آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

«وطنيون لإنهاء الانقسام»

اليمن اليوم-

«وطنيون لإنهاء الانقسام»

بقلم : طارق الحميد

أثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر٬ توقيع 17 اتفاقية اقتصادية٬ من ضمنها ترسيم للحدود٬ وبناء جسر تاريخي يربط بين البلدين٬ إلا أن العنوان الأبرز لهذه الزيارة٬ هو أن الملك سلمان يعد أول ملك سعودي يصافح كل المصريين.

زيارة الملك سلمان لمصر لم تكن لإرضاء مؤسسة٬ أو حزب٬ أو آيديولوجيا٬ بل كانت مصافحة تاريخية لكل مصر. ففي هذه الزيارة التاريخية كان العاهل السعودي أول ملك يزور الجامع الأزهر٬ وذلك وفقا لبيان صادر من الأزهر نفسه٬ وأعلن فيه عن وضع حجر الأساس لمدينة تمولها السعودية للطلبة الوافدين من الدول الأجنبية للدراسة بجامعة الأزهر. والأمر لا يقف عند هذا الحد٬ فالحدث التاريخي الأبرز هو أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قد استقبل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية٬ وللمرة الأولى٬ وكأول ملك سعودي٬ وذاك بحسب البيان الصادر باسم المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وذلك يقول لنا إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر لم تكن زيارة اقتصادية٬ أو تحالفا وفق منظور ضيق٬ بل هي زيارة دولة٬ ومن الباب الكبير٬ وهو باب العمق الاستراتيجي٬ بين السعودية ومصر.

المسألة ليست مسألة ترسيم حدود٬ أو مراعاة لمؤسسات٬ وشخوص٬ أو انتهازا لفرص آنية٬ وإنما هي نتاج رؤية سياسية عميقة٬ حيث بادر الملك السعودي٬ وخادم الحرمين الشريفين٬ لمصافحة كل مصري٬ لتوثيق العلاقة السعودية مع كل المكونات المصرية٬ إسلامية وقبطية٬ فمصر هي رمز للعروبة٬ وليست رمزا لحزب٬ أو آيديولوجيا٬ ولا تنبع قيمتها من خلال مؤسسة محددة٬ وإنما بكل العمق المصري٬ وهو ما يسقط كل النظريات التآمرية التي تستهدف البلدين٬ حيث كان يقال تارة إن السعودية تميل إلى مبارك٬ وحسب٬ وهو ما كان يردده الجاهلون بالوفاء. أو القول: إن السعودية تدعم الإخوان المسلمين٬ وهو ما كان يردده الجاهلون بكرم الضيافة السعودية٬ ويقال مرة أخرى إن السعوديين يدعمون السلفيين٬ وهو ما يردده الجاهلون بأن السعودية دولة٬ وليست حزبا ضيق الأفق.

زيارة الملك سلمان لمصر عنوانها العريض هو أن الملك صافح كل مصري٬ وأعلن رسميا أن مصر هي عمق السعودية التي تمثل العمق المصري٬ وأرسل رسالة للجميع٬ إقليميا٬ ودوليا٬ بأن السعودية ومصر عمق استراتيجي٬ لجسر العروبة الحقيقي٬ وأن السعودية ومصر ماضيتان بترسيخ هذا العمق٬ ورعايته٬ وحمايته٬ وقد كتبت هنا سابقا٬ في ٬2013 وتحت عنوان «بل مصر للسعودية.. بريطانيا لأميركا»٬ ومنذ عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه٬ مرورا بكل ملوك السعودية٬ وحتى عهد الملك سلمان٬ فالسعودية٬ حكومة وشعبا٬ ترى أن مصر هي عمقنا٬ ونحن عمقها٬ ولذلك فإن أبرز عنوان لزيارة الملك سلمان٬ المحب لمصر فعليا٬ هي أنها صافحت كل مصري٬ وأيا كانت ديانته٬ أو توجهاته٬ وفكره٬ وهذه هي الخطوة الأمضى٬ والأنجع٬ للحفاظ على علاقة السعودية ومصر٬ وحماية للمنطقة٬ والعروبة٬ وقبلها سمعة إسلامنا الداعي للتسامح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وطنيون لإنهاء الانقسام» «وطنيون لإنهاء الانقسام»



GMT 02:05 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 06:24 2016 الأحد ,10 إبريل / نيسان

تاريخية...وإستراتيجية!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen