بقلم : جهاد الخازن
«الإخوان المسلمون» في الأردن يدفعون ثمن خلافهم مع الحكم والخلافات الداخلية بين القيادات والقياديين. مكتب الجماعة في عمان أُغلِقَ بالشمع الأحمر الأربعاء الماضي بأمر من محافظ العاصمة، وقبل ذلك أغلِقَ مكتب الجماعة وحزب جبهة العمل الإسلامي في العقبة، أيضاً بأمر من المحافظ هناك.
الحزب غير مرخص بموجب قانون الأحزاب والجمعيات الصادر سنة 2014. وكان حزب «الإخوان» يخطط لانتخابات جديدة للقيادة التي تضم 53 عضواً في السابع من هذا الشهر، إلا أن السلطات منعت ذلك.
ثمة مئات المنشقين عن «الإخوان المسلمين» في الأردن، وفي آخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي انشق مئات من الأعضاء دفعة واحدة، وأعلن الحزب أن بعض المستقيلين خسروا عضويتهم في أوقات سابقة.
مشكلة «الإخوان المسلمين» في الأردن أنهم اعتبروا أنفسهم دائماً فوق الدولة أو خارج الدولة. والمراقب العام الأسبق للجماعة عبدالمجيد ذنيبات (1994 - 2006)، حصل على ترخيص باسم جمعية «الإخوان المسلمين» في آذار (مارس) 2015 للأعضاء الذين انشقوا عن الحزب الذي لم يحاول تصحيح وضعه القانوني وإنما ركز جهده على معارضة المنشقين. غير أن السيد ذنيبات رد بأن ما قام به هو تصحيح وفق الدستور والقانون الأردني، بعد أن أصبحت جماعة «الإخوان المسلمين» مسجلة كجماعة إرهابية في مصر وبلدان عربية أخرى. كيف تصرف «إخوان» الأردن؟ نائب المراقب العام زكي بني أرشيد هاجم الإمارات العربية المتحدة بحدّة لأنها اعتبرت «الإخوان» جماعة إرهابية واعتُقِل.
a
موقف الملك عبدالله الثاني من «الإخوان المسلمين» في الأردن معروف ومسجل، فهو يرى أن «الإخوان» خطفوا الربيع العربي وأضروا ببلادهم وأنصارهم، وهم دُعوا إلى أن يكونوا جزءاً من العملية السياسية في الأردن ورفضوا... وهذا يؤكد ما قلت سابقاً عنهم، فهم يرون أنفسهم فوق الدولة أو خارج الدولة وهذا خطأ واضح.
الأردن بلد ناجح من دون بترول، بل من دون ماء كافٍ، فليس عنده سوى بعض السياحة والفوسفات، وقدرة الحكم على التعامل مع أوضاع المنطقة والعالم، وقد عرفت الملك حسين رحمه الله على امتداد عقود، كما أعرف نجله الملك عبدالله الثاني، وأعرف أهل البلد من سياسيين حاليين وسابقين الى أصدقاء، وأكتب اليوم من منطلق المعرفة والمحبة.
ما أعرف جيداً هو أن الاستخبارات الأردنية قوية وذكية، وتحديها خطأ. وقد رأينا أبو مصعب الزرقاوي يضرب أهدافاً للأميركيين في العراق يوماً بعد يوم وينجو. ثم أرسل إرهابيين للقيام بتفجيرات في العاصمة عمّان، ودفع الثمن من حياته خلال أشهر.
«الإخوان» استفزوا مصر والإمارات وكل بلد عربي، في حين أن الملك عبدالله الثاني قابل الرئيس عبدالفتاح السيسي في مطار القاهرة ساعتين في زيارة خاطفة، لتنسيق المواقف وتبادل المعلومات.
عندما كانت الأزمة مع «الإخوان» في الأردن تنفجر مجدداً كان الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد ولي العهد السعودي وزير الدفاع، يزور عمّان ويقابل الملك وأركان الحكم ويجري محادثات ناجحة تفيد البلدين، من دون أن تكون هناك أدنى علاقة بين الزيارة وموضوع «الإخوان».
لا بد أن هناك اختلافاً في وجهات النظر حول بعض القضايا السياسية بين السعودية والأردن، إلا أن أساس العلاقة متين وثابت ومستمر، والسعودية يهمها التعاون مع الأردن ودعمه اقتصادياً ليصمد ويستمر. «الإخوان» في عالم آخر، أراه خرافياً، من صنع أيديهم.
أرسل تعليقك