بقلم/جهاد الخازن
السياسة الخارجية للولايات المتحدة ودونالد ترامب يقترب من أول مئة يوم له في الحكم، نوع من الفوازير فهي سياسات لا سياسة واحدة، وكبار أركان الحكم يقولون الشيء وعكسه يوماً بعد يوم.
وزير الخارجية ريكس تيلرسون قال في الكونغرس أن الاتفاق النووي بين الدول الست وإيران فشل، إلا أنه قال أيضاً أن إيران تلتزم بتنفيذ الاتفاق الذي عقد سنة 2015، والذي يهاجمه ترامب باستمرار. تيلرسون عدَّد الدول التي تمارس فيها إيران نشاطاً إرهابياً، إلا أنه لم يقل أن إدارة ترامب ستنسحب من الاتفاق النووي.
في الوقت ذاته تقريباً، كان وزير الدفاع جيمس ماتيس يزور المملكة العربية السعودية ضمن جولة في المنطقة. أعضاء في وفده قالوا أن إدارة ترامب تدرس زيادة دعمها للسعودية في الحرب على الحوثيين في اليمن، وهذا يشمل مزيداً من معلومات الاستخبارات، وأيضاً شحنات إضافية من السلاح. الأميركيون يعتبرون أن زيادة الضغط العسكري سيرغم الحوثيين على الجلوس حول طاولة مفاوضات في رعاية الأمم المتحدة. تيلرسون قال أن دعم إيران الحوثيين يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة. هذه الأيام تمر العلاقات السعودية - الأميركية بفترة غير مسبوقة من التعاون الوثيق بعد سنوات عجاف في ولاية باراك أوباما، والرئيس ترامب قد يزور السعودية قرب نهاية الشهر المقبل فهو سيحضر قمة لحلف الناتو في بروكسيل في 25 أيار (مايو) ثم يشارك في قمة الدول السبع من 26 إلى 28 من الشهر ذاته. وقرأت أنه سيقابل الرئيس أردوغان على هامش قمة الناتو.
ربما تضع إدارة ترامب في النهاية سياسة إزاء إيران والشرق الأوسط يجتمع حولها كبار أركان الإدارة، إلا أن هذا للمستقبل أما اليوم فهناك نوع من «حارة كل مين إيدو إلو». الرئيس ترامب هنأ الرئيس رجب طيب أردوغان على قبول الأتراك التعديلات الدستورية التي طلبها رئيسهم لتعزيز صلاحياته، غير أن وزارة الخارجية وبخت الحكومة التركية ورأت أن إدارة الاستفتاء كانت في جانب فريق ضد فريق.
في الوقت ذاته، كان الرئيس ترامب يتحدث عن إرسال «أرمادا» بقيادة حاملة طائرات لمواجهة كوريا الشمالية، ثم تبيَّن أن السفن الأميركية متجهة إلى مناورات مشتركة مع أستراليا، على بعد 3.500 ميل من كوريا الشمالية. بعد أسبوع من تصريح ترامب الأول والضجة المرافقة، اتجهت السفن الحربية الأميركية نحو كوريا الشمالية.
قرأت أن مشكلة إدارة ترامب الآن هي أن مئات من الوظائف في دوائر الحكومة لم تملأ بعد، وهذا يشمل وزارتي الخارجية والدفاع. الوضع أفضل في مجلس الأمن القومي فرئيسه الأول مايكل فلين استقال بعد أن اكتشفت علاقاته مع روسيا التي كان أنكرها. الجنرال هـ. ر. ماكماستر خلفه، وبين أول إجراءاته طرد ستيف بانون، المستشار الاستراتيجي الأول لترامب، من اللجنة الأساسية في مجلس الأمن القومي.
ما سبق نقطة واحدة غير أن النقاط الأخرى أكثر، وكان وزير الخارجية تيلرسون قال أن الهدف الأول للإدارة هو هزم الإرهابيين من «داعش»، أو الدولة الإسلامية المزعومة، إلا أن نيكي هيلي، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة قالت أن حل الأزمة السورية غير ممكن مع بقاء بشار الأسد في الحكم.
هناك فريق داخل إدارة ترامب يركز على إيران ويريد إلغاء الاتفاق النووي معها ومواجهتها عسكرياً لتنكفئ داخل حدودها. الرئيس الأميركي لا يزال يتأرجح بين طلاب المواجهة وفريق أكثر حذراً لا يريد دخول حروب جديدة.
انتخابات الرئاسة في إيران موعدها 19 أيار المقبل، والرئيس حسن روحاني يبقى صاحب الحظ الأوفر في الفوز رغم أن علاقته مع المرشد آية الله علي خامنئي تشوبها صعوبات. كان الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد تقدم بالترشّح للرئاسة مرة أخرى، مع أن المرشد نصحه بألا يفعل. الآن قرر مجلس صيانة الدستور رفض ترشّح أحمدي نجاد، وهذا أفضل لإيران والعالم فقد كانت رئاسته سلسلة من المواجهات في الداخل والخارج.
المجلس وافق على عشرة مرشحين، وقد ينسحب عدد منهم، والرئيس روحاني يظل أفضلهم، وأرجح فوزه بولاية ثانية.
أرسل تعليقك