جهاد الخازن
أقرأ بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة في إيران أن الإصلاحيين فازوا. هذا على الورق، أما على أرض الواقع فالحكم في إيران يبقى للمرشد والحرس الثوري. الرئيس حسن روحاني لا يملك شيئاً من قرارات الحرب والسلام والاقتصاد وغيرها.
أعتقد لو أن الإصلاحيين يحكمون فعلاً في إيران لكنا قرأنا أرقاماً مختلفة عن الإعدامات في بلد يقود العالم في عددها بالنسبة إلى حجم سكانه. مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قال إن 966 متهماً أعدِموا في إيران السنة الماضية بزيادة مرتين عن إعدامات 2010، وعشر مرات عن 2005. أكثر الإعدامات سببه المخدرات، ومجلس حقوق الإنسان يريد تحقيقاً، وهو في تقريره اتهم النظام الإيراني بقمع حرية التعبير والرأي، ومعاقبة المطالبين بحقوق مدنية.
هذا ليس جديداً، ففي سنة 1992 فاز علي أكبر هاشمي رفسنجاني بالرئاسة كإصلاحي، وتبعه محمد خاتمي سنة 2000 بالشعار نفسه، ولم يفعلا شيئاً إصلاحياً يُذكَر. والآن هناك حسن روحاني وهو أيضاً عاجز عن تنفيذ أي أجندة إصلاحية. حكومته ترفض اتفاق روسيا والمملكة العربية السعودية الحد من إنتاج النفط، والخاسر هو إيران قبل أي منتِج آخر.
الإصلاحيون الآن يكرّرون كلام المرشد، وبعضهم يهمس أن الهدف عدم استثارة أعدائهم. إلا أنني وجدت أن فائزين في مجلس الخبراء حملوا صفة إصلاحيين، ولهم سجل واضح بين المحافظين.
مع كل ما سبق، هناك تحريض إسرائيلي مستمر على إيران مع أن الخطة الشاملة للعمل المشترك أخَّرَت البرنامج النووي الإيراني عشر سنوات، وربما 15 سنة. هذا الاتفاق لا يشمل الصواريخ، وقد صرّح بذلك الرئيس باراك أوباما علناً، وتبعه في شكل مباشر قبل أيام نائبه جو بايدن الذي قال إن الولايات المتحدة ستتصرّف إذا خالفت إيران الاتفاق النووي، وهو، مرة أخرى، لا يشمل الصواريخ.
إيران أطلقت صاروخين من طراز «قدر - هـ» يحمل كل منهما عبارة «الموت لإسرائيل»، وهناك نفق في قاعدة للصواريخ أرضه رُسِمَ عليها علم إسرائيل، ما يعني أن رجال الحرس الثوري يدوسون عليه داخلين خارجين.
هذا دعاية يقابلها ما تمارس إسرائيل من قتل يومي للفلسطينيين، وهناك فيديو يُظهر ضابط أمن إسرائيلياً يقتل بالرصاص الفلسطيني بشار مصالحة وهو ملقى على الأرض من دون حراك، وغوغاء من الإسرائيليين تهتف بالضابط أن يرمي الفلسطيني بالرصاص في رأسه. جماعة «بتسلم» الإسرائيلية طالبت بتحقيق في الجريمة.
عندما جمعت ما تشكو منه الولايات المتحدة، أو تحديداً الكونغرس الإسرائيلي الولاء والميديا الليكودية الأميركية، وجدت أنه يختلف عمّا أشكو منه أنا كمواطن عربي، وأهمّه التدخل في العراق وسورية ولبنان، ودعم الحوثيين في اليمن. أيضاً لي تاريخ شخصي في البحرين ومعها، وأجد أن ولاء قادة الوفاق وغيرهم لإيران على حساب البحرين جريمة وتدمير لحياة المواطنين الشيعة البحرينيين المغرَّر بهم. البحرين بلد من دون موارد طبيعية تُذكَر، ومع ذلك وضعه جيد مع نشاط مصرفي محلي ودولي وسياحة خليجية وانفتاح على العالم.
أرجو أن أرى يوماً يحاول فيه الحكم في إيران إصلاح علاقاته مع الدول العربية، خصوصاً المجاورة، وأن أتابع مفاوضات تنتهي باتفاق على جزر الإمارات الثلاث المحتلة، وعلى دعم حكم ديموقراطي لجميع اليمنيين في أفقر بلد عربي.
أرجو ذلك ولا أتوقع غير كلام ضد إسرائيل. لو كان الكلام يحرّر فلسطين لكنتُ حرّرتها وحدي.
أرسل تعليقك