آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

كلهم مروا من هنا

اليمن اليوم-

كلهم مروا من هنا

عبد الرحمن الراشد
بقلم : عبد الرحمن الراشد

ليس غريًبا، ولا جديًدا، أن يؤيد الكثير من العرب زعيًما أجنبًيا أو إقليمًيا، لأسباب مختلفة. رئيس مصر الراحل جمال عبد الناصر، زعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني، رئيس العراق الأسبق صدام حسين وغيرهم. وحالًيا هناك حماس للرئيس التركي الطيب رجب إردوغان الذي مثل سابقيه وجد نفسه زعيًما لبعض العرب رغم أنهم لا يتحدثون لغته التركية.

المشترك بين المتعصبين لرموزهم هذه من خارج بلدانهم، أنهم من جنسيات عربية مختلفة. بعض العرب يناصر قائده الرمز منتمًيا للتيار نفسه، كانوا اشتراكيين وعروبيين وراء عبد الناصر، إسلاميين وراء الخميني، بعثيين وعروبيين وراء صدام، وحالًيا إسلاميين وراء إردوغان. وبعض العرب المتحمسين يؤيد زعماء من خارج بلده للتعبير الصامت ضد حكومته، التي ربما لا يجرؤ على المجاهرة برأيه ضدها.

الحالمون البسطاء مع اليائسين العرب جروا قبل أربعين سنة وراء الخميني عندما رفع شعار تحرير فلسطين ومواجهة الغرب. وفعل صدام الشيء نفسه، وكذلك يفعل إردوغان.

يعتقدون أن الخميني وصدام وإردوغان قادرون على خوض معاركهم، لكن مرت خيبة وراء أخرى. لا أحد سيحارب عنهم، لن يقاتل أي زعيم مصري أو إيراني لتحرير فلسطين ولن يحارب عنهم بالنيابة أي زعيم تركي. إردوغان لن يحرر القدس وربما لن يحرر حتى حلب المجاورة، ليس لأنه لا يريد بل لأن المعركة تفوق قدراته ولن يفعلها إلا في حالة واحدة مضطًرا عندما يصبح الأمن القومي التركي في خطر عظيم.

كل هؤلاء الزعماء مروا من هنا، وبعضهم راحوا ضحية شعبويتهم. عبد الناصر قضت عليه الدعاية والجماهير. فقد وعد الحشود التي كانت تخرج له أو تصفق له عن بعد، والملايين كانت تتبعه عبر الراديو في الستينات، أنه سيغير أنظمة العالم العربي، ويحرر فلسطين، في الأخير خسر كل شيء. كذلك صدام راح ضحية الجماهير.

العرب الغوغاء، أي الذين يرفعون صور إردوغان ويهللون له بمبالغة وتعصب هم أخطر عليه من خصومه. فالذين كانوا يرفعون صور الخميني ونصر الله في شوارع القاهرة والكويت وغيرها انقلبوا عليهما وهم الذين ينشرون الكراهية والعداء ضدهما!

إردوغان سياسي منتخب ويملك شعبية حقيقية في بلاده وله نجاحات اقتصادية لا يشك فيها. وإسلام إردوغان الذي يبشر به معتدل ولا علاقة له بإسلام أتباعه العرب والمعجبين فكًرا وتطبيًقا، ولأنهم لا يفهمون هذه التفاصيل يرسمون عن إردوغان صورة مختلفة أقرب إلى مشايخ التطّرف في الخليج ومصر والأردن.

في نهاية المطاف سيصدمون ويعيشون خيبة أخرى من خيبات التاريخ الكثيرة التي عاشتها الأجيال الحاضرة، ثم يبدأون التفتيش عن زعيم آخر يرفعون صوره.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلهم مروا من هنا كلهم مروا من هنا



GMT 02:21 2019 الخميس ,14 شباط / فبراير

إفريقيا الجديدة التى لا نعرفها

GMT 02:13 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

تواضع أهل الغضب

GMT 12:31 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لكل هذا أحترم الزعيم جمال عبد الناصر

GMT 03:01 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

خالد محيى الدين

GMT 06:16 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

وزارة لتنمية سيناء
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen