آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

قناة إيرانية من قزوين إلى الخليج

اليمن اليوم-

قناة إيرانية من قزوين إلى الخليج

بقلم : عبد الرحمن الراشد

أثارت أخبار بناء جسر فوق مياه البحر الأحمر يربط البر السعودي بالبر المصري٬ والقارتين آسيا بأفريقيا٬ اهتمام الكثيرين لأنها خطوة تاريخية٬ لها معانيها السياسية والاقتصادية. وفي سياق العلاقات الإقليمية نفسه أعلن أحد المسؤولين الإيرانيين٬ وزير الطاقة٬ عن مشروع يربط بحر قزوين بالخليج العربي بقناة مائية.

الفارق بين المشروعين أن الأول واقعي والثاني خيالي. ربط السعودية بمصر جغرافيا ممكن إنشائيا٬ خاصة بعد إنجاز ترتيبات جزيرتي تيران والصنافير اللتين أعيدتا إلى السعودية٬ أما حفر قناة مسافتها أكثر من ألف كيلومتر فدونها صعاب جمة.

طبعا لا يوجد هناك ما يمنع أن يتعاون كل سكان بحر قزوين على بناء قناة تفك العزلة عن أكبر بحيرة في العالم٬ التي تطل عليها روسيا وكازاخستان وأذربيجان وتركمانستان٬ وكذلك إيران.

إيران وحدها من يتحدث عن مشروع حفر القناة الذي تقول إنه سيكلف سبعة مليارات دولار٬ أي ضعف تكاليف بناء الجسر السعودي المصري. وهناك تقديرات تعتقد أن المبلغ الحقيقي للقناة الإيرانية٬ سيكون أكثر بثلاث مرات من المبلغ المعلن٬ لحفر أكثر من ألف كيلومتر٬ وربما تمتد المسافة إلى ضعف ذلك٬ بحسب الطريق الذي سيتم اعتماده أخيًرا. لهذا٬ فالأرجح أن المشروع جزء من الدعاية السياسية للحكومة الإيرانية٬ بدليل أن من كلّف بحفر القناة٬ ليست شركة إنشاءات معتبرة٬ بل الحرس الثوري عينه٬ الميليشيا الإيرانية التي تتهمها حكومة أذربيجان بنشاطات إرهابية ضدها٬ إضافة إلى نشاطها المسلح في سوريا والعراق!

وقد استوحى الإيرانيون من قناة السويس نموذجهم٬ التي طالما أوحت لهم وبقية شعوب بحر الخزر٬ وهو الاسم القديم لقزوين٬ بفكرة بناء قناة٬ كما تربط السويس بين الأبيض المتوسط والأحمر.

السويس قناة تخدم العالم وقد تم تعزيزها العام الماضي بقناة إضافية موازية٬ حفرت في زمن قياسي٬ عام واحد فقط. أما قناة إيران المقترحة فتخدم خمس دول٬ ودونها صعاب كثيرة بسبب التضاريس الإيرانية٬ فهي ستمر بمناطق جبلية وزلزالية وكثيفة السكان. ووفق وصف أحد المختصين الأذريين٬ جنكيز إسماعيلوف٬ فإن المشروع مغامرة بيئية خطيرة على إيران نفسها٬ وكذلك على بحر قزوين٬ الذي يعتمد على مياه نهر الفولغا الروسي٬ مشككا في جدية الإعلان٬ وأن تعميد منظمة إرهابية بمهمة هندسية٬ ومنحها مليوني دولار فقطُيبّين أن الإعلان عن القناة المائية قد لا يعدو عملا سياسيا دعائيا٬ ليس إلا.

هل يستوجب حفر قناة تشرب من مياه الخليج٬ وتصب في بحر قزوين موافقة دول الخليج الأخرى٬ مثل دول مجلس التعاون الست وكذلك العراق٬ لا أدري٬ لكن أذربيجان تعتبر أن إعلان إيران عن مشروع القناة فيه تجاوز لحقوق دول قزوين٬ ولا بد من الحصول على موافقتها. وبحر قزوين مثل الخليج مصدر للنفط مهم للعالم٬ وفي حال بناء القناة٬ فإن إيران تطمح لأن تكون مصدرا وممرا للبترول٬ بدلا ­ أو ربما إضافة ­ إلى مشروع الأنابيب الذي تعثر مّده سنين طويلة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قناة إيرانية من قزوين إلى الخليج قناة إيرانية من قزوين إلى الخليج



GMT 12:12 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

لو عادت المفاوضات

GMT 07:42 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

هل نظام المرشد في مهب الريح؟

GMT 05:44 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

2020... طريق النهضة وطريق الهاوية

GMT 10:36 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هل ستحارب تركيا في ليبيا؟

GMT 00:13 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

نَفَسٌ تحرري في الثورات
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen