بقلم: محمد أمين
الأرقام التى أعلنها رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، عن عدد زوار معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام، أرقام كبيرة ومحترمة بكل المقاييس، فقد اقتربت من كسر حاجز الثلاثة ملايين زائر.. وهى الأعلى والأهم فى تاريخ معرض الكتاب حتى الآن.. ولكن السؤال: كيف يمكن أن نترجم هذه الحالة على أرض الواقع؟.. كيف نخلق ثقافة التنوع والاختلاف التى كانت شعار الدورة الأخيرة من المعرض؟.. كيف نربى النشء على احترام حق الآخر؟.. كيف تصبح هذه الطاقة الكبرى طاقة إنتاج ومعرفة فنعلّم النشء ثقافة بيئية تحافظ على جمال مصر؟!
القصة ليست أن تشترى كتاباً أو تقرأ كتاباً والسلام.. القصة أن تستفيد بما فيه من معرفة فى تطوير حياتك وسلوكياتك لتكون إنساناً متحضراً، يخاف على وطنه ويحمى مقدساته ويحافظ على المال العام.. هذه هى الثقافة.. وقد كنت أنتظر وجود برامج تليفزيونية تواكب المعرض تناقش الكتب وتجلس مع مؤلفها وتشرح للناس مضمونها والهدف منها، حتى نصبح إزاء موسم ثقافى لتثقيف المجتمع فى شتى المجالات!
المعركة الأهم التى نخوضها الآن هى معركة الوعى، فى مواجهة استهداف مصر بالزيف والتضليل.. نريد رفع معدل الثقافة والوعى معرفياً وصحياً وبيئياً وكل شىء.. فليست عندنا ثقافة صحية ولا ثقافة بيئية.. وعندنا وزارات ثقافة وصحة وبيئة.. ولو أنها تعاونت معاً فسنخرج بحملات تثقيفية على أعلى مستوى.. خاصة إذا انضم الإعلام لهذه المنظومة، ستكون أهم حملات توعية تمت على أرض مصر!
معرض الكتاب ليس مجرد موسم ثقافى ينتهى بانتهاء أيام المعرض.. ولذلك أود أن أشير إلى شخصية المعرض هذا العام، كانت شخصية الكاتب العظيم جمال حمدان صاحب شخصية مصر.. وأتمنى أن يكون الشباب قد تعلموا شيئاً من الكتاب أو صاحبه.. نريد أن تكون شخصية مصر شخصية جادة ومتعلمة ومستنيرة.. وليست أن المصرى ابن نكتة!
وأظن أننا ينبغى أن نقدم شخصية جديدة للمستقبل.. مواصفاتها العلم والكبرياء الوطنى والعناد.. فما يقدمه الأبطال كل يوم فى ميادين القتال يُثبت أن مصر عنيدة وعصية على أعدائها.. فلم تستسلم أبداً رغم أنها مستهدفة من دول وأجهزة مخابرات.. فقد ضرب أولادها المثل على الاستبسال والعناد لحماية الشرف والأرض.. لم يسلموا سلاحهم تحت أى ظرف، ولم يتركوا مواقعهم.. هذه هى مصر التى يجب أن نقدمها للجيل الجديد، فقد قلت ومازلت أقول إن القراءة لم تتراجع عبر كل الوسائط، وإن تراجعت المطبوعات فقط.. فهذه هى لغة العصر، ويمكن أن نستخدم كل الطرق لزيادة الوعى والثقافة فى كل نواحى الحياة.
أرسل تعليقك