آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

يوم «داروين»

اليمن اليوم-

يوم «داروين»

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

صار يوم ١٢ فبراير من كل عام هو يوم عيد ميلاد داروين، واليوم العالمى للاحتفاء بأعظم عالم بيولوجى على مر التاريخ وصاحب أكبر ثورة علمية فكرية أثرت فى كل مناحى واتجاهات الفكر الإنسانى، وسر تميّز داروين ببساطة هو عقله الجبار وخياله الجسور، الذى جعله يكتشف نظريته بمجرد الملاحظات والمقارنات بجهد يحتاج إلى مؤسسات وجامعات يعمل فيها مئات الباحثين، والمدهش أنه كلما تقدمت التكنولوجيا صارت تثبت صحة نظريته وترسخها وتعضدها أكثر.

وصلتنى تلك الرسالة من كندا بتلك المناسبة من طبيب الأسنان والكاتب الجميل د. خالد طلعت، لم أجد أفضل منها للتعبير عن تلك المناسبة، كتب خالد طلعت:

يحتفل العالم فى هذا اليوم من كل عام بميلاد أحد أكبر عباقرته وأخلدهم، وهو العالم الإنجليزى تشارلز داروين، صاحب السبق فى الكشف عن عملية تطور الكائنات الحية وأصل الأنواع.

يعتبر داروين من أكبر وأهم الأمثلة على خرافة أنك يمكنك أن تستدل على صحة شىء ما من إجماع الناس عليه، فلقد وقف وحيداً أمام العالم أجمع، بل وأمام جل علماء عصره، ليخبرهم بما قلب كل أفكارهم وقناعاتهم السابقة رأساً على عقب!

وقتها تمّت محاربته حرباً شرسة واتّهم بالكفر والإلحاد، وما إلى ذلك من التهم التى يلجأ إليها الخرافيون من كل دين لإرهاب من يجرؤ على الاختلاف، وعلى إعمال العقل فى ما يعتبرونه من المسلمات.

ومع ذلك، فلم تمضِ ثلاثون عاماً على وفاته فى ١٨٨٢ حتى قام ٤٠٠ من أبرز العلماء والمفكرين من جميع دول العالم بإقامة مؤتمر عظيم فى كامبريدج بإنجلترا فى عام ١٩٠٩ لمناقشة ما تم اكتشافه وقتها من أدلة علمية تدعم نظرية داروين وتؤكد صحتها، وهو ما دفع بهؤلاء العلماء -وكثير منهم كان يعارض داروين بشدة من قبل- للاحتفال بذكراه، رغبة منهم فى الاعتذار عما لقيه من حرب شرسة، ومن تسخيف لأفكاره الثورية!

وفى الخمسينات من القرن الماضى، وبعد الاكتشافات الحديثة فى علوم الوراثة، تم تأكيد معظم ما قاله داروين وإثباته معملياً، مما دفع بالمجتمع العلمى للاحتفاء به فى مؤتمر آخر أقيم فى جامعة شيكاغو عام ١٩٥٨، ثم بدأت الجامعات والهيئات العلمية فى الولايات المتحدة وكندا وباقى دول العالم المتحضّر تحتفل تدريجياً بيوم داروين كل عام، حتى أعلن فى عام ١٩٩٧ عن اعتبار يوم ميلاد داروين من كل عام يوماً لتخليد ذكرى هذا العالم العظيم!

اليوم اختلفت نظرية النشوء والارتقاء وتشعّبت كثيراً عما أتى به داروين، وتم سد الثغرات وتصحيح بعض الملتبسات بالنسبة لبعض التفاصيل، لكن الإطار العام الذى أتى به داروين ما زال سليماً، بل وتم تأكيده بما لا يدع مجالاً للشك بعد فك الشفرات الوراثية للكائنات الحية بالكامل وإدراكنا أننا جميعاً من بشر وحيوان ونبات وبكتيريا، بل وفيروس نتشارك فى الشفرات الوراثية نفسها، التى بنت الحياة، وأدت إلى تطورها وتعقّدها، وبعدما أصبح تطور جين ما أو صفة وراثية ما إلى جين آخر أو صفة وراثية أخرى ليس فقط عملية معروفة بدقة، بل أيضاً قابلة للتحكم صناعياً من قبل البشر، مما يجعل من إنكار التطور ليس أكثر من إعلان عن الجهل والإفراط فى البلاهة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم «داروين» يوم «داروين»



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen