بقلم : جهاد الخازن
تشهد إمارة الشارقة هذه الأيام، «المهرجان القرائي للطفل» الذي يستمر حتى نهاية الشهر، وقد حضرت الأيام الأولى، وعدتُ فخوراً بما رأيت، فالإخوان في الشارقة ودولة الإمارات كلها يركزون على التعليم لبناء مستقبل آمن عندما ينضب النفط.
الأرقام لا تكذب، كما يقولون، والمهرجان استضاف 130 دار نشر عربية وأجنبية تهتم بكتب الأطفال، كما شهد 27 فعالية تدريبية و35 تركز على الفضاء و35 على رسوم الكتب. كذلك قرأت عن 1518 فعالية و1245 برنامجاً للطفل و74 حدثاً ثقافياً.
الإخوان من منظمي معرض الكتاب في الشارقة، والمعرض هذا، والمعارض الأخرى، محترفون حريصون على كل زائر. وبعضهم من الأصدقاء الشخصيين. هم كلفوا شابة من المنظمين أن تشرح لي عمل بعض الأجنحة. كانت «قمر 14» وركزت على كلامها، وعيناي على الأرض حتى أفهم ما تقول من دون أن أفقد توازني إزاء الحُسن.
قضيت ثلاثة أيام في الشارقة، زرت خلالها دبي، ووجدت أن أهل البلد جميعاً وبعض الزوار نالوا جوائز، وكنت الاستثناء الوحيد فقد طلعت من المولد «بلا حمّص».
تابعت جوائز دبي للأداء الحكومي المتميز (275 جائزة)، وكان هناك عشرات الفائزين والفائزات الذين أحاطوا بالشيخ محمد بن راشد، رئيس مجلس وزراء الإمارات وحاكم دبي. كان بين الفائزين مسؤولون من مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة. فالكل فاز، وأنا الاستثناء.
في افتتاح الدورة الثامنة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل، وزع الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد الشارقة، الجوائز على الفائزين في «الرسوم» و «الأدب» و «القرائي». وكانت ترافقه الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير.
بعد ذلك، كرم الشيخ منصور بن زايد، نائب رئيس الوزراء، الفائزين بجائزة خليفة التربوية في دورتها التاسعة، وكان هناك 27 فائزاً وفائزة.
في الوقت نفسه، قرأت أن مجلة «مرامي» التي يصدرها المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، فازت بجائزة «الهيثم للإعلام العربي» الصادرة عن مجلس الوحدة الإعلامية العربية في الأردن عن فئة «أبرز مجلة اجتماعية عربية».
مرة أخرى، كل ما سبق في ثلاثة أيام، وانتظرت أن أفوز بجائزة عن أعمالي الإنسانية المقبلة، أو عن الكتب التي أعتزم تأليفها، في المستقبل أيضاً، إلا أن الحظ «الهباب» خذلني مرة أخرى.
«معلهش»... هناك ما يعوّض، فقد رأيت الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، وهي أيضاً وزيرة الدولة للتسامح، في حال طيب وقد نجت من كسور ورضوض في الأشهر السابقة، وسمعتها تتحدث عن جذور التسامح في أرض الإمارات العربية المتحدة. كانت في جزيرة صير بني ياس حيث اكتشفت آثار دير قديم.
أيضاً وأيضاً، كل ما سبق ربما ما كان حدث أو كتبت عنه لولا الشيخة بدور سلطان القاسمي، فقد كانت وراء المهرجان كله، وجهدها في تعليم الصغار جعل الأهل يرسلونهم من الإمارات المجاورة لبدء حياتهم المدرسية في الشارقة. الشيخة بدور تستحق جائزة بدورها، لكن لا أملك لها إلا الشكر والتقدير.
أرسل تعليقك