آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قذف الأحذية في وجه السفير القطري سلوك معيب

اليمن اليوم-

قذف الأحذية في وجه السفير القطري سلوك معيب

بقلم - أسامة الرنتيسي

مهما يكن حجم الخلاف مع السياسة القطرية في القضايا العربية عموما، وفي مد يدها الطويلة في المعدة الفلسطينية وإدامة الانقسام من خلال الدعم الذي تقدمه لحكومة وسلطة حماس في غزة، واحتضان قيادة حماس في الدوحة، إلا أن السلوك الذي تعرض له السفير القطري محمد العمادي في غزة وطرده بالأحذية من قبل عمال النظافة في مستشفى الشفاء الطبي وسط مدينة غزة عقب الانتهاء من مؤتمر صحافي له، للحديث عن المنحة القطرية للمستشفيات وتنصله من حقوق عمال النظافة، ليس مقبولا، ولا بطولة، بل سلوك معيب.

العمال الغاضبون من العمادي، وبعد أن رموه بالأحذية، مزقوا علم قطر، وصور الشيخ تميم ونزعوا شعارات المساعدات القطرية، وقد برروا فعلتهم بأن المساعدات القطرية غير حقيقية، وتهدف إلى تعزيز الانقسام الفلسطيني.

بين الفينة والأخرى، تقع حوادث قذف الأحذية على الزعماء والمسؤولين، وتتناقل وسائل الإعلام، هذه الأخبار والصور باهتمام شديد، وذلك منذ، اخترع الصحافي العراقي منتظر الزيدي، هذا السلوك الاحتجاجي في وجه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن.

نتذكر؛ محليا، عندما قام مواطن في جرش بالاحتجاج على عدم منحه فرصة الحديث قبالة رئيس الحكومة السابق الدكتور عبدالله، فقذف حذاءه باتجاه المنصة الرسمية، وكانت قبلها بأيام المرشحة الأمريكية هيلاري كلينتون تتلقى حذاء آخر من سيدة أمريكية.

لا أدري ما هي البطولة والشجاعة التي يقوم بهما كل من يفكر بهذا السلوك، وهل يتوّهم أنه يفعل شيئًا لا يستطيع أقرانه مجاراته فيه؟.

الاحتجاج فِعْل وفكرة حضارية بامتياز، وهو مطلوب عندما يشعر المرء ان ظلمًا وقع عليه، وفيه من الوسائل الحديثة والقديمة ما لا يُحصى ويُعد، لكن لا يوجد في الثقافات جميعها، ان الحذاء إحدى وسائل الاحتجاج.

كان بإمكان الصحافي، منتظر الزيدي على وجه التحديد، ان يستغل الفرصة التي جمعته مع الرئيس الذي يحتل بلاده، وتمارس قواته أبشع أنواع الاحتلال، ان يوجه سؤالا قاسيًا يضع الرئيس الأمريكي في موقف حرج من خلال الكشف عن ممارسات قواته في العراق، ويستفيد من النقل المتلفز للعالم، لكنه خسر كل هذا، كما خسرت مؤسسته الإعلامية التي لولاها لما تمكن من دخول مقر الرئيس الأمريكي، فرصة طرح سؤال باسمه واسمها، وهي على كل حال لم ترسله لقذف الحذاء بل للقيام بدوره كصحافي ومندوب لها.

إذا كان سلوك قذف الحذاء مَعيبا، وهو كذلك، فالمَعيب أكثر ما يحدث بعد ذلك، إذ تتناقل وسائل الإعلام “الحدث البطولي”، وتبحث للحصول على صور خاصة بها، لكن ما يقع بحجم الفاجعة عندما يتبارى سياسيون مراهقون، ونشطاء في العمل العام في زمن الغفلة، وأصحاب أموال جاءت بأفعال قبيحة، لعرض شراء الحذاء كنوع من التذكار لهذا الفعل المَعيب بكل أوجهه، حيث دُفعت ملايين الدولارات الوهمية لشراء حذاء الزيدي، وتبين في آخر الأمر أن كل ما أعلن عنه كان فقاعات هواء.

الدايم الله…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قذف الأحذية في وجه السفير القطري سلوك معيب قذف الأحذية في وجه السفير القطري سلوك معيب



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen