بقلم : أسامة الرنتيسي
ليس مفهوما لم تريد المخابرات الأمريكية، أن يبقى اسم أسامة بن لادن حاضرا وجاذبا للإعلام والسياسيين برغم مضي أكثر من سبع سنوات على التخلص منه بعد مهاجمة مقر إقامته بمدينة بوت آباد في باكستان عام 2011.
آخر ما كشفت عنه المخابرات الأميركية أن مكتبة ابن لادن كانت تضم كتبا لمفكرين سياسيين، وكان كاتبه المفضل الكاتب الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي.
شخصيا؛ بتواضع؛ قد احترم ابن لادن لأنه لانه يمتلك مكتبة ويقرأ لكاتب كبير ومفكر مهم مثل تشومسكي، فما مصلحة المخابرات الأمريكية في تحسين صورته في أذهان الناس.
قبل سنوات، وبفضل مشاهد سخيفة لا ترقى في العرف الفني لأن تسمى فيلما، عاد أسامة بن لادن ليحتل مكانا مرموقا في أرقى ضواحي عمان (عبدون)، وهتف له المحتجون من أمام السفارة الأمريكية على الفيلم الذي أساء للرسول، “اسمع اسمع يا أوباما أمتنا كلها أسامة”.
بعد أن تخلصنا من إطلالات ابن لادن الكثيرة، خاصة في المناسبات التي تحددها الإدارات الأمريكية، استلم الدفة بعهد خليفته في التنظيم والزعامة أيمن الظواهري حيث يقوم بالمهمات نفسها.
هل تذكرون إطلالة لابن لادن قبل الانتخابات الأمريكية، عندما طالب “بمقاطعة الدولار الأمريكي لتحرير البشرية من الرقّ “، وتدخّل بشؤون البيئة وحمّل جميع الدول الصناعية، ولا سيما الكبرى، مسؤولية أزمة الاحتباس الحراري” وندد بإدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لعدم توقيعها بروتوكول كيوتو الخاص بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري”. يومها اشتغل ابن لادن مفتاحا انتخابيا لحملة أوباما التي هزم فيها جورج بوش.
برغم انقضاء 17 عاما على تفجيرات سبتمبر فلا تزال “غزوة نيويورك ” كما يسميها تنظيم القاعدة حبلى بالمفاجآت والتحليلات، خاصة التي تؤمن بعقلية المؤامرة، ولا تزال السيناريوهات تخرج علينا بين الفينة والأخرى، تحلل ما جرى، وترسم خطوطا لجهات مستفيدة من التغيير الذي أصاب العالم بعد 11 سبتمبر.
أغرب هذه التحليلات تبرئة تنظيم القاعدة من هذه الهجمات، برغم أن قائد التنظيم الذي بقي منزويا من يومها بين صخور أفغانستان وباكستان، خرج إلى الملأ معلنا الانتصار الكبير وبالأسماء المشاركة.
ستبقى الأسئلة معلقة في رقبة الزمن، وستبقى طلات أسامة بن لادن التي حرمنا منها، وطلات خليفته في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الكثيرة، خبرا تتناقله الفضائيات، ومحاولة إثبات أن القاعدة لم تغب عن المشهد.
ولكن؛ ما هو الفيلم الجديد الذي ينتظرنا بعد محاولة تحسين صورة زعيم القاعدة أسامة بن لادن؟.
الدايم الله……
أرسل تعليقك