آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

إدلب في انتظار المجزرة الكبرى

اليمن اليوم-

إدلب في انتظار المجزرة الكبرى

بقلم - عبد الرحمن الراشد

المسلحون في محافظة إدلب ومحيطها يشحذون سكاكينهم وينظفون بنادقهم استعداداً للمعركة الكبرى، وربما الأخيرة في الحرب السورية. ثماني بوارج بحرية روسية مزودة بالصواريخ، وعشرات الآلاف من قوات النظام السوري، وميليشيات إيران متعددة الجنسية.

وعلى الجانب الآخر ما يسمى بـ«هيئة تحرير الشام»، وتضم «جبهة النصرة» و«جيش خالد بن الوليد» و«جند الشريعة» و«سرايا الساحل» و«جيش الملاحم»، وهي جميعاً تنظيمات إرهابية، وفكرياً امتداد لتنظيم «القاعدة»، ومعظم قادتها ليسوا سوريين، مثل أبو ماريا الجبوري القحطاني وأبو اليقظان المصري والفرغلي.والفريقان المتقاتلان في إدلب، النظام والميليشيات الإيرانية، و«هيئة تحرير الشام» هم من نشر الدمار والقتل المجاني في سوريا خلال سبع سنوات.

وكانا يتحاشيان الاقتتال المباشر في السابق على اعتبار أن كل فريق يحتاج إلى الآخر في هذه الحرب، فقد منح الإرهابيون الشرعية للنظام السوري، وحسّنوا صورته. كما أن النظام بارتكابه المجازر ضد المدنيين وقتل وتهجير ملايين المدنيين، وغالباً تحت غطاء طائفي، منح الإرهابيين الدعاية والحافز لتجنيد المقاتلين من أنحاء العالم للمشاركة في حرب طائفية بشعة.

وكانت معظم المعارك الماضية من الجانبين في السابق استهدفت «الجيش الحر»، الذي لم يكن يضم بين صفوفه أجانب، ولم تكن شعاراته جهادية دينية، وكان يمثل الخطر الحقيقي على النظام؛ كونه البديل الوطني المدعوم من دول المنطقة والغرب.

إدلب صارت ملجأ الإرهابيين الهاربين من الشرق والجنوب باتجاه الحدود التركية، حيث تقع محافظة إدلب. وتركيا أغلقت الحدود في وجههم وحشدت قواتها لمواجهة المتسللين أو الهاربين. صارت إدلب مهددة بأسوأ مصير لها نتيجة الاحتشاد العسكري الضخم، وزاد المخاوف تحذيرات الروس من هجمات بالسلاح الكيماوي والذي قوبل بالتشكيك في دوافع التحذير، وأن الروس والنظام السوري هم من يحضّر لمثل هذه الجريمة على اعتبار أنه سبق لهم ارتكابها مرات من قبل.

في هذا الوضع المخيف يعيش أكثر من ثلاثة ملايين في المحافظة نصفهم ليسوا من أهلها لجأوا إليها هرباً، إما من هجمات الميليشيات الإيرانية أو من تنظيمات «داعش» ومثيلاتها. والأهالي ممنوعون من الخروج من المدن والبلدات، حيث يتم استخدامهم دروعاً ورهائن ضد الهجمات العسكرية المكثفة.

لهذا؛ إن نشبت الحرب في إدلب خلال الأيام القليلة المقبلة كما يتوعد الإيرانيون وقادة النظام السوري والقادة العسكريون الروس؛ فإننا قد نشهد أكبر مجزرة في تاريخ الحرب السورية. وهذا ما جعل الممثل والوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا يقول إنه سيكون من المحزن أن تختتم الحرب بمأساة ضخمة كالتي يخشى أن تقع في إدلب.لكن المؤسف والمستغرب من الوسيط الدولي، أنه يطلق تصريحات تبريرية وتحريضية عندما زعم أن في إدلب عشرة آلاف إرهابي، نعم هناك عدد كبير من مقاتلي تنظيم «هيئة تحرير الشام» الإرهابي، لكن الرقم مبالَغ فيه كثيراً، إلا إذا كان لديه معلومات دقيقة ومفصلة، وهنا عليه أن يقدمها لوسائل الإعلام. وكذلك عندما قال إنه يخشى أن يقوم «الطرفان» باستخدام السلاح الكيماوي، احتفى الروس والنظام السوري بتصريحه، مدعين استعدادات الإرهابيين لتنفيذ هجمات كيماوية. إذا كان دي ميستورا يملك معلومات عنها عليه أن يقدمها للملأ بدلاً من التصريحات العامة التي تفرش الأرضية لجرائم مقبلة. 

سمعنا من قبل ادعاءات النظام السوري أن الإرهابيين هم من استخدم غاز الكلور، وغيره من الأسلحة المحرمة، إنما كل الأدلة القاطعة أثبتت أنها استخدمت من طرف النظام فقط. وهذا لا يعني تبرئة «هيئة تحرير الشام» من ارتكاب الجرائم البشعة ضد المدنيين، لكن لم يعرف أنها تملك أو تستخدم هذا النوع من السلاح، على الأقل في الهجمات الموثقة السابقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدلب في انتظار المجزرة الكبرى إدلب في انتظار المجزرة الكبرى



GMT 04:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل أميركا في سوريا

GMT 04:58 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عيون وآذان (أهم أخبار إدارة ترامب)

GMT 04:52 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

إنصافا للدبلوماسية المصرية

GMT 04:38 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف قبلي!!

GMT 04:36 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

خفض الأسعار والتضخم
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 15:05 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطيب يعلن نيته تحصين الأهلي من سيطرة رجال الأعمال

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 19:02 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

النني .. مدفعجي أرسنال الجديد

GMT 19:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

اخبار جيدة ورابحة في هذا الشهر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen