آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

من من المسلمين ضد ترامب؟

اليمن اليوم-

من من المسلمين ضد ترامب

عبد الرحمن الراشد
بقلم : عبد الرحمن الراشد

أعلنت القوى المتطرفة في منطقتنا حربها على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، حتى قبل أن يدخل ً البيت الأبيض، تحت دعوى أنه يحمل مشروعا بمحاربة الإسلام والمسلمين. وهي تحاول أن تحرض نحو مليار مسلم في أنحاء العالم ضد الإدارة الجديدة، وضد الولايات المتحدة. التي تقوم بهذه الوظيفة هي المنابر الدينية، والإعلام المحسوب على التنظيمات الإسلامية المتطرفة، بما فيها جماعة «الإخوان المسلمين»، وكذلك النظام الإيراني.

هل، بالفعل، الرئيس المنتخب ترمب معاد ً  للمسلمين عموم ً ا؟ وهل وزراؤه حقا لهم مواقف عدائية ضد الإسلام كدين؟

منذ أن أذيعت اختيارات الرئيس الأميركي للحقائب الوزارية المهمة، بدأت حملة في منطقتنا تعتمد أشرطة ً فيديو ومقالات تنسبها لوزراء ترمب الجدد، معلنة أن في واشنطن استعدادا لشن الحرب على مليار مسلم.

الجنرال جيمس ماتيس وزير الدفاع بالفعل عنده عداء معلن وصريح، لكنه ضد تنظيمات إرهابية مثل «القاعدة» ً ، وعنده موقف أيضا صريح ضد ما تفعله إيران في العراق وسوريا ولبنان. الجنرال مايكل فلن، مستشار الأمن القومي، له هو الآخر، خطب عنيفة ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة، وهي التي انتشرت في منطقتنا للتدليل على أنه يعادي الإسلام والمسلمين. في الحقيقة ما قاله الجنرال فلن هو ما نردده بأنفسنا، ّ بأنه يوجد فيروس خطير داخل المجتمع الإسلامي اسمه التطرف، الذي قتل من المسلمين، وهددهم في كل مكان، أكثر مما أضر بالغرب وأتباع الديانات الأخرى. ألا يوجد هذا المرض الخطير في مجتمعات المسلمين في أنحاء العالم؟ بالتأكيد، موجود. انظروا ما حدث في تركيا وفي مصر خلال الأيام القليلة الماضية، وما
سبق أن حدث للسعودية والمغرب والأردن، من جرائم بشعة ارتكبتها هذه الجماعات المتطرفة نفسها التي يطالب فلن وماتيس بمواجهتها.

والوزير الثالث الذي اختاره ترمب ليدير أهم مؤسسة أمنية خارجية، الـ«سي آي إيه»، هو مايك بومبيو، له ّ نفس الآراء حول ضرورة مواجهة التطرف ويدرك الدور التخريبي لإيران في المنطقة والعالم.

ً إذا علمنا أن الغاضبين جدا من التعيينات الثلاثة هم إيران، و«القاعدة»، وكذلك الجماعات الإسلامية مثل «الإخوان المسلمين»، نستطيع أن نفهم أن المشكلة ليست في خيارات ترمب، بل في مشروعهم بمواجهة الإرهاب الذي ترعاه هذه الأطراف أو تستفيد منه. أما غالبية الدول الإسلامية فإنها تتفق مع طروحات هؤلاء الوزراء، ونظرتهم للأزمة التي تهدد العالم برمته. ً  فنحن كمسلمين، نخوض منذ عقد ونصف العقد، حربا ضد بعد تصريحاته.. بكين توجه أول تحذير لترامب أين اصطحب الجبير نظيره البريطاني في جولتهما بالرياض؟حلب بعد إيران معضلة الخطر مرحلة في والخليج الرياض

ّالتطرف والمتطرفين، فكرا وجماعات، ونريد من العالم أن يفرق بين المسلمين لا أن يجمعهم في سلة واحدة، أن يقف مع غالبية المسلمين المسالمة ضد الأقلية الشريرة. ومن مصلحتنا ردع أنظمة، مثل إيران، التي تدعم الجماعات الإرهابية، سنية كانت أو شيعية، وتتحالف معها، وتدخل في حروب إقليمية تحت شعارات كاذبة مثل الدفاع عن الإسلام أو الوقوف ضد الغرب.

من جهة أخرى، نتفهم أن هزيمة هيلاري كلينتون في الانتخابات أغضبت جماعة الإخوان المسلمين، وزادها ً غضبا استقبال الرئيس المنتخب ترمب للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نيويورك. وهي من هذا المنطلق تحاول تصوير إدارة ترمب بأنها عنصرية وعدوة للإسلام والمسلمين، وتريد بناء تكتل شعبي ضاغط لمواجهة الحكومة الأميركية الجديدة من أجل تخويفها وإجبارها على تعديل مواقفها، متمترسة وراء الإسلام والمسلمين. إنما عليها أن تدرك أننا لا نتفق معها، ولا تهمنا طموحاتها للسلطة، ولا نريد أن نقف في صفها. ّ  وفي الوقت نفسه نؤيد أي حكومة في العالم مستعدة للتحالف معنا ضد التطرف والإرهاب، لطالما كانت هذه رغبتنا حتى قبل أن يدخل ترمب الساحة. وعلى هذه الجماعات أن تدرك خطورة التحريض الإعلامي والسياسي والديني ضد ترمب والغرب لما ستتسبب فيه من موجات عنف جديدة تحت تبريرات كاذبة.

ً على مدى أربعين عاما قادت إيران الجماعات المتطرفة، المسلحة منها والمسيسة، السنية والشيعية، في لبنان وفلسطين والخليج ولا تزال تفعل ذلك، وهي اليوم مذنبة في حق العراق بسبب الفوضى الطائفية التي تجتاحه، ومسؤولة عن أنهار الدماء التي تسيل في سوريا. ولأول مرة نرى بين مسؤولي واشنطن الذين يعرفون الحقائق على الأرض، ويعلنونها صريحة بأنهم لن يقبلوا الابتزاز ولا السكوت عن الأنظمة والجماعات المتطرفة والإرهابية على حد سواء.

علينا أن نفهم الدوافع وراء الجماعات التي تشن حملات التحريض ضد الإدارة الأميركية الجديدة، فإيران تعلم أن اثنين من الجنرالات المعينين يعرفانها عن خبرة وتجربة شخصية، و«داعش» تعرف أن زمن المهادنة سيولى مع خروج الرئيس باراك أوباما، و«الإخوان المسلمون»، الذين استمتعوا بتأييد الرئيس أوباما، وراهنوا على قدوم كلينتون، هم أمام استحقاق جديد قد لا يكون في صالحهم. هذه مبررات السخط، والأحكام المتعجلة، ضد الإدارة الأميركية الجديدة، التي تعكس موقف الجماعات الثلاث والمتعاطفين معها.

ً أما غالبية الدول الإسلامية فإنها ستكون سعيدة جدا إن جاء في البيت الأبيض من يرغب في مقارعة ّ التطرف والإرهاب

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من من المسلمين ضد ترامب من من المسلمين ضد ترامب



GMT 12:12 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

لو عادت المفاوضات

GMT 07:42 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

هل نظام المرشد في مهب الريح؟

GMT 05:44 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

2020... طريق النهضة وطريق الهاوية

GMT 10:36 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هل ستحارب تركيا في ليبيا؟

GMT 00:13 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

نَفَسٌ تحرري في الثورات
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen