آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم

اليمن اليوم-

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم

خالد منتصر
بقلم : خالد منتصر

عندما قرأت دفاعات بنات كثيرات عن الدعاة وذوى المزاج السلفى من الذين يتهمون البنت بأنها هى السبب فى التحرش وإثارة الذكور بملابسها، تأكدت من أن بعض النساء المصريات يعانين بالفعل من متلازمة ستوكهولم، تعرّف متلازمة ستوكهولم على أنّها حالة نفسية تدفع المصاب بها إلى التعاطف أو التعاون مع الشخص المضطِهد، أو المختطِف، أو الذى ضربه بشكل مبرح، أو اغتصبه، فيُبدى الشخص ولاءه للمعتدى، تم اشتقاق اسم هذه المتلازمة من عملية سرقة بنك حدثت فى ستوكهولم فى السويد عام 1973م، تم فيها احتجاز أربع رهائن، هم رجل وثلاث سيّدات، لستة أيام متواصلة، وخلال فترة الاحتجاز وفى ظلّ ما كانوا يشعرون به من ضغط، أخذ الرهائن فى الدفاع عن تصرّفات اللصوص، واللوم على الجهود المبذولة من قِبَل الحكومة فى سبيل إنقاذهم، وبعد مرور أشهر على انتهاء المحنة، استمرّ الرهائن فى إعلان الولاء لخاطفيهم، لدرجة أنّهم رفضوا الشهادة ضدّهم، بل ساعدوا المجرمين فى جمع الأموال اللازمة للدفاع القانونى عنهم، فعندما أجد صفحات على الإنترنت تدعو لتعدد الزوجات، هذه الصفحات تحت إشراف بنات وسيدات!!، وعندما أعرف بالإحصاءات أن أكثر من تجر البنت وتسحلها وتجبرها على إجراء الختان هى الأم أو الجدة التى عانت من ويلات هذا السلوك البربرى!!، عندما أسمع البنات يقلن نعم نحن السبب فى التحرش بملابسنا المثيرة لهرمونات وذكورة الرجل!، عندما أرى الجارة هى التى تضرب طفلتها لإجبارها على الحجاب، وعندما أجد المدرسة تقص شعر طفلة فى الفصل، لأنها لم ترتده!!، عندما أرى وأسمع فنانات يشتمن الفن ويعلنّ أنهن يعرفن جيداً أنهن يشتغلن فى مهنة حرام وأنهن فى انتظار الهداية.. إلخ، عندما أقرأ وأسمع كل هذه الأفكار، أجد نفسى أمام مازوخية نسائية، وكأنهن يمارسن طقس عاشوراء، يضربن أنفسهن بالسكاكين حتى النزف وأحياناً الموت،غسلوا دماغ المرأة حتى صارت مدافعة عن قيودها، مقاتلة فى سبيل مهانتها، شوهوا وجدانها وعقلها وسمموا روحها حتى باتت تدعو لتزويج زوجها امرأة ثانية وثالثة ورابعة وبكل فخر وسعادة!!، أفقدوها حتى إحساس الغيرة!!! أقنعوها بأن تكون مجرد جارية ضمن حريم!! كل هذا بدعوى أنها هكذا تدافع عن الدين وتطبق الشرع!! أقنعوا الأم التى تحمل جرح الختان الذى أهدر أنوثتها وكرامتها، أقنعوها بأن طفلتها عار ولا بد من أن تختنها حتى تطفئ نار شهوتها الجامحة!، زيفوا وعى الأمهات بأن البنت فى مصر «بتفور» بسرعة وكأنها حلة لبن، ومن الضرورى تزويجها وهى طفلة، وقد أفتى الشيخ علان بأنها تستطيع احتمال الوطء، «ويا ريت فى أى حفل فرح قريب تخليها ترقص حبتين يمكن تلقط لها عريس قبل ما القطر يفوتها»!!، وفى الزواج تظل الأم تدين ابنتها فى كل خلاف مهما كان ظلم الزوج لها وتعنته، فتهمس لها بأن من تتمنع تظل الملائكة تلعنها حتى الصباح!، أما لو تم الطلاق فراراً من الجحيم فهذه هى المصيبة الكبرى، تجلدها الأم ونساء الأسرة بسياط منقوعة فى زيت الكراهية، فتصبح ملفوظة منبوذة لأنها فقدت الظل والحماية و«تبطرت» على النعمة، لم أتخيل فى يوم من الأيام أن تطالب امرأة وتلح فى طلبها بأن تدخل زنزانة وتصر على أن تلقى بمفتاحها فى المحيط وترفض معرفة باسوورد باب النجاة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 02:30 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 12:44 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

إنتاج أميركا من النفط سيرتفع لأكثر من 12 مليون برميل يوميًا

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 01:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق جديدة من أجل تنظيف أدوات الطهي الزجاج

GMT 15:42 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5,6 درجة على مقياس ريختر يضرب الساحل الغربي لتايوان

GMT 20:49 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ارسنال يخفض سعر سانشيز بعد اقتراب نهاية عقده
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen