آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

مستقبل {الكتابة بالعربي}

اليمن اليوم-

مستقبل الكتابة بالعربي

بقلم: مأمون فندي

«سأستغل الفرصة لأتحدث عن شباب وشابات قد يأخذ أحدهم مكاني اليوم لأذكرهم أن الكتابة التي تستحق العناء هي الكتابة عن القلب الإنساني في صراعه مع نفسه، وتلك هي مادة الأدب الجيد»، من خطاب وليم فوكنر وهو يتسلم جائزة نوبل للآداب.

عندما نتحدث عن مستقبل الكتابة، فبالضرورة نعني أن لها ماضياً تقارن به أو تستشرف العالم من على كتفيه، ونعني بالضرورة أيضاً القلق على حاضرها. وعندما أقول

«الكتابة بالعربي» فأقصد المعنيين، أي الكتابة باللغة العربية في العالم العربي، وأعني أيضاً «بالعربي» بالمعنى الدارج، أي بصراحة ووضوح.
تأتي هذه التأملات استجابة لعنوان منتدى دبي للصحافة هذا العام والذي سأحل ضيفاً عليه في الفترة من 26 إلى 28 من هذا الشهر، وهو واقع الإعلام العربي ومستقبله.

لن أتناول الصورة الكبيرة للإعلام لأنها ببساطة مساحة واسعة لا يستطيع فرد واحد الإلمام بها كلها، كما أنه ليس من المفيد بالنسبة للقارئ أن يغرق في التعميم، لهذا فضلت الحديث عن مستقبل الكتابة والتي هي الأصل، فالمحتوى «البصري» للتلفزيون أو «السمعي» للإذاعة هو في النهاية عجين خميرته الكتابة.
 

ورغم وجود نفر من الكتاب يستحقون هذا «المسمى»، فإن المشكلة برمتها ليس الكاتب المحدود بقدر ما هو جو الكتابة ومادتها والقيم الحاكمة لنقدها وفرزها أو القيم التي ينطلق منها الكاتب، فالقوس الأخلاقي للعالم طويل، كما أشار مارتن لوثر كنغ في خطابه الأشهر، ولكن هذا القوس في النهاية ينحى باتجاه العدالة. وأخشى أن هذا القوس في قيم كتابنا الجدد لا ينحى صوب هذا الاتجاه إلا ما ندر. وهذا أمر يقلقني ليس لنفسي، فأنا في الخمسين من عمري الآن، وأتجه صوب الناحية الأخرى،

ولكن قلقي على أجيال شابة قد تظن أن ما تقرأه منطلقاً من قيم جديدة، أو يستحق التوقف عنه والتأمل في مغزاه، وظني أن في هذا إجحافاً وظلماً لأجيال لا نعرفها، وإن تعودت هي على قراءة أو سماع ما يكتب ويقال اليوم فهي بكل تأكيد لن تعرفنا.
الكتابة أو الآداب بمعناها الواسع كما قال فوكنر مادتها الإنسان وهو في صراع مع ذاته من أجل إعلاء قيمته كإنسان يستحق تلك الروح التي تسكنه وإلا كيف «كرمنا بني آدم» على العالمين ؟
تكريم الإنسان يبدأ بالتأمل في ذاته وتلمس المساحة المشاعرية التي تخلق الجسر بينه وبين أخيه الإنسان. وهنا تكون معاناة الإنسان على إطلاقها، صراعه الداخلي والخارجي، هو مادة الكتابة. نصفق للأدب الجيد بحرارة لأننا نعرفه، لأنه يشبه معاناتنا ويشبه ما تعرضنا له من ظلم في نقل حقائق أساسية عنا نحسها حتى لو لم يكن لدى بعضنا القدرة على التعبير عنها.

علينا جميعاً تذكر أن من ندينهم هم نتاج بيئتنا وثقافتنا، فبالقدر الذي هم فيه سبب بلاء قادم، إلا أنهم ضحية لبيئة قبلنا العيش فيها من دون رغبة أو إرادة لتغييرها، 

فالكتابة الغثة تنتشر في غياب المعايير الحاكمة لما يجب أن تطلع عليه العامة.
لا أرى أن للكتابة مستقبلاً إذا كان جل حاضرها مفرغاً من المعايير الموضوعية الحاكمة، رغم وجود قليل من الجزر أو الواحات المتباعدة التي يحاول البعض أن ينحت فيها خليطاً من القيم والحرفية، وكل ما أتمناه أن تكون تلك الجزر أو تلك الواحات أكثر قرباً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستقبل الكتابة بالعربي مستقبل الكتابة بالعربي



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 03:07 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

منة فضالي تؤكد أن العمل مع الفنانة بوسي ممتع ويغمره البهجة

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 22:50 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مدير باريس للأساتذة يحث فيدرر على المشاركة في البطولة

GMT 21:49 2016 الأحد ,27 آذار/ مارس

أوملت البطاطا

GMT 21:58 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

غضب نسائي يطارد أحمد فهمي بسبب خيانة نيللي كريم

GMT 00:46 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

علي ربيع يكشف عن فيلم جديد يجمعه بنجم "مسرح مصر"

GMT 07:20 2018 الإثنين ,23 إبريل / نيسان

"الفراولة" أحدث موضة في قصات الشعر لعام 2018

GMT 03:20 2016 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

توست مقلي بالبيض

GMT 21:00 2018 السبت ,14 تموز / يوليو

8 جامعات إماراتية ضمن أفضل 40 جامعة عربية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen