بقلم - علي العمودي
ونحن في رحاب عام التسامح تابعنا خلال الأيام القليلة الماضية محطات بمثابة منارات للتسامح تؤكد أن هذه القيمة السامية واقع يتجسد على أرض الإمارات وأسلوب حياة ومنهاج عمل.
في مقدمة تلك المحطات، الإعلان في نيويورك عن التصميم الهندسي لبيت العائلة الإبراهيمية الذي سيضم مسجداً وكنيسة وكنيساً، ويبصر النور في جزيرة السعديات، وهو أحد ثمار وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف خلال الزيارة التاريخية للبابا للإمارات فبراير الماضي، في المراسم التي استضافها صرح زايد المؤسس في لفتة رمزية تجسد الالتزام بنهج التسامح الذي غرسه ودعا لتكريسه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
المحطة الثانية تمثلت في تسليم دائرة تنمية المجتمع، بصفتها الجهة المنظمة لدور العبادة في أبوظبي رخصاً لتلك الدور وعددها 18 داراً، إضافة إلى قيد خمس دور أخرى خلال الحفل الذي أقامته تحت شعار«دعوة للتآلف».
أما المحطة الثالثة، فقد كان الإعلان عن تنظيم الدورة المقبلة لماراثون زايد الخيري في حاضرة الفاتيكان، ورحب بها البابا فرنسيس في عظته الأسبوعية، بما يعبر عن الغايات الإنسانية النبيلة والعالمية للماراثون الذي كان ينقل في كل محطة من محطاته العالمية في نيويورك والقاهرة بعضاً من صور القيم العظيمة للمؤسس الذي شاد صرح الإمارات الشامخ ليكون منارة عظيمة وساطعة للمحبة والتسامح وحسن التعايش بين البشر.
استحضار هذه القيم العظيمة والعمل بها تعد أنجع السبل لتعزيز التعاون بين البشر على اختلاف أعراقهم وألوانهم ومعتقداتهم، وهي ذات القيم التي قامت عليها إمارات الخير والمحبة، وهي تهدي للإنسانية نموذجاً تنموياً باهراً أنجزته بالحب والإخلاص، حيث يعيش ويعمل بشر من مئتي جنسية من مختلف الملل والنحل والأعراق يحظون بكل احترام وتقدير وكرامة إنسانية من دون تمييز، متساوون جميعا أمام القانون.
كما أن ترسيخ وتكريس هذه القيم الجليلة العظيمة تتيح توحيد صفوف القوى الخيرة في العالم لمواجهة أعداء الحياة ممن يروجون للتطرف والغلو والإقصاء والكراهية والعنف، لاسيما أولئك الذين يستغلون الأديان لترويج بضاعتهم السامة، وهم الجماعات الإرهابية التي ابتليت بها على وجه الخصوص مجتمعاتنا في العالم العربي.
بعملنا معاً لإعلاء هذا القيم العظيمة النبيلة التي يدعو لها ديننا الحنيف والأديان السماوية، نتصدى معاً لأعداء الحياة والإنسانية.
أرسل تعليقك