آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت؟

اليمن اليوم-

هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت

مأمون فندي
بقلم : مأمون فندي

هلُحسمت انتخابات الرئاسة الأميركية قبل شهرين من إجراء الانتخابات لصالح السيدة هيلاري كلينتون، عضو مجلس الشيوخ، ووزيرة الخارجية السابقة، وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون؟ وماذا يعني هذا لأميركا وللعالم؟ وهل يتحرك الحكم في أميركا داخل عائلات سياسية غدت تمثل أرستقراطية أميركا، مثل عائلة بوش وعائلة كيندي وعائلة كلينتون؟

آخر استطلاعات رأي في 17 أغسطس (آب) في الانتخابات الرئاسية على مستوى أميركا تشير إلى تقدم هيلاري كلينتون بفارق من 6 إلى 8 نقاط. وفي بعض الولايات، مثل فرجينيا وكلورادو، تتقدم كلينتون بفارق يصل إلى 15 نقطة. وهناك ولايات مثل أيوا، تتقدم فيها كلينتون بثلاث نقاط، فارق بسيط قد يقع داخل هامش الخطأ، بينما يتقدم دونالد ترامب بفارق 11 نقطة في ولاية إنديانا. ويبقى الحسم في ولايات مثل بنسلفانيا وفلوريدا، وحتى الآن كلينتون متقدمة في بنسلفانيا بفارق عشر نقاط، وكذلك في أوهايو، أما فلوريدا فحتى الآن أمرها غير محسوم. ولكن استطلاعات الرأي منذ مؤتمرات الحزبين حتى الآن، كلها تقول بتقدم هيلاري كلينتون كخط بياني غير متقطع لم يحدث فيه أي خلل، بل الاختلال والارتباك حتى الآن هو ما يحدث في معسكر الحزب الجمهوري، ممثلا بمرشحه دونالد ترامب الذي يغير أعضاء حملته كل أسبوعين منذ مؤتمر الحزب.

أيًضا مهم أن نعرف أن كل قيادات الحزب الجمهوري المهمة لا تستطيع أن ترمي بثقلها السياسي خلف دونالد ترامب، لما أصبح معروفا عنه من مواقف عنصرية تجاه المسلمين خصوصا، والغرباء من أميركا اللاتينية عموما.

كل هذه المؤشرات تقول إن هيلاري كلينتون هي الرئيس القادم للولايات المتحدة الأميركية، طبعا هذا إذا لم تحدث كارثة في معسكرها، سواء فيما يخص الإيميلات الخاصة بها أو فضيحة سياسية أو أخلاقية أخرى، إذا لم يحدث أي من هذا، فقد تفوز هيلاري كلينتون بفارق كبير من الأصوات غير مسبوق في الحزب الديمقراطي منذ عقود.

وجود أول امرأة على قمة الهرم السياسي في الولايات المتحدة الأميركية، لا بد أن يغير الأجندة العالمية بشكل يحقق مكاسب للمرأة، هذا إذا ظلت السيدة كلينتون وفية لأجندتها النسوية.

طبعا المرأة والسلطة أمر معقد، وفي الغالب ما تأخذ السلطة المرأة إلى حالة رجولية، أكثر من كونها نسوية. ففي حالات مثل حالة أنديرا غاندي في الهند، وبي نظير بوتو في باكستان، وغولدا مائير في إسرائيل، كلهن تقريبا تقمصن دور الرجل عندما وصلن للسلطة. إذن التحدي بالنسبة لهيلاري كلينتون، بوصفها رئيًسا قادًما للولايات المتحدة، هو إلى أي جنس تنحاز؟ هل ستأخذها سكرة السلطة وتصبح رجلا في ممارستها، أم تظل وفيه لمبادئها النسوية التي تبنتها منذ أن كانت طالبة في كلية القانون في جامعة يل الأميركية؟

أما فيما يخص قضايا الشرق الأوسط التي تهمنا، فلا أعتقد أن هيلاري كلينتون ستختلف كثيرا في سياساتها عن سياسة باراك أوباما الخارجية، التي كانت هي ممثلها الأول في فترة أوباما الرئاسية الأولى.

قد تتحيز كلينتون لإسرائيل أكثر من أوباما، وتسعى لتنشيط عملية السلام، والوصول إلى شيء أقرب إلى ما طرحه زوجها بيل كلينتون على الراحل ياسر عرفات في التسعينات، إذ لا شك عندي أن بيل كلينتون سيكون مستشار هيلاري الأول في السياسة الخارجية، وريما يحاول أن يكمل مشروعه من خلال زوجته، وبهذا تصبح الفترة الأولى للرئيس هيلاري كلينتون هي فترة رئاسية ثالثة لبيل كلينتون.

كل من عملوا في ملف السلام، من مارتن إنديك إلى دينس روس إلى مادلين أولبرايت، سيجتمع هؤلاء مرة أخرى، مع إضافة إسلامية إثنية في حالة مستشارتها الخاصة هوما عابدين الباكستانية الأصل، ذات المعرفة المحدودة بتعقيدات الشرق الأوسط.

أما إيران وبقايا قضايا الاستقرار في المنطقة، فستأخذ أميركا بنصيحة تل أبيب أكثر من أي رئاسة مضت، أي أن مستشار الأمن القومي لهيلاري سيكون بالاسم في واشنطن، ولكن في الواقع بتل أبيب. لست ممنُيعرف عنهم تفكير المؤامرة، والربط اللصيق بين أميركا وإسرائيل، ولكن في حالة رئاسة كلينتون سيكون الأمر كذلك.

فإيران وسوريا ستكونان من خلال السيدة وندي شيرمان، التي هي أيًضا تحلم بأن تكون وزيرة خارجية يوما ما رغم تقدمها في العمر، ولكنها هي التي أدارت المفاوضات حول النووي الإيراني مع جون كيري، وكانت الأكثر التصاقا بالملف الإيراني من كيري ذاته. وهي ذاتها قريبة جدًا من التوجه الاسرائيلي في المنطقة وتأخذ نصيحتها من تل أبيب.

الملفات كثيرة ومعقدة في منطقتنا، ولن يختلف أي رئيس كثيرا عن سابقه ما لم تحدث كارثة كبرى في الشرق الأوسط، وما لم تحدث كارثة في الانتخابات، فلن تتغير السياسة الخارجية الأميركية تجاه الشرق الأوسط كثيرا. إنها فترة رئاسية ثالثة لكلينتون.

بينما يقترب دونالد ترامب من الانتحار السياسي كل يوم، ويرى الأميركيون أنهم يختارون بين سيء وأسوأ. وفي هذا الاختيار الصعب، ستحسم الانتخابات قبل حدوثها لصالح كلينتون، وبذا ستكون هذه واحدة من أكثر الانتخابات مللا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت هل حسمت انتخابات اميركا قبل التصويت



GMT 04:59 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

هل أسباب ثورة تونس ما زالت قائمة؟

GMT 08:10 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

ماذا تعني استقالة تيريزا ماي؟

GMT 23:38 2019 الإثنين ,06 أيار / مايو

رمضان و«الربيع العربي»

GMT 07:57 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مستقبل {الكتابة بالعربي}

GMT 06:51 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نظام عالمي جديد؟
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 22:55 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:05 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen