النموذج المصرى حالة خاصة، وذلك بسبب الدور البارز والتاريخى عملًا وريادة للجماعات القضائية المصرية، فى جنوب العالم.لا أنسى عندما حضر إلى مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، وفد رفيع المستوى من جنوب إفريقيا، وأجتمع مع أستاذنا الجليل المرحوم السيديسين، ونبيل عبد الفتاح، ليسألنا عن التجربة القضائية الدستورية المصرية، وقد تولينا شرح تطور الخبرة التاريخية منذ أن تصدى القضاء العادى لهذه المهمة وتطورها من خلال مجلس الدولة، والمحكمة العليا، ثم إنشاء المحكمة الدستورية العليا، وتطورها القانونى، والأهم فى إرساء مجموعة المبادئ الدستورية الرفيعة المكانة والمقام التى بلورها قضاتها،

ومعهم دور هيئة مفوضى المحكمة، والتقارير بالغة التميز فى عديد القضايا التى قدمت وأدت إلى بطلان عديد من القوانين الماسة بالحقوق والحريات السياسية كقانون مباشرة الحقوق السياسية، وكانت التقارير بمثابة مؤلفات بالغة التميز فى الفقه الدستورى المقارن أثرت المكتبة القانونية والدستورية المصرية والعربية. ويمكن لنا استثمار فائض الخبرة التاريخى القضائى، فى استكمال المنصة الإلكترونية بعمل ما يلى:1- تشكيل فريق عمل من قضاة المحكمة لإعداد مؤلف مرجعى عن الأنظمة القضائية الدستورية الإفريقية المقارنة: الأطر والهياكل القانونية، والمبادئ القضائية سواء فى الأنظمة ذات المصادر اللاتينية أو الأنجلو- أمريكية أو غيرها.2- الإعداد لإنشاء مركز الدراسات القضائية والدستورية الإفريقية المقارنة ومقره القاهرة، وذلك لإعداد الدراسات المقارنة حول النظم الدستورية والقضائية الإفريقية، وتتولى تدريب شباب القضاة ورجال النيابة العامة فى دول القارة. مركز مستقل يتبع المحكمة الدستورية العليا،

ويتولى التدريس خلاله قضاتها، وكبار المختصين الأفارقة والأوروبيين والغربيين ..الخ،3- مساهمة الدولة المصرية فى إطلاق منصة اليكترونية لمجلس الدولة حول أحكام ومبادئ القضاء الإدارى فى الدول التى تأخذ بتعدد النظام القضائى على النمط الفرنسى والبلجيكى، أو الدول التى تأخذ بوحدة النظام القضائى، والتركيز على الأحكام والمبادئ الإدارية. والإعداد لمؤتمر دولى أفريقى حول القضاء الإدارى وحماية الحريات الفردية والعامة فى عالم متغير.إن قيادة مصر للاتحاد الإفريقى هى محضُ فرصة تاريخية،

لكى نؤكد للأشقاء أننا جادون ولدينا القدرة فى حدود إمكاناتنا، ولدينا العزم والإرادة على العمل المشترك، وأن تحركنا فى مجال العمل القضائى مدروس، لأننا نملك الخبرات والكفاءات والمهارات، والإرادة، وأننا لسنا أعجوبتها ولا مومياها كما قال الجواهرى، وإنما قادرون فى هذا المجال وفى مجالات آخرى شريطة أن ندرس ما الذى نملكه وقادرون على تقديمه، ومن خلال من؟. لا نملك إلا تقدير الجهد الذى قدمته المحكمة الدستورية العليا رئيسها وقضاتها الأجلاء، والدعم الذى قدمته الدولة، والذى نأمل تقديمه لإنجاز المقترحات السابقة، لأننا يمكننا أن نفعل، ونحن قادرون شريطة المعرفة والوعى.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدور المأمول للقضاء الدستورى المصرى فى أفريقيا الدور المأمول للقضاء الدستورى المصرى فى أفريقيا



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen