آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

للمصريين «سوفت وير» جديد

اليمن اليوم-

للمصريين «سوفت وير» جديد

بقم : نشوى الحوفي

رغم غضب البعض من مقالى السابق الذى حمل عنوان «طلاب الأزهر ورئيس جامعة القاهرة»، وتناولت فيه الحال المحزن لبعض من طلاب الأزهر ممن حاضرتهم، وحال رئيس جامعة القاهرة فى واقعة مبكية كان يطرح فيها الرأفة وخصومات مادية وهو يردد عبارة «تحيا مصر»، فإن الكثيرين تفاعلوا مع المقال، مطالبين بضرورة دراسة طرح الرؤية للتطوير دون الاكتفاء بعرض المشكلة لإصلاح مصر ومستقبلها.

يقيناً نحن بحاجة إلى «سوفت وير» جديد للمجتمع المصرى ككل، لا لفئة دون الأخرى. «سوفت وير» يعيد صياغة الشخصية المصرية، فيمحو عنها آثار سنوات من غياب التعليم والثقافة والقيم التى ضربت فى جذورها فأساءت لها وخصمت من رصيدها، وبخاصة بعد حرب أكتوبر 1973 حينما قرروا أن التخلص من تأثيرنا لن يحدث إلا بتغيير أسس شخصيتنا، فكان غزو الوهابية، ومن قبلها الفكر المتأسلم، عن عمد، وكانت ثقافة الاستهلاك دون إنتاج، وتقليد الغرب دون مراعاة ما نملك من هوية، مع ضرب مفاصل الأسرة وتغييب دورها وسيطرة عالم الإعلام والإعلان.

ولكن إذا كان هدم أى مجتمع يستغرق من 15 إلى 20 عاماً، كما قال عملاء المخابرات فى العالم، وهو ما يعادل جيلاً تعليمياً يتم تدمير أخلاقه وقيمه، فإن إعادة بناء أى مجتمع على أسس صحيحة هى الأخرى ستستغرق على الأقل نفس المدة.. ليكون السؤال: وما العمل مع أجيال حاضرة لا بد من تصحيح فهمها ومناقشة أفكارها وتقويم سلوكها؟

تتأتى الإجابة فى أكثر من مسار كما يقول العلماء فى التربية والتعليم وتطوير البشر، أولها اختيار جيد للقيادات التى ستتولى التعامل مع الطلبة وتلك الأجيال التى ستخرج للمجتمع، سواء كانوا رؤساء جامعات أو أساتذة، وأول مواصفات تلك القيادات هى امتلاكها للقيم التى يجب أن تكون بها قدوة لمن يليها من أجيال، وأن تمتلك مهارات التواصل مع طلابها بحسم وصداقة وتواضع وروح وثابة للخيال لإطلاق طاقات الإبداع داخل نفوسهم، وبقدرة على الشرح والتوضيح للمسار والهدف الذى عليهم أن يتحدوا من أجله، مدعوماً بالانتماء لتاريخ وطن مع عقل ناقد يصحح ويتقبل الاختلاف.

ثانى المسارات فى تربية الأجيال وتقويمها يأتى بمناهج محدثة تثير فى نفوسهم شغف التعلم وفضول الاكتشاف مع ضرورة غرس القيم بداخلهم أثناء تلك العملية التعليمية فلا تكون منفصلة عنها، ثم يكون أسلوب التعلم القائم على المناقشة والبحث والنقد والتعبير عن الذات والفكر بلا خوف، طالما كانت الأفكار تخرج فى إطار الاحترام وتقبل الاختلاف، بالإضافة لنشر ثقافة التطوع والمشاركة فى فعاليات تحديث المجتمع الصغير حولهم والكبير لوطنهم.

ومن هنا يحدث تقويم السلوك والفكر والأخلاق، فالمتطرف لا يعرف النقاش أو البحث عن المعلومة أو النقد، كما أن تقويم الأفكار يحدث بالحوار لا بالكبت والترويع من مناقشتها، والمنتمى يدرك معنى الوطن والأهل بخبرات المشاركة فى هذا الوطن وفهم تاريخه ومصادر قوته، والمتعاطى للفنون لا يتعاطى مواد تغييب العقول أو الأخلاق أو القيم. ولو حققنا كل ما فات لأقمنا داخل نفوس أولادنا مضادات تحمى مناعتهم الثقافية مهما تعرضوا لعولمة الفكر أو تغريب الثقافة أو تسييس الدين، فيصبحون قادرين على التصدى لأى هجمة شرسة من فيروسات تغييب العقول والقيم والهوية، ويدركون معنى وقيمة الحفاظ على وطن لا نملك سواه، والتعبد لإله لا يحتاج لمظاهر التدين بل لجوهر الدين وفطرته.

فهل من مستمع دون مكابرة لما آل إليه حال الطلاب وقادتهم فى الجامعة؟ هل من مستمع لما نحتاج له لحماية مستقبل وطن؟ أم أن الرد سيكون: «كله تمام»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للمصريين «سوفت وير» جديد للمصريين «سوفت وير» جديد



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen