آخر تحديث GMT 08:03:06
الأحد 6 نيسان / أبريل 2025
اليمن اليوم-
أخر الأخبار

نظام كورونا العالمي الجديد

اليمن اليوم-

نظام كورونا العالمي الجديد

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

لا يسعنى أن أرى الوضع الحالى إلا فى سياق كونه نظاماً عالمياً جديداً جار تحميله. وسواء كان كورونا المستجد مسرباً من معمل بحثى أو ناجماً عن تعدٍ على التوازن البيئى أو وباءً شأنه بقية الأوبئة، يبقى العالم ما بعد كورونا مختلفاً عنه قبلها. وهذا الاختلاف جار الآن العمل على وضع أساساته، وتشييد أركانه، وضبط زواياه. هذه التجهيزات ليس جميعها مرئيا رؤى العين. بل إن البعض منها يسحبنا بتفاصيله بعيداً، ويغرقنا عامداً متعمداً فى أيديولوجيات أكل عليها الزمان وشرب وبال. هذا البعض يمضى بسرعة الصاروخ مفسحاً لنفسه مكاناً وموقعاً ومكانة مدروسة ومخططة ومعروفة الأهداف والأبعاد. وبينما هو يركض ويهرول، يتصرف كأفلام الأكشن، فيترك وراءه بقعة زيت كى نتزحلق عليها ونكسر جذور رقابنا، أو يدحرج براميل تصطدم بنا وتعرقلنا، أو يمعن فى نشر الزجاج المكسور فنتفرغ لسنوات طويلة فى إخراج الجزيئات من أقدامنا. وما إقدامنا على إيجاد مكان ومكانة لأنفسنا فى النظام العالمى الجديد فى ظل كورونا إلا علامة وأمارة على أننا ربما تعلمنا الدرس القاسى. الدرس القاسى الذى دفعنا إلى التحجر والجمود على مدار عقود سابقة يدفع بالقيادة السياسية الآن ليس فقط إلى الدفاع والحماية، لكن أيضاً إلى إيجاد مكان ولا أقول «استعادة» لأن المقاييس اختلفت، وضمان مكانة وأيضاً لا أقول استعادة لأن معايير مكانة الأمس القائمة على الحضارة ذات السبعة آلاف سنة والجو اللطيف طول السنة والموقع الاستراتيجى بين ثلاث قارات... إلخ، لم تعد وحدها تفى بالغرض. لكن أن تبقى القيادة السياسية فى واد، والشعب فى واد، فهذا مكمن خطورة. والمقصود ليس دفع الشعب إلى الهبد الاستراتيجى أو الإفتاء العسكرى أو الرزع الإلكترونى، لكن المقصود هو أن نعى أننا مقبلون فعلياً على نظام عالمى جديد. هذا النظام سيكون له قوى عظمى سياسية، وترتيبات مختلفة عسكرية، وأسواق عمل مختلفة، وطرق تعليم مغايرة، ومكون تقنى مختلف تماماً، وتفاصيل حياة يومية لا يمت أغلبها بصلة لما اعتدناه. غاية القول إن هذا النظام العالمى الجديد ديمقراطى بشدة، فهو لن يجبر أحداً على الانضمام أو الانتماء له، لكنه سيدهس من لا يلحق به دهساً شديداً. فإن نحن صممنا على استمرار إلهاء أنفسنا بقواعد النكاح وأصول دخول الحمام ومعايير الجمع بين أكثر من زوجة وحرمانية إلقاء السلام على غير المسلم، أو إغراق أنفسنا فيما قاله مرتضى للخطيب، وما ارتدته الفنانة من فساتين، وما فعلته الفتاة فى تيك توك، أو الخوض فى جدليات أبدية حول إذا ما كان الفيروس بلاء أم ابتلاء، فلا نلومن إلا أنفسنا حين تتضح معالم النظام الجديد ونجد أنفسنا خارج الزمن. لكن مطلوب كذلك إيجاد منصات سياسية حقيقية لا كرتونية- كتلك المهيمنة على الساحة- تساعدنا على الاندماج من أجل ضمان المكان والمكانة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظام كورونا العالمي الجديد نظام كورونا العالمي الجديد



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!

GMT 13:47 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

“حزبُ الله” يُدوِّلُ الحلَّ اللبنانيّ
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:58 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

نهضة مصر تطرح أول نسخة عربية لرواية "أبناء الدم والعظم"

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 07:17 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السمك الحار بصلصة جوز الهند على الطريقة التايلندية

GMT 00:33 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

كيكة صيامي فانيليا و شيكولاتة

GMT 21:13 2016 الخميس ,07 إبريل / نيسان

ارتفاع عدد المشروعات العقارية في دبي بنسبة 78%

GMT 19:26 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

اعتني بشعرك المقصف من خلال الجرجير والكيوي

GMT 06:12 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

أحمد بدير يكشف السر في نجاح مسلسل "البيت الكبير"

GMT 18:55 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القوات السعودية تدمر منصات صاروخية للانقلابيين في صعدة

GMT 01:13 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنـوشكا تؤكد أن شخصية "قسمـت" تشبهها وليست شريرة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen