آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قنابل الرئيس التونسي واستبدال الوطية بقاعدة رماده

اليمن اليوم-

قنابل الرئيس التونسي واستبدال الوطية بقاعدة رماده

علي شندب
بقلم : علي شندب

رغم أن اغتيال هشام الهاشمي لم يكن حدثا مفاجئا، فقد كان أشبه بالزلزال الذي أصاب العراق والمنطقة برمتها. فأسرار وتهديدات ما قبل الاغتيال وبعده كشفتها مراسلاته مع أصدقائه وزملائه المقربين.
فقد كشفت دراسات الهاشمي حول ميليشيات الحشد الشعبي وتشكيلاته وتكويناته وتدريباته ومصادر تمويله وهيكلياته القيادية العليا والوسطية، كشفت عن صراع بين ما بات يعرف بميليشات "الحشد الولائي"، أي الحشد الموالي لمرشد ايران علي خامنئي، و "الحشد المرجعي" أي الموالي لمرجع النجف علي السيستاني. وان القدم العليا في السيطرة والتحكم والقرار هي لميليشيات الحشد الولائي الذي يحاول بلع وقضم الحشد المرجعي.
الحشد الولائي، تلك الميليشيات التي تكوّنت نواتها الأولى في إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية ودخلت العراق مع دبابات الاحتلال الأميركي عام 2003، واستكمل بنيانها بعد سقوط بغداد الحرس الثوري الإيراني، لتأخذ وضعها الحالي بفعل لمسات ورعاية جنرال ايران القوي الذي قتلته القوات الأميركية قرب مطار بغداد قاسم سليماني وتتبع مباشرة لمرشد ايران خامنئي.
الحشد المرجعي، تلك الميليشيات التي استند تأسيسها على فتوى السيستاني بعد تمدد تنظيم الدولة الإسلامية داعش في عدة محافظات عراقية، ثم تمأسست وفق قانون يخضعها نظريا لسلطة الحكومة.
إنها الميليشيات التي وضعها الهاشمي تحت مبضع التشريح التنظيمي والعقائدي والعلمي والعملي، فهي الميليشيات المتصلة والمتداخلة مع الدولة العراقية تمويلا ونفوذا وإدارة للسلطة والنفوذ من جهة، والمنفصلة عن الدولة تسليحا وقيادة وعمليات أمنية وعسكرية وصاروخية من جهة أخرى.
اغتيال الهاشمي أشبه بنصف اغتيال لرفيق الحريري دون رفاقه، وهو بدون شك نصف اغتيال فعلي لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، الذي سبق أن تلقى كما الهاشمي تهديدات بالقتل تهدف لدفعه الى تعديل سلوكه، والاقلاع عن تنفيذ خطته الأساس القائمة على حصر السلاح بيد الدولة.
إنّه السلاح الذي تمتلكه أذرعة ايران في العراق وغيره. وهو السلاح الذي يشكل حجر عثرة تحول دون قيام الدولة في كل مكان وجد فيه هذا السلاح. وهو السلاح الذي قال حسن نصرالله لمن يخيره بين الجوع والسلاح.. "لن نجوع وسيبقى سلاحنا بأيدينا، وبسلاحنا سنقتلك، سنقتلك، سنقتلك".
اذن، "سنقتلك" هي الشيفرة غير السرية التي أطلقها نصرالله ضد كل من يفكر بنزع السلاح، وهي الشيفرة التي سبق لنظراء نصرالله في العراق أن أشهروها بوجه الكاظمي عندما داهم "جهاز مكافحة الإرهاب" مقرا لكتائب حزب الله العراقي في بغداد.. وبقية القصة معروفة.
لكن اغتيال الهاشمي غاب عن خطاب نصرالله الثلاثاء الماضي، تماما كما غاب قانون قيصر حول سوريا، لكن دون أن يغيب العراق الذي حضر من باب توجهات نصرالله وتوجيهاته نحو الشرق لمقاومة حرب الجوع والافقار الذي تشنه الولايات المتحدة الأميركية.
ومن يتابع أحاديث نصرالله وخصوصا خطابه الأخير، يجد أن الرجل خصّص نحو نصف حديثه، الذي لم يعد فصل الخطاب، ليوضح ولبيئته الحزبلّاهية الضيقة التي أخذت تصاب ببعض الاضطرابات في فهم وتفسير كلامه غير المشفر. ما اضطر نصرالله الى الاسترسال في توضيح وشرح مقاصده من خطابه الذي سبق وتحديدا حول التوجه شرقا، ليردد عبارات غير مبهمة وفاقدة للسحر والابهار، أن التوجه شرقا لا يعني عدم التوجه غربا، وليعلن في تراجع محسوس عن الترحيب بأي تعاون أو مساعدة حتى ولو كانت من الشيطان الأكبر، فيما كانت بعض بيئته يتوقع منه إشهار سلاح مقاطعة البضائع والمنتجات الأميركية.
إنه الشيطان الذي أبرم معه نصرالله صفقة الافراج عن جزارالخيام عامر الفاخوري مقابل افراج الإدارة الاميركية عن رجل الاعمال قاسم تاج الدين والمتهم بتمويل حزب الله.
وهو الشيطان الذي خصّص نصرالله جزءا من حديثه للتعليق على سلوك السفيرة الأميركية في بيروت بكل لياقة واحترام ومطالبا إياها بضرورة احترام سيادة لبنان. وفي سياق التعليق على السفيرة الأميركية خصّ نصرالله بتقدير القاضي محمد مازح الذي سبق استقالته من القضاء أن أصدر قرارا يلزم وسائل الاعلام بعد استصراح السفيرة او نقل تصريحاتها.
لكن وللمفارقة البالغة، أن قناة المنار وغيرها من إعلام نصرالله رموا قبل غيرهم من الوسائل الاعلامية قرار القاضي مازح في سلة المهملات، وكانوا في مقدمة ناقلي تصريحات السفيرة الأميركية بعيد خروجها من اجتماع "طي الصفحة" مع وزير الخارجية اللبناني.
انها السفيرة الأميركية التي جالت رفقة قائد الأساطيل والبوارج الأميركية في المنطقة الجنرال ماكينزي على الرئاسات الثلاث. لكن اللقاء الأهم الذي عقده ماكينزي كان مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون الذي لم تعد وجبات جنوده تتضمن اللحوم بخلاف مقاتلي حزب الله.
انها الجولة التي مزجت بين القوة  الدبلوماسية الناعمة والقوة الحربية الخشنة، وهي الجولة التي لن يمر وقت طويل لفك حبكاتها غير الدبلوماسية.
زيارة ماكينزي لبيروت استقبلها حزب الله باعتصام قرب مطار بيروت شارك فيه بعض اليساريين، لكنه الاعتصام الذي لم يتمكن من اعتراض خروج الفاخوري من لبنان.
وفي مقاربة منزوعة السياق هدف منها زعيم حزب الله الى إحراج المدافعين عن "حرية الاعلام"، سأل نصرالله "ماذا عن السيادة، وهل ينفك الأمرين عن بعضهما البعض؟ التخلي عن السيادة هو عبودية". ربما فات نصرالله أن غالبية اللبنانيين يعتقدون أن السيادة استشهدت معه خلال غزواته الخارجية، التي تمت وتتم بدون موافقة الدولة اللبنانية او التنسيق معها او حتى بعلمها. إنها الغزوات الحزبلّاهيّة التي يعتقد أيضا غالبية اللبنانيين أنها السبب ما قبل الأول فيما يصيب لبنان من حصار وإفقار وجوع. إنه الجوع الذي تسبّب به أيضا تحالف ميليشيا المال والسلطة والسلاح الذي رعاه ويرعاه نصرالله بوصفه يؤمن مصلحة الحزب العليا. إنها المصلحة التي أبدعت انتاج معادلة "غطوا على سلاحنا نغطي على فسادكم"، والتي نفذت على الوجه الأكمل.
إنه الجوع الذي استفاق نصرالله لأجل مواجهته على ضرورة تفعيل الزراعة والصناعة، علما أن هاتين الوزارتين هما من حصته وشريكه في الثنائي نبيه بري، تماما كما حصة شريكه في "تفاهم مار مخايل" هي الطاقة؛ الطاقة التي استجلبت على لبنان بدل التيار الكهربائي الحر، الانهيار المالي والاقتصادي المر.
وهو الجوع الذي لأجل مواجهته أيضا دعا نصر الله اللبنانيين بوصفه يملك من فائض قوة السلاح الذي اغتيل بشقيقه هشام الهاشمي، ما يمكنه من مخاطبتهم وتوجيههم والطلب اليهم المباشرة منذ أمس ما قبل الأول بالزراعة وفي كل مكان.
ربما فات نصرالله أن يسأل نفسه، كيف تحول من راسم معادلات المنطقة الى زارع شرفات الضاحية.
Shima
اراء وتحليلات
Shima
قنابل الرئيس التونسي
واستبدال الوطية بقاعدة رماده
بقلم : علي شندب
بدت المواقف التي أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال اجتماع "المجلس الأعلى للجيوش والقيادات الأمنية" الخميس الماضي، أشبه بقنابل غير صوتية وغير دخانية. إنها القنابل التحذيرية وغير منزوعة الصواعق التي ألقاها قيس سعيد عبر التلفزة التونسية وتناقلها الاعلام الدولي.
قنبلة سعيد التمهيدية الأولى كانت "أن تونس تعيش ظرفا دقيقا قد يكون من أخطر اللحظات التي تعيشها البلاد".
قنبلة سعيد الثانية فكانت بكشفهاللافت عمّن يسعى لتقويض الدولة وقوله "أن هناك من يسعى إلى تفجير الدولة من الداخل عبر ضرب كل مؤسساتها وتغييب سلطتها في عدد من المناطق بعد ضربها وتفكيكها.. وأن الخطر لا يتهدد البلاد من الخارج بقدر ما يتهددها من الداخل".
قنبلة الرئيس التونسي الثالثة أفصحت عن أبرز المخاطر التي تهدد تونس وهي "محاولة إقحام المؤسّسة العسكرية والأمنية في الصراعات السياسية، عبر محاولة استدراج المؤسّسة العسكرية من أجل الدخول معها في مواجهة".
قنبلة سعيد الرابعة عرّتأهداف القنابل السابقة وهي "إشعال فتيل الفتنة في تونس".
إذن، أربعة قنابل مدوية تلك التي فجّرها قيس سعيد في الاجتماع الاستثنائي للقادة العسكريين والأمنيين. إنها القنابل التي تحوي جعبة قيس سعيد الكثير منها، لكن يبدو أن الرجل ارتأى عدم الإفصاح عمّا في كل جعبته وأدا للفتنة، واتساقا مع ما يسمح به الموقف وفق تقديرات قادة الجيوش والأجهزة الأمنية.
قنابل سعيد، أتت بعد أحداث عنيفة طالت مدينتي رماده وتطاوين جنوبي تونس، والتي تداخلت فيها تظاهرات غاضبة بسبب البطالة والوضع الاقتصادي مع تصدي الجيش التونسيلرتل من اربع سيارات دفع رباعي "مشبوهة" تقل مسلحين قادمين من ليبيا أرادوا الدخول الى تونس عبر معبر وازن الحدودي، فتعاملت معهم قوات الجيش التونسي تدرجيا بالرصاص التحذيري وصولا الى التصويب على عجلات الرتل الرباعي ما دفعه الى العودة باتجاه ليبيا، ما أدىلمصرع أحد "المهربين" على يد الجيش التونسي في المنطقة العسكرية العازلة.
وزارة الدفاع التونسية شدّدت في بيان لها على "أن وحدات الجيش ستبقى جاهزة بكل الوسائل القانونية المتاحة للتصدي لكل محاولات المس بسلامة تراب البلاد وأمنها القومي عبر التصدي للأعمال غير المشروعة كالتهريب والأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة".
مواقف الرئيس التونسي معطوفة على بيان وزارة الدفاع، تفصح عن ملامح المشهد الذي تعيشه تونس. إنها الملامح التي رسمت حكومة قطر معالمها الأولى عام 2011، عندما حوّلت تونس الى قنطرة لإدخال السلاح والمسلحين وكل صنوف العتاد الحربي دعما للميليشيات المسلحة التي شكّلت القوة البرية لعدوان الناتو على ليبيا.
فمن يستعيد حقبة 2011 المعروفة تفاصيلها غير السرية للمتابعين اللصيقين فضلا عن أهالي وأبناء جنوبي تونس، يستذكر وبالتفصيل كيف حضرت البواخرالقطرية الى ميناء جرجيس البحري محملة بالمعدات والأسلحة والمسلحين، ويستذكر أيضا اسطول طائرات الشحن القطرية وغير القطرية التي كانت تحط في مطار جربة، (تلك الجزيرة التي تعتبر أحد أهم رموز السياحة التونسية). كما يستذكر أيضا كيف استخدم مطار رمادة من قبل الطيران الفرنسي والقطري وغيرهما لتنفيذ الغارات على مواقع الجيش الليبي غربي ليبيا. كما يستذكر بوضوح الخدمات اللوجستية التي وفرتها حركة النهضة لأساطيل العدوان وحشود المسلحين من مساكن وبيوت وفنادق ومشافي ومصحات وسيارات نقل وخدمات متنوعة بوصفهم أبناء المنطقة العارفين بدهاليزها ومنعرجاتها فضلا عن طرقها ومسالكها غير الشرعية المستخدمة من مهربي البضائع، وقد تحولتمسالك وأساليب المهربين إياها، طرقا لإدخال السلاح الى ليبيا.
الأهم في كل ما جرى عام 2011 أنه كان يتم عبر تكامل ثلاث قنوات: الأولى قناة رئيس الوزراء الباجي قايد السبسي، الثانية عبر قناة رئيس اركان الجيش التونسي الجنرال رشيد عمّار، الثالثة عبر قناة حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي الذي لعب دور السمسار في تمكين قطر من السبسي والجنرال عمّار واستطرادا من تونس.
إنهم الثلاثي الذي حوّل تونس الى قنطرة قطرية. حيث لعبت قطر دور متعهدة العدوان على ليبيا. إنها قطر التي اُطلقت يدها في جنوبي تونس، فبنت فيه شبكة علاقات يتداخل فيها الولاء الاخواني مع الدولار الأميركي واليورو الأوروبي. إنها الشبكة التي لم تهملها قطر، لكنها جيّرتها لصالح حامي حماها اردوغان تركيا والاخوان.
ربما كان ضلعي الثلاثي الباجي السبسي ورشيد عمّار، يعتقدان أن تحويل تونس الى قنطرة باتجاه ليبيا لا يضر بمصالح تونس ولا بأمنها. بل بالعكس من ذلك، إنه يدرالكثير من الأموال الخضراء الى جيوبهم كما الى بطون جائعة في تطاوين ورماده وبقية الشريط الحدودي التونسي مع ليبيا، وهما لذلك ربما لم يشعرا بأي غضاضة. حتى أن السبسي الراحل، وبعدما تبوّأ كرسي تونس لم يتراجع أو يعتذر عمّا تسببت به فعلته بليبيا، ربما لقناعته الموهومة أيضا أن "القنطرة" تسير باتجاه واحد، وليس باتجاهات متعددة.
ثمة قناعة لدى أوساط كثيرة بينها بعض تلك التي حقنت بإبرة الثورات المسمومة، أن إسقاط نظام القذافي كان يتطلب بالضرورة إسقاط نظامي بن علي في تونس، ومبارك في مصر. إنه الإسقاط الذي أضعف أجهزة الدولتين مركزيا وخصوصا في شرائطهما الحدودية.
 إنها الشرائط التي مهّدت لإسقاط الدولة الليبية، ووفق فقه ثورات الربيع، فإن هزّ الشرائط الحدودية لمطلق دولة هو المقدمة الضرورية لإسقاط الدولة في مطلقدولة، إنها للمناسبة ثورات الشرائط في كل بلد أصيب بحقنة الثورة.
الذي قادنا لما تقدم، هو أن قنابل قيس سعيد حول الخطر الذي يتهدّد تونس ويمهّد للفتنة فيها،والذييستهدف الجيش التونسي والدولة التونسية حقيقي جدا. فما هي الأبعاد الاستراتيجية لكلام قيس سعيد، وما الذي يجعل تونس مهدّدة، وهل تونس وحدها المهدّدة أم أن التهديد يشمل الجزائر أيضا بوصفها هدف الثورات المسمومة منذ ما قبل العشرية السوداء؟.
إنها الأسئلة المعلنة، لكنها ليست كل الأسئلة التي لم يفجّر قيس سعيد كل صواعقها بعد. فبداية الحكاية انطلقت من تهنئة رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج بتحرير قاعدة الوطية.إنها التهنئة التي أفصحت عن أدوار غير خفية لعبها ويلعبهاغنوشيوالنهضة في ليبيا وعبرها،والذين يعتبرون أنفسهم شركاء في "النصر" بالسيطرة على قاعدة الوطية الاستراتيجية.
كما إنها التهنئة التي أطلقت سجالا عنيفا داخل الوسط السياسي والشعبي التونسي، سواء داخل البرلمان، أو عبر تصريحات مناقضة أطلقها قيس سعيد الذي وصل معه حد التباين عن مواقف الغنوشي الى درجة الطعن بشرعية حكومة الوفاق من باريس، وأيضا مبادرته لإطلاق حوار بين القبائل الليبية يمهّد لشرعية جديدة منبثقة عن مشروعية شعبية تمتلكها القبائل، انها المواقف المتطابقة مع مواقف نظيره الجزائري عبدالمجيد تبّون الذي اعتبر أن حكومة الوفاق تجاوزتها الأحداث،وكم كان لافتا إشارة تبّونالى دور القبائل الليبية التي أخذت تسلح نفسها.إنهما الموقفان المتطابقان بدورهما مع موقف مصر ورئيسهاعبدالفتاح السيسي.
لكن الذي أعاد قلب الأوضاع رأسا على عقب، هو الضربة الجوية التي دمرت منظومات الدفاع الجوي والتشويش الالكتروني الراداري التركية في قاعدة الوطيةالتي سبق أن احتفل الغنوشي بالسيطرة عليها. إنها الضربة التييبدو أنها قد حيّدت الوطية عن الفعل والفاعلية الاستراتيجيتين. إنه التحييد الذي دفع أنقرة للإعلان عن مناورة بحرية ضخمة، وهو الإعلان الذي دفع مصر لاستباق المناورة التركية بمناورة "حسم 2020" الاستراتيجة والتي لم يتمكن جنرالات اردوغان تركيا ووزير دفاعه خلوصي اكار من فك كامل شيفرتها بعد.
ما تقدّم خصوصا حول قاعدة الوطية، على علاقة رمزية وثيقة برتل السيارات الرباعية الليبية المشبوهة الذي حاول اختراق الحدود التونسية، وأيضا بالتطورات العنيفة في مدينتي رماده وتطاوين التونسيتين المحاذيتين للشريط الحدودي مع ليبيا.
إنه الشريط الحدودي الذي تستدعي المخططات التركية القطرية الغنوشية هزّه وإحداث الفوضى على ضفته التونسية لأن الضفة الليبية مهتّزة أصلا، مع ما لهذا الاهتزاز من تداعيات خطيرة تتمثّل بخروج هذا الشريط التونسي عن السيطرة. سيما وأن ما جرى عام 2011 يعتبر بمثابة "بروفة" لما يرجح أن يجري في قادم الأيام.
إنه الشريط الذي سيهتز بالضرورةإذا ما ثبت أن تحييد قاعدة الوطية بات نهائيا. إنه التحييد الذي يقضي بسيطرة الفوضى التركية القطرية الغنوشية على مدن الشريط التونسي وخصوصا "قاعدة رماده الجوية"بهدف استخدامها كبديل عن قاعدة الوطية تماما كما جرى في عام 2011.
إنها الفوضى التي لأجل إشعالها، وبحسب ما صرّح به لـ "إرم نيوز" ضابط الامن الليبي في مصراتة محمود الهواري "استقدمت تركيا من شمالي سوريا نحو 1400 مقاتل تونسي متشدد، نقلوا على متن طائرات مدنية ليبية وأخرى تركية الى مطار مصراتة ومنه توزعواعلىعدة مناطق غربي ليبيا هي صبراتة، تليل، الوطية، ذهيبة، وراس اجدير"المحاذية للحدود التونسية،كما تحدث الهواري عن "تسريبات من وسط هذه الجماعات تفيد بأن هناك نية لنقلهم إلى تونس عبر مسالك صحراوية وتحديدا لمناطق الجنوب التونسي".
إنها المناطق التي ارتفعت سخونتها الأمنية هذه الأيام، وهي المناطق التي تبدأ من راس اجدير وتنتهي عند مدينة غدامس الليبية،ويبلغ طول شريطها الحدودي مع ليبيا نحو 450 كلم، ومن مدينة اغدامس الليبية تستكمل الحدود مع الجزائر بطول يبلغ نحو الف كلم.
انها الحدود الليبية التونسية الجزائرية، التي ستتسرب عبرها الفوضى الأمنية الهادفة لتقويض الدولة في الجزائر قبل تونس، الا إذا استدرك الأمر بموقف حاسم من الجزائر قبل تونس أيضا وقبل فوات الأوان

*علي شندب محلّل سياسي لبناني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قنابل الرئيس التونسي واستبدال الوطية بقاعدة رماده قنابل الرئيس التونسي واستبدال الوطية بقاعدة رماده



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen