آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الموت البطىء

اليمن اليوم-

الموت البطىء

بقلم - جيهان فوزى

بين النفى والتأكيد تعيش غزة على صفيح ساخن، أجواء ملبدة بغيوم حرب شاملة تهدد بها إسرائيل بين حين وآخر، فيما يلوح بعض قادتها المتطرفين باغتيالات ميدانية لقيادات من حماس، على رأسها يحيى السنوار رئيس الحركة فى غزة، ويبدو أن سعى الدبلوماسية الأممية لم تأت بأُكلها نظراً للفجوة الكبيرة بين الآراء بشأن وضع غزة وظروفها المضطربة، هناك تلويح من بعض الوزراء الإسرائيليين بإعادة احتلال غزة عبر حرب عسكرية واسعة ستشنها إسرائيل فى الوقت المناسب، إلا أن هذه التصريحات لاقت تحفظاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مطالباً وزراءه عدم الإدلاء بتصريحات منفلتة والالتزام بما جاء فى مجلس الوزراء المصغر «الكابينت» من قرارات وعدم إطلاق التهديدات أو التلويح باغتيالات محتملة، وبالذات بعد أن بدأت العملية العسكرية السرية التى نفذتها إسرائيل قبل أسبوع التى قتل على أثرها ضابط كبير من وحدة النخبة الإسرائيلية وستة من عناصر حماس، تتكشف خيوطها والهدف منها عبر تسريبات من الإعلام والجيش الإسرائيلى، فقد كانت قاب قوسين أو أدنى من بيت السنوار، بما يعنى أن السنوار كان مستهدفاً وربما جاءت لاغتياله!.

حالة التأهب الحذر والاستعدادات الميدانية لأجنحة الفصائل الفلسطينية العسكرية على أشدها، وسط مخاوف من مواجهة حرب محتملة تستعد لها إسرائيل فى أى وقت رغم التهدئة، حتى لا يباغتهم العدوان مثلما حدث أواخر عام 2008، وهذه عادة بنيامين نتنياهو عندما يفقد الدعم السياسى يقوم بصرف الأنظار عن المطالبات بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بشن حرب عدوانية على قطاع غزة، حتى يكتسب التعاطف الشعبى والدعم السياسى، فاستقالة وزير الأمن أفيجدور ليبرمان وتعالى أصوات الأحزاب المتطرفة بإجراء انتخابات مبكرة، أشعرت نتنياهو بالهزيمة وربما يخسر ائتلافه الحاكم، ورغم المحاولات الحثيثة التى مارسها للضغط على الحكومة بعدم اللجوء إلى انتخابات مبكرة ونجاحه فى ذلك، إلا أن مستقبله السياسى على المحك، ولا ننس أن وزير الأمن الإسرائيلى السابق أفيجدور ليبرمان قد دأب قبل توليه هذا المنصب على التوعد باغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية، فى حال لم تعد حماس جثتى جنديين ومواطنين إسرائيليين خلال 48 ساعة. وفى أعقاب الاشتباكات الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية الأسبوع الماضى واستقالة ليبرمان، قال أعضاء كنيست من المعارضة إن هنية أطاح بليبرمان فى أقل من 48 ساعة، فى هذه الجولة القتالية التى دامت 44 ساعة. لكن كانت النتيجة استقالة ليبرمان لرفضه وقف إطلاق النار واستئناف محادثات التهدئة بين إسرائيل وحماس بوساطة جهات إقليمية ودولية، حتى الآن ليس واضحاً سبب هذه التهديدات الإسرائيلية لحماس ورئيسها يحيى السنوار، إلا أن المؤكد أن العملية العسكرية الأخيرة نشبت بعد اعتراض كتائب القسام لقوة إسرائيلية خاصة كانت توشك على تنفيذ عملية سرية فى منطقة خان يونس وقتلت قائد الوحدة. فيما رجحت تقارير إسرائيلية أن الوحدة الخاصة كانت تعتزم زرع أجهزة تنصت فى تلك المنطقة، وهو ما أكده المحلل العسكرى «رونى دانييل»، الذى قال إن الوحدة الخاصة كانت تعمل بجوار بيت السنوار، فى تلميح إلى أنه ربما يكون منزل رئيس حماس فى غزة المستهدف فى هذه العملية، وفى كل الأحوال فإن الخلاصة مما حدث وما زال يؤكد أن إسرائيل تأخذ فى حساباتها السياسية والعسكرية الحرب الشاملة والحاسمة على محمل الجد.

غزة تدور فى حلقة مفرغة من الشد والجذب، المد والجزر بين حماس وإسرائيل من جهة والسلطة الفلسطينية وحماس من جهة أخرى، سكانها رهائن تخضع للمزاج السياسى للقيادات السياسية سواء فى السلطة أو حماس أو إسرائيل، ينتظرون الفرج ويطوقهم شبح الحرب، وظلام الدمار ورائحة الموت، قابعون على صفيح ساخن يترقبون قرار حسابات المصالح سواء الحرب الحاسمة أو الاستمرار فى الموت البطىء.

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموت البطىء الموت البطىء



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 01:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة هند صبري تكشف تفاصيل إنتاجها لأفلام الإنترنت

GMT 10:33 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

روما يهزم برشلونة الثلاثاء عن طريق اللاعب دجيكو

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 04:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

كاتي بيري تلفت الأنظار إلى فستانها البني الأنيق

GMT 21:10 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

يوفنتوس سيجاري عرض أرسنال الخيالي لضم مبابي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen