آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

تركيا والجولان... حفلة مزايدة

اليمن اليوم-

تركيا والجولان حفلة مزايدة

بقلم: مشاري الذايدي

ثمة مثل عربي شهير قديم ذكرته كتب الأدب والأمثال، ومنها كتاب «مَجْمَع الأمثال» للميداني، يقول: أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل. يروى بصيغ مماثلة، مثل: أوسعتهم شتماً وراحوا بالإبل. وقد استعاره الشعراء، وتردد في نثر العرب وشعرهم، منذ الأزل حتى اليوم. وحسب شرح الشرّاح، فهو نتاج قصة حصلت في الجاهلية قبل الإسلام، سردها يطول هنا ويخرج عن سياق الحديث وسباقه.
قال الشاعر:
وصرتُ كراعي الإبل حين تقسّمتْ
فأوْدى بها غيري وأوسَعْتُهم سَبّا
من أجمل شروحات المثل التي تروق ما جاء عند الثعالبي في «التمثيل والمحاضرة» عن هذا المثل يضرب: «لمن ينكأ فيه عدوه، ولا يكون له منه إلا الوعيد». أما العالم والراوية أبو عبيد، فقال: «ومن أمثالهم المشهورة قولهم: أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل، أي: ليس على عدوِّك منك ضرر أكثر من الوعيد بلا حقيقة»!
تذكرت ما قاله هؤلاء الأعلام وأنا أطالع هذه البطولات المجانية والعنتريات الجوفاء من القابضين على زمام الأمر التركي بخصوص قرار الرئيس الأميركي ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان «المحتل».
نقلت وكالة «الأناضول» التركية، وهي المنبر المفضل للعنتريات الإردوغانية، عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذه الغضبة المضرية، أو العصمنلية المحدثة، حيث قال: «حتى الاتحاد الأوروبي أدان قرار البيت الأبيض، وذلك في الوقت الذي فضلت فيه بعض البلدان العربية الخائفة من إسرائيل والولايات المتحدة عدم توجيه أي انتقادات لترمب».
وذكر أن تركيا - وليست أي دولة عربية - أصبحت أول دولة ردَّت على قرار ترمب الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
طبعاً، واضح المقصود من هذه الغمزات والهمزات واللمزات التركية؛ يعني من سيكون قصده غير مصر والسعودية والإمارات والبحرين؟
وكل هذه الدول مواقفها المدينة والرافضة للقرار الأميركي بشأن الجولان معلنة، فهل يريد الباشا التركي شيئاً آخر؟
ليته يجهر بهذا الشيء الآخر حتى يكون، مع رئيسه الأديب الأريب اللبيب، مصدر إلهام وقدوة صالحة للعرب المغضوب عليهم، تركياً.
هو شرح لنا حدود الغضبة العصمنلية، فكفانا شر التأويل، حيث أكد جاويش أوغلو البيان المبين، فقال إن «تركيا ستقوم باللازم في المحافل كافة، بما في ذلك الأمم المتحدة، ضد قرار ترمب المتعلق بالجولان».
جميل... وهل ستفعل الدول العربية، المهموزة المغموزة من قوم إردوغان، إلا هذا بالضبط، وربما أحسن منه وأنفع؟!
يعني لن يرسل إردوغان الجنود الانكشارية وعناصر الجندرمة لتحرير الجولان من المحتلين؛ سيغضب كلامياً، ويحتج دبلوماسياً، ويزأر إعلامياً. بارك الله فيه، وليذهب الإسرائيلي بإبل الجولان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تركيا والجولان حفلة مزايدة تركيا والجولان حفلة مزايدة



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 16:22 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 17:50 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 07:38 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen