بقلم : جهاد الخازن
أسجّل على نفسي قبل أن أبدأ موضوعي اليوم، أنني مع حكم الإعدام في حالات اغتصاب أو قتل أطفال، وضده لكل سبب آخر. ربنا سيحاسبنا جميعاً.
كنت أراجع أرقام الإعدام حول العالم في السنة الماضية، ووجدت أن 1634 حكماً نفذت في 25 دولة، بزيادة حوالى 50 في المئة على إعدامات سنة 2014.
تقرير منظمة العفو الدولية عن عمليات الإعدام سنة 2015، يقول إن أكثر ما نُفِّذ منها كان في الشرق الأوسط، وفي إيران وحدها نُفِّذت 82 في المئة من كل الإعدامات السنة الماضية. وهناك الولايات المتحدة الأميركية والعراق والصومال ومصر وإندونيسيا وتشاد واليمن. آخر بلد مسجل هو فيتنام وإعدام واحد.
المعلومات عن الإعدام ليست صحيحة أو كاملة. الصين أعدمت السنة الماضية أكثر من ألف شخص، أو ما يزيد عن الدول العشر الأولى مجتمعة، إلا أن أرقام الإعدام في الصين سرية أو «سر دولة»، وعلى المراقب أن يقدر عدد الإعدامات، من دون أن يستطيع الإتيان برقم صحيح تسنده معلومات أكيدة.
قرأت في موقع ليكودي أميركي مقالاً عنوانه «الإعدامات التي نفذها آيات الله بلغت الحد الأقصى منذ 1989». لا أدافع عن إيران، لكن أقول إن الليكوديين لا ينظرون حولهم ليروا ما يجري في الولايات المتحدة. أتوكأ هنا على أرقام لجريدة «واشنطن بوست»، فهي قالت إنها سجلت السنة الماضية 990 موتاً برصاص الشرطة في الولايات المتحدة، منها 93 مرة كان الضحية فيها غير مسلح. والجريدة قالت إن 40 في المئة من ضحايا الشرطة كانوا من السود، وهم أقلية من السكان.
المعلومات السابقة، وهي مؤكدة، تعني أن أحكام الإعدام أو القتل الشرعي حول العالم، تجعل الصين والولايات المتحدة في المقدمة، لا إيران أو غيرها. وقرأت تحقيقاً حزيناً عن مليسا بورتس، وهي أميركية مصابة بانهيار عصبي، خرجت من البيت وطلبت أسرتها من الشرطة المحلية البحث عنها، الشرطة وجدتها وقتلتها بالرصاص، والأرجح أن البنت كانت تحمل سكيناً، ما يعني أن أي شرطي كان يستطيع أن يركلها لتسقط السكين من يدها.
لا يكاد يمر يوم في الولايات المتحدة من دون أن يُقتَل مواطن أو أكثر برصاص الشرطة، وهذا من دون أن نزيد أن قتلى حوادث السير هناك بلغوا السنة الماضية حوالى 35 ألفاً في 5.5 مليون حادث سير.
الأرقام الأميركية لحوادث السير قد تكون مفهومة في بلد ثري كل إنسان بالغ فيه يملك سيارة، ومع وجود أكثر من 330 مليون مواطن. غير أن أحكام الإعدام وتنفيذها موضوع آخر، ففي الولايات المتحدة هناك 31 ولاية حكم الإعدام باقٍ فيها مثل كاليفورنيا وفلوريدا ولويزيانا وأوهايو وبنسلفانيا وتكساس، و19 ولاية ألغت حكم الإعدام مثل إلينوي وماريلاند ونيويورك ووست فرجينيا. في العالم كله، ألغت مئة دولة ودولتان حكم الإعدام، وعدد مواطنيها يزيد على نصف سكان العالم.
ربما لا يحق لي أن أكتب عن الولايات المتحدة وآلة الموت في بلدان عربية كثيرة تطحن الناس، من ليبيا إلى اليمن والعراق وسورية وغيرها.
كم زاد عدد القتلى في سورية بين بدئي كتابة هذه السطور وانتهائي منها؟ أسمع أن 250 ألفاً قتلوا في سورية منذ 2011، وأسمع 300 ألف أو 400 ألف. هذه ليست أرقاماً وإنما كوابيس، ولا أقول سوى رحمتك يا رب.
أرسل تعليقك