آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تاريخ ضائع.. وضمائر أيضاً

اليمن اليوم-

تاريخ ضائع وضمائر أيضاً

بقلم: نشوى الحوفى

فى كتاب رائع حمل اسم «تاريخ ضائع»، صادر عن مؤسسة ناشيونال جيوجرافيك عام 2007 للدبلوماسى الأمريكى الأسبق مايكل هاميلتون، وترجمته دار نهضة مصر للنشر فى حينها، تقرأ عن الحضارة العربية بكل أبعادها التى حوت الآخر أياً كانت عقيدته، ومنحت الأكفاء منهم فرصة المشاركة فى بنائها، وأعملت الفكر دون وضع قيود عليه فى كافة المجالات بين طب وفلك وفلسفة يونانية ومنطق وهندسة وزراعة، وأبدعت فى الفنون جميعها، بين موسيقى زرياب وعمارة بغداد والأندلس والقاهرة ونقوش النسيج وصناعة الزجاج والعطور، وتتلمذت فى المدارس لإدراكها أن العلم مفتاح النهضة.حتى إن الكاتب يرفض تعبير «العصور المظلمة» الذى يتحدث عنه الغرب واصفاً حال أوروبا قبل عصور النهضة فى القرن 14 ميلادى، مبرراً ذلك بقوله إنه إذا كانت أوروبا قد عاشت عصور الجهل والتخلف، ففى الشرق والأندلس كانت الحضارة العربية تنير سماء العالم عبر إحياء ما سبقها من حضارات بالترجمة والإضافة لها، بإبداع العقل الذى احتفى به القرآن ليكون نحو عُشر آيات القرآن عن العقل وأعماله.تقرأ عن الخليفة المأمون (170-218 هـ)، الذى جعل بغداد عاصمة العلم فى العالم وتأثره بأرسطو وبنائه لأعظم مركز للتعلم فى بغداد لتأييد الفكر والاستفسار الحر والفلسفة والعلوم والرياضيات والفلك، مطلقاً عليه «بيت الحكمة»، الذى ضم علماء فى كل فكر حتى علم اللاهوت المسيحى، والخوارزمى من ترك للبشرية إبداعات فى علوم الرياضيات والساعة الشمسية ووضع الصفر بين الأرقام وكتابة أبحاث الأسطرلاب، وابن الهيثم مؤلف أكثر من ٢٠٠ كتاب ومؤسس النظريات الرياضية والبصرية التى مهدت الطريق لجاليليو وكوبرنيكوس فى فهم حجم الأرض والعلاقة الحقيقية بين الأرض والنجوم وأبحاث الضوء، والإدريسى عالم الجغرافيا، وعمر الخيام أول من صاغ نظرية كروية الأرض ودورانها حول نفسها، وعباس بن فرناس معلم الموسيقى ومؤسس علم الطيران وصانع أفخر أنواع الزجاج، وجابر بن حيان عالم الكيمياء طبيب هارون الرشيد مخترع الأمبيق أداة تقطير الكحول، والفارابى عالم الموسيقى.تتذكر كتاب «تاريخ ضائع» وأنت تستمع لتصريحات عائض القرنى المعلن للندم على التشدد فى الفكر! وهو للحق لم يكن بمفرده، بل معه سائرون على دربه فى السعودية ومصر وغيرهما من الذين تحدثوا عن قشور الدين ورفضوا تجديد الفكر وفضّلوا النقل عمن اجتهدوا لزمانهم بظروف عصرهم، وكان لهم ما لهم وعليهم ما عليهم.. فصاروا كالسائرين نياماً ومن ورائهم من تبعوهم باسم الدين.نعم يا سادة، نحن بلاد مئات الآلاف من المساجد والكنائس، ولكن للعجب نشكو ضياع الخلق والقيم. نحن أمة «اقرأ» التى لا تقرأ، وتنفق مليارات على برامج المقالب والفضائح والسب، ولكنها لا تنفق ربع ذلك على برامج العلم والتكنولوجيا وتطوير الفكر والسلوك، وعلماؤها غارقون فى دنياهم، بين داعٍ لتطرف، أو ساعٍ لمنصب ومكانة، أو مروج لخرافات، إلا من رحم ربى، وهم قليل. نعم، نحتاج صحوة ضمير لأمة كان أول تكليف لها القراءة لتكون الرسالة المحمدية إيذاناً بدولة العلم والفكر والإنتاج.. رسالة أدركها الأوائل وأضاعها عبيد السلطان حينما أضاعوا العقل وأفعاله وحرموا الفكر وإنتاجه. واليوم يعتذرون؟!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ ضائع وضمائر أيضاً تاريخ ضائع وضمائر أيضاً



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen