آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

آداب التضحية

اليمن اليوم-

آداب التضحية

بقلم : أمينة خيري

نرجو من مشايخنا الكرام وعلماء ديننا الأجلاء أن يحدثونا عن قواعد النظافة والإنسانية واحترام الغير.ونكون شاكرين مهللين لو تكرمت برامج الفتاوى والأسئلة الدينية والفقرات الشبيهة الموجودة فى الغالبية المطلقة من برامج التوك شو والتى تتلقى أسئلة المشاهدين والمتابعين من الحريصين والحريصات على الدين ومظاهر التدين بطرح مسألة أصول التضحية وآدابها، وجواز ترك الخراف والماعز والأبقار والجاموس والجمال فى الشوارع الرئيسية والخلفية أيامًا طويلة تأكل وتشرب وتتبرز وتتبول فى نفس المربعات السكنية والتجارية التى نعيش فيها ونمر بها. وإذا كان مربى الكلب يُعاتَب على إهماله بترك فضلات كلبه فى الشارع دون أن يرفعها وينظف مكانها، فما بالك بآلاف الحيوانات التى عاشت بيننا قبل ذبحها وكان لزاماً علينا أن نشم روائحها المتسللة إلى داخل غرف نومنا ومعيشتنا؟! وبالطبع الشكوى فى هذا الصدد تعنى أنك إما تناهض ركنًا من أركان الدين وتعادى معنى من معانى الإسلام وتتربص بالإسلام والمسلمين، أو أنك لا تريد أن يفرح الناس ويأكل الفقراء ويسعد الأيتام والمساكين وأبناء السبيل!وتتفاقم المسألة بلحظة الذبح التى تدور رحاها على الملأ وفى وسط المارة فتسيل الدماء فى عرض الشوارع وفى مداخل العمارات وعلى أعتاب المحال فيما يراه البعض بركة تحل على المكان، أو مشهدًا جميلاً تنتعش له الألباب. واحترامًا للميول الفردية والاختيارات الشخصية، يكمن السؤال فى سر اعتبار سيادتك ذبح عجلك أو خروفك فى وسط الشارع واستدعائك لأطفالك ليشهدوا هذه اللحظة التى تسيل فيها الدماء مشهدًا يتوجب على معايشته رغمًا عن أنفى. هل هذا هو الإسلام؟وهل الإسلام يترك لسيادتك حرية تلويث عرض الشارع ومدخل العمارة والرصيف بدماء الأضحية ثم رشها بقليل من الماء؟ وهل الإسلام يعطى سيادتك الحق فى اتهامى بالبعد عن الدين لأننى أرى فى ذلك خرقًا لأبجديات الصحة العامة وقواعد النظافة البديهية؟ الإسلام الذى هو دين الرحمة والإنسانية والمرأة التى دخلت النار فى قطة ربطتها، والرجل الموعود بالجنة فى كلب سقاه، هل ينص على قيام البعض من الموتورين بالذبح وترك الأضحية على قيد الحياة لمدد تزيد على عشر دقائق قبل أن تموت؟ ما سبق ليس انتقادا للدين لأن الدين لا يتعارض مع أبجديات الصحة وبديهيات الحقوق ومبدأ الحريات. لكنه انتقاد ومعارضة ورفض كامل للإصرار المميت على أن نحيط الدين بكم هائل من الغوغائية والهمجية وافتقاد ألف باء الصحة والنظافة، ثم ما نلبث أن نناطح من يعترض مستخدمين سيف الهمجية ذاته متهمين إياه بأنه عدو الله وكاره للدين. ملحوظة أخيرة: عرفت أن محافظ القاهرة، اللواء خالد عبدالعال، كان قد أصدر قرارًا بمنع شوادر الحيوانات فى الشوارع الرئيسية والسماح بوجودها فى الشوارع الداخلية، فهل هذا يعنى أن سكان الشوارع الداخلية لا حقوق صحية لهم؟ وعموماً الشوارع الرئيسية كانت عامرة بالشوادر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آداب التضحية آداب التضحية



GMT 20:25 2021 الخميس ,01 تموز / يوليو

مرافَعةُ البطاركة أمام البابا

GMT 11:21 2021 الثلاثاء ,29 حزيران / يونيو

هل يبدأتصويب بوصلة المسيحيين في لقاء الفاتيكان؟

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 14:31 2021 الإثنين ,21 حزيران / يونيو

الحِيادُ هذا اللَقاحُ العجائبيُّ

GMT 23:33 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية

GMT 02:49 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

تعرف علي توقعات أحوال الطقس في حضرموت السبت

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

السياري يؤكّد تصميم مستعمرة على القمر بطريقة الواحات

GMT 19:02 2016 الخميس ,23 حزيران / يونيو

10 نصائح لتعليم طفلك النظام والنظافة

GMT 07:30 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المغرب يلغي حظر المكالمات الصوتية عبر الإنترنت
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen