بقلم : مرسى عطا الله
الذى حدث منذ بضعة أيام فى الجمعية العامة للأمم المتحدة أشبه ما يكون بعمل مسرحى جرى الإعداد له بخبث شديد لكى يحدث دويا هائلا فى العالم العربى لو قدر للسيناريو الأمريكى أن يكتمل وأن تنزلق بعض الدول العربية وتؤيد مشروع القرار الأمريكى لإدانة حركات المقاومة الفلسطينية واعتبار عملياتها ضد إسرائيل إرهابا مستنكرا، ولكن الله سلم ولم تنزلق دولة عربية واحدة فى الفخ الأمريكى المنصوب بكل أسلحة الترغيب والترهيب لضرب آخر ما تبقى من مظاهر التماسك العربى خلف القضية الفلسطينية.
ولكن تلك ليست وحدها هى المشكلة التى تجسد كل ما جرى فى كواليس الأمم المتحدة خلال الساعات التى سبقت عملية التصويت وإنما هى جزء منها فقط، أما الجزء الأكبر فيرتبط بنجاح الضغوط الأمريكية فى الحصول لأول مرة فى الجمعية العامة على أغلبية تصويتية لمشروع قرار معاد للقضية الفلسطينية حيث حصل المشروع الأمريكى على 87 صوتا مقابل اعتراض 57 دولة وامتناع 33 دولة عن التصويت وكان واردا أن يتم اعتماد هذا القرار لولا أن الجمعية العامة كانت قد وافقت على اقتراح كويتى قبل الذهاب للتصويت باشتراط حصول مشروع القرار المطروح على أغلبية الثلثين لاعتماده.
إن الذى حدث فى عملية التصويت على المشروع الأمريكى يستوجب وقفة عربية وفلسطينية لمناقشة أسباب ما جرى من تحول غريب على عكس مسار القضية الفلسطينية فى المنظمة الدولية لأكثر من 70 عاما لأن الأمر أكبر من النظر إليه كتصويت عابر كانت له ظروفه الطارئة ولابد من الاعتراف بوجود خلل ما فى السلوك العربى والفلسطينى وراء هذا التحول!
ومن يبحث فى سجلات الأمم المتحدة سيكتشف أن هذه أول مرة يراد فيها وصم المقاومة ضد الاحتلال بالإرهاب ولذا يجب إجراء مراجعة جذرية للأخطاء التى وقع فيها النضال الفلسطينى وأدت إلى تسهيل مهمة الخديعة الأمريكية الإسرائيلية للمجتمع الدولى هذه المرة تحديدا!
خير الكلام:
<< الأحمق يظن نفسه حكيما بينما الحكيم يعلم بأنه جاهل!
نقلا عن الأهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموق
أرسل تعليقك