آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

خطران يتهددان العالم العربي إيران والإخوان

اليمن اليوم-

خطران يتهددان العالم العربي إيران والإخوان

بقلم : هدى الحسيني

يواصل محدثي الدبلوماسي الغربي المخضرم والمطلع، الحديث عن المنطقة. وكان حدثني عن تفوق إسرائيل على إيران، وهو يقول الآن: هنالك خطران في الشرق الأوسط هما: الإخوان المسلمون، وإيران، وهذان خطران على الدول العربية.

اسأله عن إمكانية تغيير النظام في إيران؛ فيجيب بأنه لا يعرف. ويضيف: يجب ضرب النظام الإيراني في المكان الذي يؤلمه خصوصاً الاقتصاد ويمكن فعل ذلك. ثم إن إيران ضعيفة، لكن وضع خطط لتغيير النظام لا ننصح به. على العالم ضرب إيران اقتصادياً، وأن ينتظر أن يؤثر هذا في النظام. على المدى البعيد، فإن المجتمع الإيراني إيجابي يعطي الأمل ليس لمستقبل إيران فقط؛ بل لجعلها عامل استقرار في الشرق الأوسط، في حين أنه في بعض العالم العربي المجتمع مريض أكثر من الأنظمة. مشكلة بعض العالم العربي ليست أنظمته؛ إذ حتى لو أراد النظام القيام بالأمور الصائبة مثل النظام في الأردن، فهناك مجموعات لا تستطيع الحكومة التعامل معها مثل «الإخوان» وبعض الفلسطينيين، مما يجعلها غير قادرة على التطور.

يعترف محدثي بأنه إذا ذهب النظام في إيران فإنها ستزدهر... يقول: إذا رحل هذا النظام وحصلت إيران على السلاح النووي فقد يكون الأمر سيئاً لكنه غير كارثي. مشكلة النظام الإيراني أنه خطف الدين، والمشكلة عند العرب أن هناك من يفسر الدين بطريقة مشوهة.

أقول: لنعد إلى المقاطعة المتجددة التي فرضها الرئيس الأميركي ترمب على إيران، هل يمكن لهذا الاتفاق أن يبقى وينجح دون أميركا؟

يرد محدثي: لا أستطيع أن أجيبك بوضوح كامل، لكن ما أراه؛ أولاً: سيكون للمقاطعة الأميركية تأثير قوي على الاقتصاد الإيراني. ثانياً: أعتقد أن أغلب الشركات الأوروبية لا تستطيع أن تخسر عملها واستثماراتها في أميركا. ثالثاً: أظن أن ما يقوم به ترمب، في ما يتعلق بالضرائب التجارية التي فرضها على أوروبا والمتعلقة بالصلب والألمنيوم، إنما هو ورقة مساومة. سيكون أفضل مع الأوروبيين إذا ما تعاونوا معه بالنسبة إلى إيران فيما يخص الصواريخ الباليستية. وهل سيفعلون؟ يجيب: لا أعرف، لأن في أوروبا للأسف غباء. عبر التاريخ ارتكب الأوروبيون أخطاء ضد أنفسهم إلى درجة أنهم جلبوا الدمار على أنفسهم في الحرب العالمية الثانية، وكادوا يدمرون أنفسهم أثناء الحرب الباردة بعدم العمل مع الأميركيين. هم الآن يتكلمون بقوة، لكن لم تعد أوروبا تمثل قوة، إنها تذكرني بما قاله ونستون تشرشل عن الهند... قال: لا تسألوني عن الهند، فالهند ليست موحدة أكثر من خط الاستواء. وهذا ينطبق الآن على أوروبا؛ انظري إلى إيطاليا أو إلى إسبانيا، إن ما يحدث في أوروبا يضعفها وهي الضعيفة. هم يعتقدون أنهم قادرون على مواجهة أميركا... أوروبا من دون أميركا تهدد وجودها.

إذن، في النهاية عليهم أن يضغطوا على إيران لإيقاف برنامجها الصاروخي؟ يجيب: لن يستطيعوا إيقاف إيران. أفضل ما سيعطيه الإيرانيون للأوروبيين هو: إذا كنتم لطفاء معنا فنحن سنخدعكم. سيتم خداع الأوروبيين.

يضيف: أعتقد أن الأوروبيين سيحاولون العمل مع إيران ضد أميركا، وسيفشلون. وأعتقد في النهاية أن الوسيلة كي تخفف أميركا إجراءاتها بالنسبة إلى الصلب والألمنيوم عن أوروبا ستكون بأن يتعاون الأوروبيون معها حول إيران. هكذا أرى الصورة. وإذا أوقفت إيران برنامجها الصاروخي؟ يجيب بسرعة: لن تفعل. أسأل: لماذا إذا كنتم تهاجمونها اقتصادياً فمن أين ستأتي بالأموال؟ يجيب: سيأتون بالأموال بحرمان الشعب من الطعام.

لكن كيف سيتحمل الشعب الإيراني أن يجوع فقط كي تستمر إيران بصنع الصواريخ؟ يجيب: أريد أن أذكرك بأمر؛ وهو أن إيران فقدت نصف مليون إنسان في الحرب العراقية - الإيرانية وكان من الجنون إشعالها، كان هذا قبل أن يحكم الملالي إيران لأربعين عاماً، وقبل أن يصبح النظام الإيراني الحالي منظماً بشكل متين لمنع أي نوع من المظاهرات. فكري بوحشية «الباسيج»؛ هؤلاء آلة النظام.

يروي: في ما بين عامي 2011 و2012 أجريت محادثات على مستوى عال مع شخصيات عالمية حول سوريا، وعندما قلت إن هناك احتمالاً بأن يبقى بشار الأسد، هزئوا بي. قلت لهم: الوحشية مؤثرة، إذا كنت على استعداد لأن تقتل نصف مليون شخص من شعبك، فإنك تبقى في السلطة.

وهل تسمح روسيا للإيرانيين بإقامة قواعد في سوريا؟ يجيب: نعم؛ إذا لم تمنع إسرائيل ذلك. لكن هل تمنع روسيا إسرائيل عن عرقلة إيران في إقامة قواعد؟ الجواب: كلا. سيكون لدى الروس بعض القيود على إسرائيل لكن لن تمنعها من ذلك.

وماذا سيحدث الآن وقد رأينا مقتدى الصدر يفوز في الانتخابات العراقية... هل سيخفف هذا من نفوذ إيران في العراق؟ يجيب: مقتدى الصدر حتى الآن لم يكن في السلطة ولم يتحمل أي مسؤولية في العراق بشكل عام. أملي أن يُضعف صعوده نفوذ إيران في العراق وأن يستمر مقتدى الصدر في تقوية علاقاته مع السعودية.

إن ما يجري في السعودية أمر جيد، يقول محدثي، وكلنا مدهوشون بما يقوم به الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، ونتمنى له النجاح، لأن ما يقوم به ستكون له انعكاسات إيجابية على المجتمع السعودي. وما يهم الغرب أن تبقى السعودية مستقرة. كلنا نريدها أن تنجح، وأن تؤثر على العراق. إنها تسير في الاتجاه الصحيح، وبالطبع نريدها أن تنتصر على الحوثيين في اليمن.


لكن الإيرانيين لن يسمحوا، فهذه أرخص حرب يخوضونها؟ يقول: يمكن أن نجعلها أكثر تكلفة لهم، بقصف خطوط الإمدادات. وإذا كنت رئيس الولايات المتحدة لفعلت ذلك كي أدافع عن السعودية. كل ما يحتاجه الأمر قوة جوية، ولا ضرورة لقوات برية.

ولماذا لم يتخذ ترمب هذا القرار حتى الآن؟ يجيب: لأن ترمب من جهة لديه حس غريزي جيد، ومن جهة أخرى ليست لديه استراتيجية واضحة. لكنني أعتقد أن التطور الجديد في السعودية إيجابي جداً، إنما على الناس أن يدركوا عامل الوقت. هذه الخطوات تحتاج إلى وقت. لا يجب الدفع بها بسرعة.

أتينا على ذكر روسيا وإيران؛ ماذا عن تركيا؟ يجيب: لا يوجد تركيا. كانت هناك أتاتوركستان والآن هناك إردوغستان. إردوغان يدمر أنجح ثورة في الشرق الأوسط. ما حققه أتاتورك كان رائعاً، فثلث المجتمع التركي من أفضل المجتمعات، لكن للأسف فإن إردوغان حتى ولو لم يضع كل الناس في السجون، فإنه سيفوز في الانتخابات، لأن أناتوليا ليست إسطنبول، وحتى إسطنبول غربها يختلف عن شرقها. ثم هناك أمر لا يلاحظه أحد، وهو أن نسبة الولادة عند الأكراد هي 3 أضعاف نسبة الولادة في الأناضول، وهذه مشكلة كبرى ستتضخم. يضيف: كان على الأوروبيين إخراج إردوغان من حلف «الناتو». يجب ألا يكون عضواً في الحلف إنما هدف له، والمشكلة أن الأوروبيين غير قادرين على التعامل بمسائل تتطلب قرارات ومثابرة.

وماذا عن موقف الأميركيين في «الناتو»؟ يجيب: إذا وصلت السذاجة بإردوغان لإزعاج الأميركيين كثيراً، فعندها قد يتحركون ضده داخل «الناتو». مشكلة الرئيس التركي أنه يعتقد أنه أقوى زعيم في العالم. الآن يعمل مع الروس والإيرانيين ضد الأميركيين. ليس ذكياً، إنما هو شاطر في كسب الانتخابات التركية وشاطر في الإبقاء على الاقتصاد التركي عائماً، لكنه كارثة في السياسة الخارجية.

وماذا عن علاقاته مع إيران؟ يقول: تربطه بإيران علاقة مزدوجة؛ من جهة يريد أن يكون منافسها في السيطرة على الشرق الأوسط، لأنه لا يدرك أن تركيا لا تستطيع أن تسيطر على نفسها، ومن جهة أخرى هو ضد الأميركيين وضد الغرب وضد الأوروبيين إلى درجة العمل مع إيران، وأعتقد أن الإيرانيين يستغلونه. إنه عدو أهدافه.

الأسبوع المقبل إلى أين تتجه المنطقة حيث الصين لا تريد مواجهة أميركا وكذلك روسيا؟

المصدر : جريدة الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطران يتهددان العالم العربي إيران والإخوان خطران يتهددان العالم العربي إيران والإخوان



GMT 04:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتانياهو يعمل لنفسه فقط

GMT 04:52 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حروب الاستديوهات

GMT 04:50 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور سعيد إسماعيل على.. وجدوى الكتابة

GMT 04:48 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

جدل الثورتين

GMT 04:46 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الأراجوز في اليونسكو..
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen